إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي و لا أضع سوطي حيث يكفيني لساني،ولو أن بيني وبين الناس شعرة مانقطعت،كانوا إذا مدوها أرخيتها،وإذا أرخوها مددتها.مقولة قالها معاوية ابن أبي سفيان ابن حرب منذ بداية توسع الخلافة الإسلامية للدولة الأموية. هل في عالمنا الإسلامي آو العربي من يفعل هذا؟لا نحاسب هنا الحكام والملوك فقط،بل كل من مسؤوليته،وفي مكانه،فالكل راع و مسؤول على رعيته.سبحان الله العالم يقترب من بعضه البعض والدول تتآلف،ونحن نتباعد و نتناطحن سواءا حكومات آو شعوب آو فيما بيننا.الملاحظ للعالم الإسلامي والعربي يرى ما مدى التناطح والتقاتل بيننا.فبعد ثقافة اقرأ اكتسبنا ثقافة التناطح والتنعيج. هل أصبح عالمنا العربي بالخصوص يعاني من الشدود الاجتماعي وانفصام الهوية؟الكل أصبح يلهث خلف تعريف او مصطلح للهوية أو الوطنية إذا صح التعبير،فجل الوطن العربي من البوغاز إلى المنامة الكل أصبح رمزا عربيا فقط،مجردا من كل التعريفات و التشخيصات.هنا لا نتحدث فقط على الإنسان العربي ،بل نتحدث عل كل المكونات الثقافية والعرقية المميزة لهذا العالم العربي.من عرب وكرد وامازيغ وكلدان وأتراك و شركس.قبل يومين شاب ناضج فكريا،تبادلنا الحديث حتى يفاجئني،انتم طردتم الرسول؟انأ سكت،انبهرت،من نحن،قال لي ألستم من قريش؟عودوا إلى صحرائكم.هكذا قال. اترك الحكم لمن سيقرأ مقالتي،-وهذا الشاب ليس من العرق العربي-،أين هي الوطنية أو المصلحة العليا للوطن،خاصة لدينا هنا في المغرب ،حيث تجد الرجل غير مناسب في المكان المناسب لأطر أحسن وافصل منه،كيف يتحدثون على دولة الحق والقانون ويتشدقون بها ،ونحن لا نلمس في ارض الواقع التكافؤ الاجتماعي.وغياب تكافؤ الفرص. نتحدث على السلم الاجتماعي و أنت لم توفر سبل العيش الكريم لهذا المواطن، وبالتالي كما نبحث في معادلة رياضية لتحقيق المجهول، فكان لزاما على من يتحكمون في موارد هذا الشعب أن تعلم المعلوم وتحسنه وتضع بالقرب منه المجهول حتى تتضح لك الصورة.مع الأسف جل حكوماتنا المتعاقبة لا تواكب القصر أحيانا وأحيانا هما معا غائبان على انتظارات الشعب المغربي. كلكم تتساءلون لماذا تزايدت ظاهرة العنف الاجتماعي،في المدرسة،في السوق،في الملاعب،في السجون،في العائلة..بسبب غياب التنفيس الاجتماعي لهذه الذوات الواعية أحيانا بما تقوم بها،وغالبا تكون في حالة البعد النفسي،فكثرة المفاهيم والمصطلحات مع غياب المحدد الواضح و الممنهج لطريق سير الأفكار بصفة عامة.ترك الفرصة لمجموعة كبيرة من الأفكار الهدامة تنتقل وبسرعة لمجتمعاتنا الإسلامية والعربية ،لتجزيء المجزئ،بحكم نظرية الفوضى الخلاقة.
نعم،لا نتوفر على إعلام عربي صريح واضح المعالم والثقافة وخاصة الثقافة الدينية.مع الأسف غالبية حكامنا ساهموا من قريب آو بعيد بحكم إرادتهم آو من دونها،بتسريع طمس هويتنا الإسلامية و تفكيك الروابط والثوابت.