بات العنف الرياضي يخلف ضحايا مع كل نهاية أسبوع، رغم المجهودات المبذولة، إن على المستوى الأمني أو التحسيسي أو التشريعي، لمحاربة شغب الملاعب، الذي بدأ يأخذ أبعادا خطيرة. وحسب مصدر طبي، وضع مشجع من أنصار النادي القنيطري (الكاك) على سرير الإنعاش بالمستشفى الجامعي ابن سينا (السويسي)، وهو بين الحياة والموت، إثر تعرضه لاعتداء وصف ب"الوحشي"، من قبل محسوبين على جمهور الجيش الملكي، مساء السبت الماضي. و قال قريب من الضحية، ل"المغربية"، إن الحكاية تعود إلى اعتراض مجموعة من شباب جمهور الجيش، عند محطة الطاكسيات الكبيرة قرب القامرة، سبيل ثلاثة شباب من أنصار "الكاك"، واقتادوهم إلى زقاق مقفر بهذا الحي الشعبي، تحت التهديد بالسلاح الأبيض. ولم يشفع تعالي أصوات النجدة والاستغاثة من طرف الضحايا لفكهم من هذه الورطة، يضيف المصدر نفسه، إلا بعد تعرضهم لمختلف أنواع الضرب والتنكيل، وجرح رأس أحدهم بحجر، شل حركته وأغرقه في بركة دماء، قبل أن يلوذ المعتدون بالفرار، ويقصد الضحايا مستعجلات السويسي، بدل مدرجات المركب الرياضي. وعلم لدى مصدر أمني أنه، بفضل التنسيق الأمني بين مصالح الأمن بالقنيطرة ونظيرتها بالرباط وأمن السكك الحديدية، أمكن تجنب مواجهات بين جمهور "الكاك" وجمهور الجيش الملكي، الذي لم تكن نتيجة المباراة في صالحه. وكان محمد بوزفور، المراقب العام بالإدارة العامة للأمن الوطني، وعضو لجنة مكافحة الشغب بمديرية الأمن العمومي، أكد أن عدد الجرائم المرتكبة في الملاعب الكروية خلال الموسم الماضي، بلغ ألفين و359 جريمة، وأن المباريات، التي دارت إلى حدود الدورة الثالثة برسم الموسم الكروي الحالي، خلفت 480 جريمة. وأوضح المسؤول الأمني، في يوم دراسي بمجلس المستشارين حول مشروع قانون مكافحة الشغب، أن تلك الجرائم تتمثل في تزوير التذاكر، واستهلاك المخدرات، والعنف ضد السلطة العمومية، وحمل السلاح الأبيض ،وحيازة المتفرقعات، والتخريب والفوضى. وقال إن الموسم الماضي عرف 11 جريمة ضرب وجرح، و7 جرائم عنف ضد السلطة، و8 حالات حيازة سلاح أبيض، و51 جريمة بيع غير شرعي للتذاكر، و56 حالة قذف بالمقذوفات، وألفا و863 حالة دخول غير قانوني للملعب. ونبه الإطار الأمني إلى أهمية اعتماد الكاميرات الذكية، المنتظر تثبيتها في الملاعب الجديدة، بطنجة، ومراكش، في إنجاح تطبيق هذا القانون، والحد من ظاهرة الشغب، التي ارتفعت خلال السنوات الأخيرة، رغم مجهودات المصالح الأمنية، دون أن تساعدها البنيات التحتية غير الجيدة بغالبية الملاعب الوطنية. وأبرز بوزفور أن "الكاميرات الذكية تلتقط المتسللين إلى مدرجات الجماهير من المشجعين المدانين بالمنع من التردد على الملاعب الوطنية بموجب حكم قضائي"، مشددا على أن "مشروع قانون الشغب جاء فضفاضا في بعض مقتضياته، التي تتطلب مراسيم تطبيقية لتوضيحها وضبطها، كعدم تنصيصه على ظاهرة " الإلترات"، التي تمارس المعارضة من أجل المعارضة، عكس جمعيات المحبين والأنصار، المنظمة بقانون الحريات العامة".