أفردت وزيرة الشباب والرياضة نوال المتوكل قسطا كبيرا من حديثها الذي أدلت به إلى أسبوعية "لا في إيكو" الاقتصادية، الأسبوع الماضي، إلى أشغال بناء ملاعب كرة القدم بمدن مراكش وأكادير وطنجة، وهي الملاعب التي كانت تدخل في إطار ملف ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات مونديال 2010، فيما تناولت جملة من المواضيع ذات الصلة بواقع الرياضة في المغرب بشكل سريع. وأكدت نوال المتوكل، في أول خرجة إعلامية لها منذ توزيرها عقب انتخابات السابع من شتنبر الماضي، أن بناء ملاعب مدن مراكش وأكادير وطنجة لم يكن ليتم في الزمن المبرمج له أصلا، وهو سنة 2010، لولا تدخل صندوق الحسن الثاني لمد الوزارة بالدعم المالي اللازم، موضحة أن الصندوق، الذي كان أنشأه الملك الراحل الحسن الثاني أسابيع قبل وفاته سنة 1999، سيضع رهن إشارة وزارتها حوالي 5 ملايين دولار. "" وزيرة الشباب والرياضة المغربية قالت في السياق ذاته إن ميزانية وزارتها التي لا تزيد عن 0.6 من الميزانية العامة للدولة لا تسمح بالوفاء بالتعهدات، وأكدت أن ذلك بالضبط ما كان سيؤدي إلى تأخر أشغال بناء الملاعب الثلاثة إلى سنة 2013 أو 2014، مشددة على أن هذه البنيات التحتية ضرورية لاحتضان التظاهرات الرياضية العالمية في المستقبل، سواء التي تهم كرة القدم أو ألعاب القوى، بل وأنواع رياضية أخرى مثل الريكبي. ودائما بعلاقة مع ملاعب كرة القدم، أفادت نوال المتوكل أن ملعب مجمع محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء لن يهدم كما سرت بذلك بعض الإشاعات التي ادعت أن بعض المستثمرين في العقار مهتمين بالقطعة الأرضية التي يقع عليها وسط المدينة، سيما بعد أن تكررت به وبمحيطه أعمال شغب أدت إلى خسائر مهمة، مشيرة إلى أن الأخير سيخصص في وقت لاحق للمباريات الوطنية، في حين سيحظى الملعب الكبير، المزمع إقامته بحي سيدي مومن، الذي اشتهر عالميا بتخريجه لأفواج من الإرهابيين، باحتضان التظاهرات الرياضية الدولية، وبينها مباريات المنتخب المغربي الأول لكرة القدم. وتجدر الإشارة إلى أن ملعب الدارالبيضاء الكبير كان مبرمجا له أن يبنى في ضاحية المدينة الجنوبية ضمن ملف ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم لسنة 2010، غير أن ظروفا متعددة قضت بتحويله إلى حي سيدي مومن، وبينها رغبة الملك محمد السادس في منح المنطقة إشعاعا ثقافيا ورياضيا ومحو الصورة السيئة التي أظهرتها بها وسائل الإعلام العالمية باعتبارها منطقة خطيرة، فضلا عن أن الحي يحتوي قطعة أرضية كبيرة كان الملك الراحل الحسن الثاني وهبها إلى محافظة الدارالبيضاء. نوال المتوكل، التي أفادت أن وزارتها تضع كرة القدم وألعاب القوى على رأس الرياضات في المغرب، قالت إن ترتيب الأنواع الرياضية مرتبط أساسا بما تقدمه للبلاد من نتائج وبمدى شعبيتها، وقالت في هذا الصدد إنه بصفتها وزيرة للشباب والرياضة لا يجدر بها أن تفضل رياضة على أخرى، لأن دور وزارتها أن تمد يد العون للجميع وأن تسهم في تأهيل كل الأنواع الرياضية، وهو ما ستفعله عندما سترافق بعض الاتحادات لتأهيلها، مثل اتحادي التنس وكرة السلة والملاكمة، لعلها تلحق باتحاد كرة القدم واتحاد ألعاب القوى. من ناحية ثانية عبرت نوال المتوكل عن تفاؤلها بخصوص عودة التوهج إلى ألعاب القوى المغربية التي فقدت بريقها باعتزال جيل هشام الكروج، بطل العالم والبطل الأولمبي، فضلا عن إبراهيم بولامي وعلي الزين، المختصان في سباق 3 آلاف متر موانع، ونزهة بيدوان، البطلة العالمية في سباق 400 متر حواجز، وأبطال آخرين، وقالت في هذا الصدد إن المسألة لا تتعدى مجرد مخاوف، فقد انتابت المغاربة مخاوف عندما اعتزل البطل عبد السلام الراضي، وهو أول مغربي يتوج بميدالية في أولمبياد 1960 بروما، وخلفه البطل سعيد عويطة، وحين اعتزل الأخير، عادت المخاوف، وإذا بالكروج يخلفه، وبعد حين سيظهر من يخلف هشام الكروج. في الأخير أفادت نوال المتوكل أن وزارتها بصدد الإعداد لمشروع محكمة رياضية ستتخصص في حل النزاعات التي تنشب بين الفرق الرياضية والرياضيين أو بين الفرق والاتحادات، موضحة أن في الأفق أيضا وكالة وطنية مغربية لمحاربة المنشطات، قالت إنه سيعهد إليها بإجراء زيارات مفاجئة للرياضيين أينما كانوا لأخذ عينات من بولهم قصد فحصه للتأكد مما إذا كان صاحبه يتناول منشطات، ويبدو أن هذه الوكالة تأتي في سياق الخدوش التي مست صورة الرياضة المغربي عالميا، خاصة ما يتعلق بألعاب القوى حيث اكتشفت أزيد من ست حالات لتعاطي رياضيين مواد منشطة، وصارت زيارات المكلفين بإجراؤات الفحوصات مثيرة للغاية.