ينتظر أن يعقد بمدنية تنغير جنوب المغرب، يوم الأحد 7 يوليوز 2012، مهرجان يعلن فيه عن «تأسيس رابطة إيمازيغن من أجل فلسطين»، تضم أعضاء من تيارات إسلامية ويسارية مختلفة، وذلك تحت شعار: «فلسطين قضية وطنية، والتطبيع جريمة صهيونية»، وبحضور شخصيات ورموز أمازيغية ووطنية، منهم أحمد المرابط، «الكاتب الخاص للأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي»، ومشاركات فنية. وقال عدد من أعضاء لجنة التنسيق ل «التجديد»، إن الإعلان عن هذه الرابطة يصادف الذكرى 45 لاحتلال القدس وهدم حارة المغاربة من قبل العدو الصهيوني. كما يأتي في إطار فعاليات الشعب المغربي المتواصلة لمناصرة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية، وفي خضم الحراك المدني الذي تخوضه عدة مكونات شعبية أمازيغية لتأسيس إطار تنسيقي أمازيغي من أجل نصرة القضية الفلسطينية العادلة ومواجهة التطبيع والاختراق الصهيوني. وحسب مشروع أرضية تأسيس «رابطة ايمازيغن من أجل فلسطين» والذي حصلت «التجديد» على نسخة منه، فإن المغاربة ارتبطوا على مدى قرون بالقدسوفلسطين، حيث تشهد على تلك العلاقة القوية أوقافهم وعقاراتهم التي كانت عنوانا بارزا لعمق الارتباط، حتى قام الاحتلال الصهيوني بتدمير معظمها، غداة احتلال القدس سنة 1967 وعلى رأسها حارة المغاربة التي دمرها العدو الصهيوني، وقتل تحت أنقاضها العديد من سكانها من أحفاد المغاربة، الذين سكنوا القدس على مدى قرون، منذ مشاركتهم في الدفاع عن فلسطين خلال الحملات الصليبية. وقد استمر نضال المغاربة من أجل فلسطين، رغم فترة الإستعمار التي عانى منها المغرب خلال القرن العشرين، حيث اعتبرت الحركة الوطنية قضية فلسطين قضية وطنية، وكان المغرب حاضنا للنضال الفلسطيني من أجل التحرر من نير الاحتلال الصهيوني إلى اليوم. وأضافت الوثيقة، أنه في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي كل أرض فلسطين التاريخية، وفي الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال في سياساته الاستيطانية والتهويدية العنصرية بحق شعب فلسطين مسلمين ومسيحيين، تسعى بعض الجهات المشبوهة بالمغرب إلى تصريف أجندتها التطبيعية مع الكيان الصهيوني ومع الصهاينة، دون أي مراعاة لمشاعر المغاربة - عربا وأمازيغ – وفي استفزاز خطير لمشاعرهم بمختلف مشاربهم ومكوناتهم؛ المغاربة الذين عرفوا برفضهم وبمناهضتهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري واعتبروا التطبيع معه دوما خيانة وطنية، لأن القضية الفلسطينية هي بالنسبة لهم أبدا قضية وطنية. وتضم «رابطة ايمازيغن من أجل فلسطين»، صوتها إلى صوت الرافضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني وإلى صوت الشرفاء في هذا الوطن العظيم. كما يؤكد نضالها باسم كل الشرفاء- عربا وأمازيغ- من أجل إيقاف مخططات تمرير لعبة التطبيع القذرة، بحجة أن جزءا مهما من الإسرائيليين كانوا مغاربة أمازيغ ما زالوا يعشقون بلدهم المغرب. وأضافت، أن الدوافع التي دفعت يوسف بن تاشفين والمهدي بن تومرت ويعقوب المنصور ومحمد بن عبد الكريم الخطابي والمختار السوسي والفقيه البصري والشهيد عبد الرحمان اليزيد أمزغار ومصطفى اقزيبر (شهيد الجنوب الشرقي على ثرى فلسطين) وسيدي حمو عبد العليم للدفاع عن فلسطين ومواجهة المحتلين، هي الدوافع نفسها التي تدفعنا ونحن أسلافهم لحماية الأرض والعرض ومقاومة كل المشاريع الصهيونية الساعية إلى تفتيت الأمة وبت سموم الفرقة بين أبناء الملة الواحدة والوطن الواحد، من أجل الاستمرار في بسط سيطرتها السياسية والاقتصادية والثقافية على العالم العربي الإسلامي وعلى شعوبه ومقدراته. وقدمت الوثيقة رؤية تاريخية أكدت اختلاط دماء المغاربة بالدماء الفلسطينية أيام تواجد المجاهد الأمازيغي الكبير، محمد بن عبد الكريم الخطابي بمصر، حيث أصدر من القاهرة نداء التطوع لتحرير فلسطين من العصابات الصهيونية وأرسل مجاهدين مغاربة للمشاركة في الجهاد ومقاومة الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين سنة 1948، ولا يزال الصهاينة يحتجزون جثامين ثلاثة من شهداء المغرب الكبير، الذين قاتلوا في صفوف الثورة الفلسطينية. كما أن ضابطا في جيش الخطابي ما يزال على قيد الحياة، شفاه الله؛العقيدالهاشمي الطود، رفيق الضابط الأمازيغي في حرب تحرير فلسطين؛المختطف، مجهول المصير؛ حدو أقشيش. كما أن إطارا عسكريا في التنظيم الذي كان يترأسه الفقيه البصري والذي قاوم الاحتلال الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وابن تنغير الأبية؛ عبد الله المالكي، ما يزال على قيد الحياة شفاه الله. وأضافت الوثيقة أن الاعتداءات الصهيونية على أملاك وقفية مغربية (حارة المغاربة) تمثل رمزا للدور التاريخي للمغاربة عامة في تحرير القدس من الغزو الصليبي. وأن تأسيس الرابطة يأتي نظرا للأهمية القصوى التي يوليها المغاربة للقضية الفلسطينية عموما، والقدس خصوصا على مر التاريخ، إضافة إلى رفض المجازر الممنهجة والمحرقات المنظمة التي ارتكبها الصهاينة ولا يزالون في حق أشقائنا في دير ياسين وكفر قاسم والسويس وبورسعيد وصبرا وشاتيلا وقانا وغزة...