يتساءل العديد سر دعم الشعوب العربية الاسلامية للمقاومة الفلسطينية المسلحة ضد المحتل الإسرائيلي و سر وقوف جميع الهيئات الحزبية و الجمعوية كذلك في المغرب على اختلاف مشاربها و انتماءاتها الفكرية و الإيديولوجية و تنديدها بمسيرات الشموع التي تقوم بها فتح في الضفة الغربية لأن ذلك لن يجدي شيئا مع المحتل الاسرائيلي. إن دعمنا للمقاومة الفلسطينية جاء كقناعة تامة بأن تحرير الأرض من الغزاة لا يكون إلا عن طريق المقاومة المسلحة بينما من المعروف أن الوطن سيدفع فاتورة ثقيلة من الشهداء و التدمير, لكي ينجو الجيل القادم من ربق الاحتلال و العبودية و هذا ليس بغريب على الشعوب العربية الاسلامية فقد جربت الاحتلال المرير بداية القرن العشرين من طرف الامبريالية الهمجية الغربية. لقد ضحت الجزائر بأزيد من مليون شهيد كي تتحرر من الاستعمار الفرنسي و كذلك المملكة المغربية قامت بثورة الملك و الشعب ثم مقاومة مسلحة لإرغام المحتل الفرنسي على الفرار من أرض الوطن ثم سار الملك الحسن الثاني على خطى والده ليحرر الصحراء المغربية من الصليبيين الاسبان ليبقى لنا ثغرين هما سبتة و مليلية و جزر الشمال. لقد استفادت المقاومة الفلسطينية من تاريخ تحرر الشعوب جيدا و عرفت أن طريق الخلاص من الغزاة لن يكون بالاستنجاد بالأمم المتحدة التي صنعها الغرب الامبريالي نفسه ليغطي عن جرائم الابادة التي يقترفها بحق العالم الثالث و الشعوب العربية الاسلامية. لكن الذي يدمي القلب هو وجود فئة من الفلسطينيين كفتح و التي مازالت تؤمن بالعمل السياسي مع كيان اسمه "إسرائيل" و تنسق أمنيا معه لوأد الانتفاضة الثالثة الفلسطينية, و لكن ما الذي يضرها في ذلك؟ لماذا كل هذا التنسيق مع المحتل؟ أوليس التنسيق المسبق يجب أن يكون مع الفصائل الفلسطينية على اختلاف مشاربها و منابعها الفكرية, ففي الأخير هذا التنوع الفكري هو إغناء للساحة الثقافية الفلسطينية و إثراء لها و لا يجب أن يحدث شرخا فيها أبدا ,فأي دولة في العالم تحتوي على أيديولوجيات متنوعة و يبقى الولاء للوطن و الهوية هو الضامن لوحدة الوطن و وحدة الشعب و الرؤيا كذلك. إن العالم الغربي و معه أمريكا الان يتعاملون مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس" وكأنها حركة ارهابية تهدد وجود إسرائيل ؟ و هنا يطرح سؤال جوهري وهو من صاحب الأرض أصلا؟ و من هو الوافد الجديد؟ و من أجداده مدفونين بتلك الأرض؟وفقا للقوانين الوضعية و أيضا السماوية. فالإسرائيليون الذين يتحدثون عنهم في اعلامهم,لا وجود لهم بأرض فلسطين, فقد كانوا مشتتين في أنحاء الجزيرة العربية حتى أجلاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بسبب نقضهم وثيقة "ميثاق المدينة" ثم بعد وفاة رسول الله و تولي الخليفة عمر بن الخطاب و فتحه القدس وجد بها أناس عرب فبنى صخرة القبة و طهر القدس من كل الأوثان و بعد الحملة الصليبية على فلسطين استطاع صلاح الدين الأيوبي طرد الغزاة الأوربيين من فلسطين.إذا لاوجود لأحفاد إخوة يوسف بفلسطين سوى قبورهم لأن الباقي مات و تشتت في الأرض طولا و عرضا. اما الاسرائيليون الحاليون فهم لا يمتون بأي صلة بإخوة يوسف, فهذا ضحك على الذقون, فهؤلاء صهاينة بشهادة علماء التاريخ, ينتمون لحركة انشقاقية متضامنة مع البروتستانت تسمى the zionest , ظهرت في القرن 19 ,لذلك لا داعي لإضفاء طابع تاريخي على الصهاينة و الكل يعلم كيف ولج هؤلاء الدخلاء أرض فلسطين بواسطة وعد بلفور البريطاني و مثل هذا الوعد غير مقبول أبدا في أي منظومة قانونية أو حقوقية و لم يستند بلفور لأي سند قانوني في ذلك إذ قدم وعده انذاك و جثم على حقوق الفلسطينيين المسلمين العرب و بسبب ذلك تم قتل آلاف الفلسطينيين رغبة في إعادة مجد هيكل سليمان الزعوم و هدم مسجد الأقصى.
يجب على الحقوقيين و علماء العرب و المسلمين أن يعوا جيدا أن فلسطين تخوض حرب تحرير منذ أزيد من نصف قرن من الزمان و يدعموا المقاومة المسلحة على هذا الأساس و لا يعطوا للغزاة الاسرائيليين أية ذريعة لاحتلال الأرض و هتك العرض و قتل الأرواح فبهذا تكون اسرائيل الإرهابية المحبوبة في المنتظم الدولي و الكل يشاهدها تقصف بجنون مباني المدنيين بطائرات الإف 16 ,انتقاما لمقتل جنودها و فشل حملتها البرية على غزة,و تبيد لحد الساعة أزيد من 500 مدني بريء, ثم يخرج أوباما الديمقراطي و يصرح بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها و كأنها المحتلة من طرف حماس؟؟؟؟