حسن البصري عادت أعمال الشغب إلى الواجهة من جديد بعد أن خلفت الدورة 14 من بطولة المجموعة الوطنية لكرة القدم أحداثا دامية في كل من الدارالبيضاءوالرباط، وعلى الرغم من فوز الرجاء البيضاوي بهدفين نظيفين على النادي المكناسي وغياب فتيل النزاع بين جمهور الفريقين، إلا أن هذا لم يمنع من ظهور حالات انفلات في صفوف الجماهير بعد انتهاء المباراة. وحسب مصدر أمني فإن السلطات الأمنية قد اعتقلت خلال حملتها التمشيطية الموازية للمباراة حوالي 152 يافعا، وضعوا في مخفر الدائرة الأمنية للفيلودروم، قبل أن يفرج بعد البحث عن 118 ليظل 34 منهم رهن الاعتقال من بينهم يافع من مواليد 1989، أما الباقون فهم من مواليد 1990 و1991. وحسب المصدر الأمني ذاته فإن التهم التي وجهت لهؤلاء المشجعين هي إثارة الفوضى في الشارع العام وتكسير سيارات وممتلكات خاصة عن طريق الرشق بالحجارة. وفي مدينة الرباط نشبت أعمال شغب مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت الجيش الملكي بالنادي القنيطري والتي انتهت بفوز العسكريين بهدفين لصفر، وأكدت مصادر أمنية اعتقال 15 مشجعا من بينهم أربعة قاصرين أغلبهم من مناصري الفريق القنيطري، وحسب مصدر أمني فإن التهم الموجهة لهؤلاء المعتقلين تتعلق بتخريب بعض الممتلكات، خاصة وأن الجمهور القنيطري قد عبر عن استيائه بتكسير 173 مقعدا بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وتكسير زجاج إحدى حافلات النقل العمومي. ومن المنتظر أن تعد إدارة المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله فاتورة بعد جرد الخسائر، قبل عرضها على المكتب المسير للنادي القنيطري لتسديد الخسائر، علما أن سعر الكرسي البلاستيكي الواحد يتجاوز 300 درهم بقليل، وسبق لإدارة المركب أن عاشت وضعا مماثلا في مناسبتين الأولى في لقاء بين الجيش والرجاء والثاني في مباراة ديربي بالرباط بين الوداد والرجاء. وإذا كانت هزيمة النادي القنيطري دفعت جماهير الفريق لممارسة الشغب، فإن الجمهور الرجاوي قد فضل اللجوء لأعمال الشغب فقط من باب الاحتفالية بالفوز حسب رئيس إحدى جمعيات المناصرين، الذي قال ل«المساء» إن الدور التحسيسي الذي يجب أن تلعبه جمعيات المحبين والأنصار قد تم الإجهاز عليه من طرف السلطات الأمنية التي لا تشرك الجمعيات في جل الترتيبات التنظيمية بل يراد منها أن تصبح مجرد أثاث في المدرجات، فضلا عن تغييبها من طرف المكاتب المسيرة للأندية اعتبارا للدور الذي أصبح يلعبه المنخرط في حياة الفرق. وقال أحد منخرطي النادي القنيطري بأن أحداث الشغب ماكان لها أن تندلع لولا الاستفزازات التي تعرض لها الجمهور القنيطري من طرف الجمهور العسكري، خاصة وأن حالة من التوتر قد سادت العاصمة منذ وصول الطلائع الأولى من الجمهور القنيطري إلى المحطة الطرقية ومحطة القطار. وعلى الرغم من ظهور مؤشرات لعودة أعمال الشغب إلى محيط مركب محمد الخامس عقب المباراة التي جمعت في الأسبوع الماضي الوداد البيضاوي بالجيش الملكي، إذ تحول شارع سقراط إلى ممر كارثي، يصعب اختراقه بعد أن كست طريقه أكوام من الزجاج المتناثر هنا وهناك، إثر عملية رشق بالحجارة استهدفت 30 سيارة كانت راسية في الشارع المذكور أغلب أصحابها لاعلاقة لهم بالمباراة التي كانت تجمع الوداد بالجيش. ولم يتم اعتقال مثيري فتنة شارع سقراط إذ تبين للسلطات الأمنية بأن المعتقلين اليافعين وعددهم سبعة أبرياء فتم تمتيعهم من طرف النيابة العامة بالسراح، فيما ظل الفاعلون الحقيقيون طلقاء يعيثون في ممتلكات الناس فسادا. وقال المدير العام للمجموعة الوطنية لكرة القدم إن الضرورة تقتضي تفعيل توصيات ندوات الشغب، وأجرأة التدابير التي تم اقتراحها من طرف الهيئات الأمنية والقاضية بمنع دخول الأطفال إلى الملاعب، إلا برفقة راشد، وهو المقترح الذي دعت إليه المجموعة الوطنية والسلطات الأمنية لولاية الدارالبيضاء في مختلف الاجتماعات التي انعقدت حول ظاهرة الشغب، ولم توافق جمعيات حقوقية على هذه التوصية واعتبرتها ضربا صريحا لحق الطفل في الفرجة، ودعت إلى التحسيس بخطورة الظاهرة دون «مسح» الفعل الإجرامي في أطفال يصعب «اصطيادهم» في الحملات التمشيطية. وكانت المجموعة الوطنية لكرة القدم قد أنفقت في حملاتها التحسيسية ضد الشغب أزيد من 250 مليون سنتيم دون أن تنسحب الظاهرة من ملاعب الكرة.