محمد مفيد: المقاربة الأمنية لوحدها لا تكفي محمد الكرتيلي: هناك أياد خفية نسفت العمل الذي قمنا به السنة الماضية أعلنت وزيرة الشباب والرياضة نوال المتوكل عن تكوين لجنة خاصة تعهد لها البحث عن حلول لظاهرة الشغب التي تفشت مؤخرا في الملاعب الوطنية. وقالت نوال المتوكل في ندوة صحافية عقدتها يوم الثلاثاء بمقر الوزارة بالرباط على هامش اجتماع ترأسته برفقة كاتب الدولة في الداخلية سعد حصار إن هناك إرادة قوية للقضاء على العنف الذي استشرى في ملاعب كرة القدم المغربية. وتتكون اللجنة من ممثلين عن الوزارة الوصية وآخرين عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية والدرك الملكي والأمن الوطني و اللجنة الوطنية الأولمبية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمجموعة الوطنية ومهمتها إيجاد حلول جذرية لتفادي تكرار مثل الأحداث التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي في مدينة مراكش . وأكدت وزيرة الشباب والرياضة أن أعمال الشغب التي تحدث بين الفينة والأخرى لحسن الحظ تتم بطريقة غير مهيكلة ويمكن احتواؤها في الوقت المناسب قبل أن تصبح أعمالا منظمة. وأضافت أن الوزارة لوحدها لا يمكنها القضاء على الظاهرة لذلك فهي تمني النفس بأن تتضافر جهود جميع الفاعلين الرياضيين من أجل الخروج باستراتيجية موحدة تحد من هذه الأعمال البعيدة عن الأخلاق والمبادئ الرياضية. وأشارت نوال المتوكل إلى أن وزارتها بصدد إعداد ترسانة قانونية ستعرضها على البرلمان من شأنها الحد من ظاهرة العنف تتجلى في تحيين بعض القوانين وتكييفها مع المرحلة الراهنة ومواءمتها مع المواثيق الرياضية الدولية خصوصا منها قانون التربية البدنية الذي يجب إعادة النظر في بعض بنوده وفصوله التي من جملتها السلوك الرياضي النظيف ومحاربة الشغب داخل المؤسسات الرياضية من خلال اعتماد إجراءات تربوية وتحسيسية وفي بعض الأحيان زجرية تساهم فيها وزارتا الداخلية والعدل ومعهما النيابة العامة. وأعلنت الوزيرة أن وفدا مكونا من خبراء ألمان كانوا مكلفين بتنظيم مونديال 2006 سيحلون قريبا بالمغرب من أجل الاستفادة من تجربتهم في المجال .. كما أن الوزارة ستعمل على استشارة منظمي أولمبياد لندن 2012 لمعرفة كيفية استعدادهم لمواجهة اي أعمال شغب محتملة. وأكدت أن نتائج عمل اللجنة سيتم الإعلان عنها في الأشهر المقبلة وسيتضمن ميثاقا وطنيا يوقع عليه جميع الفاعلين الرياضيين بمن فيهم مسؤولو الأندية الوطنية. من جانبه أكد العامل بوزارة الداخلية عبد الكريم بزاع أن العنف داخل الملاعب المغربية اصبح قضية وطنية لأنه قد يصبح في المستقبل شغبا منظما ومهيكلا يصعب التحكم فيه لذلك سيتم التعامل معه منذ الآن بحزم كبير قبل أن يصبح أكثر خطورة مما هو عليه الآن. واعترف بزاع أن هناك خصاصا في الترسانة القانونية المتعلقة بمحاربة الشغب في الملاعب وهو ما سيتم العمل عليه في المرحلة المقبلة. وأضاف أن اللجنة التي تكونت خلال الاجتماع سيعهد إليها إعداد خطة عمل على المدى البعيد ولن تقتصر على الأحداث الآنية التي وقعت في مراكش.. حيث سيكون هناك تقييم دوري كل ثلاثة أشهر حتى يصل الجميع إلى الهدف المنشود وهو القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة. وبدوره أكد العضو الجامعي محمد مفيد أن الجامعة ومعها المجموعة الوطنية لم تعتمد المقاربة الأمنية لوحدها لمحاربة ظاهرة الشغب بل اعتمدت على الجوانب التحسيسية والوقائية. ولم يخف مفيد أن هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى أعمال العنف في الملاعب من بينها بعض التجهيزات الرياضية التي لا تلبي بعض رغبات الجمهور خصوصا فيما يخص تنظيم عملية الدخول إلى هذه الملاعب والخروج منها وكذا المرافق الصحية التابعة لها. وأكد أن الجامعة والمجموعة الوطنية لهما من التجربة ما يكفي للمساهمة في الحد من هذا ظاهرة العنف التي أصبحت تؤرق الجميع. أما نائب رئيس المجموعة الوطنية لكرة القدم محمد الكرتيلي فلخص الأسباب التي تؤدي إلى الشغب في بعض القرارات الجائرة التي يتخذها بعض الحكام وكذا لبعض ردود الفعل التي يقوم بها بعض اللاعبين أو المدربين والمسيرين، واضاف أن المنشآت الرياضية غير مؤهلة لاستقبال الجماهير المغربية في أحسن الظروف .. كما أكد على استراتيجية اللجنة التي شكلت في الاجتماع مبنية أساسا على الجوانب التحسيسية والتوعوية مشيرا إلى العمل الذي قامت به لجنة ترأسها بنفسه السنة الماضية والذي أعطى نتائج جيدة لكنه للأسف لم يكتمل ذلك العمل متهما جهات معينة بالوقوف وراء ذلك لأنها كانت تنسف كل المجهود الذي كان يقوم به.