واستخدام الأسلحة المحرمة والاستيطان والتهجير وبناء جدار الفصل العنصري، واستهداف مقدساتنا في القدسوفلسطين . وانطلقت الوثيقة من كون فلسطين أرض الأقصى والإسراء وكنيسة مهد المسيح وأرض الأنبياء. وقناعة المؤسسين الراسخة كجزء من الشعب المغربي بعدالة ومشروعية نضال الشعب الفلسطيني وحقه في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين التاريخية، وعاصمتها القدس، وكون صفة الأمازيغي تعني الإنسان الحر، والإنسان الحر يرفض مناصرة الظالم والمستعمر ولا يقبل التخلي عن المظلوم. وتهدف الرابطة إلى فضح التطبيع ومخططاته، ومقاومة كل الخطوات المشبوهة الساعية إلى التفريق في مقاومة التطبيع ومساندة الشعب الفلسطيني بين فئات الشعب المغربي، ومقاومة التطبيع والمطبعين بكل الوسائل، توعية الشعب المغربي بخطورة المخططات التطبيعية وسعيها لفصل المغاربة عن تاريخهم ومقدساتهم وكفاح أسلافهم، وتحويل التضامن الجماهيري والشعبي إلى عمل دائم ومنظم وفعال، يضمن تحويل كل مشاعر الحب والتعاطف والتضامن، إلى أفعال ملموسة ذات فائدة مباشرة تساهم في صمود الشعب الفلسطيني على تراب وطنه وتعزيز قدراته من أجل تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة. وستعتمد الرابطة كل الوسائل المتاحة في إطار القوانين الجاري بها العمل، من فعاليات ثقافية وفكرية ونضالية بالتعاون مع الأحرار المغاربة ومع أحرار العالم، وذلك انطلاقا من تجريم التطبيع في كل مظاهره وتجلياته وعلى جميع الصعد ومختلف الأشكال، ومهما كان القائمون عليه، وعدم معاداة اليهود بسبب دينهم، كما ليست للرابطة أي مشكلة مع اليهود بشكل عام أو مع اليهود المغاربة الذين اختاروا العيش في وطنهم المغرب، أو في أي مكان في العالم غير فلسطين، وإنما المشكل مع من يحتل أرض فلسطين ويقتل أهلها وإن كانوا «مغاربة» في أصولهم، وكذلك مع كل من يتعاون مع المحتل في تلميع صورته والتطبيع معه. وتدين الرابطة وترفض استغلال الأمازيغ والأمازيغية من أجل تمرير المخططات الصهيونية التطبيعية بالمنطقة المغاربية، كما ترفض التحالف مع المشروع الصهيوني أو التطبيع معه يعتبر تحالفا مع كيان عنصري غاصب وجريمة ضد الإنسانية وخيانة لأصالة الأمازيغ المناهضين بطبيعتهم للظلم والعنصرية، وتقول إن التشبث بالنضال من أجل الثقافة والهوية الامازيغية يتناقض جوهريا مع أي علاقة مع كيان الاحتلال الصهيوني وجرائمه، وكل محاولة تطبيعية بحجة الدفاع عن الأمازيغية هي خيانة للقضية الأمازيغية ومساس بنبلها وأصالتها كرصيد حضاري وثقافي قائم على قيم الحرية والعدل والمساواة والتضامن بين الشعوب الحرة. كما تؤمن بتعدد وجهات النظر بشأن القضية الأمازيغية ولا يجب أن يكون مدخلا لفسح المجال للاختراق الصهيوني الذي يهدد النسيج الاجتماعي المغربي الغني بالتنوع والتعددية الخلاقة، وتنخرط في بيان الملتقى الوطني الأول لمناهضة التطبيع 2010، وتؤكد على التعاون مع المبادرات وطنيا، ومع كل أحرار العالم في إطار نصرة قضية الشعب الفلسطيني العادلة والتصدي للاختراق الصهيوني، كما تعلن مقاطعة بضائع الشركات التي ثبت تورطها في تمويل مشاريع تساهم في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني وفي تهويد المقدسات والمعالم التاريخية بالأراضي الفلسطينية. كما أن الرابطة مفتوحة في وجه كل المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية من جمعيات وفعاليات وأشخاص، دون تمييز على أساس ديني أو لغوي. وتطالب الرابطة برفض كل خطوات التطبيع التي تخدم مصالح العدو الصهيوني وتتحدى مشاعر المغاربة، ومحاسبة كل من يجرؤ على احتقار وإهانة المغاربة، كائنا من كان، بأية مبادرة خيانية في بلدنا تطبع مع القتلة العنصريين المحتلين الصهاينة، كما تدعو الى ندعو جمعيات المجتمع المدني وكل الهيئات والفعاليات وكذا الشركات الوطنية والمؤسسات العمومية والخاصة على السواء إلى رفض التعامل مع الكيان الصهيوني ومع بضائعه ومنتوجاته ومؤسساته الرسمية والأهلية.