مرة أخرى تعود ظاهرة العنف إلى الساحة الرياضية الوطنية، حيث تعرض أمس الأحد جمهور المغرب الرياضي الفاسي لاعتداء خطير بالسلاح الأبيض عند مدخل مدينة مكناس، من طرف فئة محسوبة على جمهور الجيش الملكي،مما نتج عنه إصابات بليغة لدى مشجعي الما=8� وصفت بالمتفاوتة، كما تعرضت حافلة المغرب الفاسي للرشق بالحجارة في الطريق السيار لدى عودتها إلى مدينة فاس مما أسفرعنه إصابة لاعبان من الماص بجروح طفيفة.هذا الحادث الخطيرلا ينبغي أن يمر مرور الكرام خصوصا إذا علمنا أن حالات أخرى عديدة سجلتها الميادين الرياضية أبرزها وفاة مشجع المغرب التطواني زيد فايزالسنة الماضية بعد تعرضه لهجوم من طرف مجموعة محسوبة على جمهورالنادي القنيطري بالطريق السيارقرب مدينة القنيطرة، كما تعرض مشجع الكوكب المراكشي الشاب وليد الذي يبلغ 16 سنة لاعتداء شنيع بالسلاح الأبيض من طرف محسوبين على جمهور الرجاء الرياضي خلال المباراة الأخيرة بين الطرفين بالدار البيضاء مما تسبب في بتر أصابعه، كما يظل الخميس الأسود وما صاحبه من اعتداءات على الممتلكات العامة بالدار البيضاء راسخا في الأذهان. هي كلها إذن نماذج تؤكد بما لا يدع مجالا الش� � أننا أمام ظاهرة للعنف كسلوك عدواني يتعدى الملاعب الرياضية إلى المنشئات العامة والإعتداء على الأفراد والمجموعات بالطرق السيارة خارج المدار الحضري،مما يدق ناقوس الخطر للتحرك بشكل جدي وعاجل كل من موقعه لوضع حد لهذه الظاهرة التي تسيء لرياضتنا الوطنية وقيمها النبيلة،وهي مسؤولية مشتركة تشترك فيها الأندية الرياضية والأولترات لتأطير الجمهور وتوعيته، دون أن ننسى دور وسائل الإعلام لغرس قيم التسامح والإخاء بين الأفراد من خلال برامج توعوية هادفة، وهنا لا بد من التنويه بمبادرة جمعية المرحوم زيد فايز للأعمال الإجتماعية بمدينة تطوان بتنظيم عدة حملات تحسيسية بثانويات المدينة تتوخى توعية التلاميذ بخطورة العنف بالملاعب الرياضية لما له من انعكاسات وخيمة على الأسر المكلومة لفقدان أبناءها، كما على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحمل مسؤوليتها الكاملة بالعقوبة والردع في حق الأندية الوطنية التي تتهاون في تطبيق مذكرتها المتعلقة بعدم السماح للقاصرين بولوج الملاعب الرياضية، وتنظيم دورات تحسيسية بتعاون مع الأندية والأولترات وعلماء النفس والإجتماع للتوعية بخطورة الظاهرة على الناشئة تحسبا لما لا تحمد عقباه، فهل من مجيب؟