دق مصدر نقابي ناقوس الخطر إزاء الوضعية «بالغة السلبية» و»خطيرة»، التي أصبحت تطبع ملحقات مستشفى ابن سينا المختبرية، نتيجة نهج سياسة «مركزة» المختبرات بالمستشفى، وهي المركزة التي تسببت في بداية إغلاق المختبرات الموجودة بمستشفى الأطفال التابع للمركز الإستشفائي، وكذا المختبرات الموجودة بمستشفى الولادة بالليمون وبمصلحة أمراض القلب والشرايين، والتي يستفيد من خدماتها الأطفال من كل جهات المملكة وكذا النساء الحوامل، بالإضافة إلى المصابين بعدد من الأمراض كالسرطان والخدج وحديثي الولادة وإنعاش النساء والمستعجلات الطبية ومرضى القلب، وهو ما ينعكس سلبا أيضا على العاملين والعاملات بهذه المؤسسات الصحية. وقال بيان على شكل «نداء» صادر عن الجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد المغربي للشغل أن مركزة هذه المختبرات ستؤدي إلى وضعية خطيرة، سواء على مستوى المواطنين أو العمال، وهو إجراء لا يتماشى مع تقريب الخدمات الصحية من المواطن، وتحسينها في عين المكان بدل إبعادها تحت ذرائع غير واقعية، يقول المصدر النقابي، كما أن لها خلفيات غير معلنة للتغطية على سوء التسيير والتدبير والتسلط الإداري، مؤكدا على أن البنيات التحتية واللوجستيكية غير متوفرة بالمركز الإستشفائي ابن سينا، مما يجعل هذه المركزة غير ذات جدوى. ورفض المسؤول المكلف بالاتصال بوزارة الصحة إعطاء «المساء» أي تصريح حول الموضوع، واكتفى بالقول بضرورة إرسال رسالة إلكترونية حتى يمكنه إيصال ذلك إلى الجهات المكلفة بالرد، حسب قوله. إلى ذلك، تساءل المصدر النقابي، في ندائه، عن دواعي إغلاق مختبرات مستشفى الأطفال ومستشفى الولادة، في الوقت الذي ترفع فيه الحكومة شعار محاربة وفيات الأطفال والأمهات جراء الولادات، مؤكدا في هذا السياق على وجود مسؤول إداري بالمستشفى الرئيسي يدعي أنه غير معني بما تسطره الوزارة أو الحكومة، بصفة عامة، من برامج ولا يخضع لوصاية وزارة ياسمينة بادو. ورفضت الجامعة الوطنية للصحة تمرير عملية المركزة لشركة واحدة بعينها، منددة بما أسمته ديماغوجية بعض المسؤولين عند تمرير الصفقة، وهو ما يساعد على تهميش الفعاليات وكل المعنيين بوضع المختبرات ووضع المستشفيات المستفيدة من خدمات المختبرات. وطالبت الجامعة الوطنية إدارة المركز الإستشفائي بتحمل كامل مسؤولياتها وتزويد مستشفى الأطفال والمختبرات بكل ما تحتاجه في أماكن وجودها بدل الاستثمار في مشاريع غير مدروسة وغير مضمونة النتائج، في إشارة إلى عملية مركزة المختبرات. وخلص المصدر النقابي إلى أن مركزة المختبرات ذات الأبعاد الخطيرة ستؤثر على المستقبل الوظيفي للعمال والمستخدمين، بالإضافة إلى أنها تهدد العلاج والخدمات المقدمة للطفل والأم وللمواطنين عموما.