جرى اليوم الإثنين بالرباط ، التوقيع على اتفاق تعاون بين المملكة المغربية وجمهورية مالي في مجال الشؤون الإسلامية ، وذلك إيمانا من البلدين بضرورة إبراز القيم الأخلاقية التي يدعو لها الإسلام ، والتي تنبذ العنف والتطرف. وينص الاتفاق ، التي وقعه السيدان أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ، وتيرنو أمادو عمر هاس ديالو الوزير المالي المنتدب في الشؤون الدينية ، على مشاركة الطرفين في المؤتمرات والندوات الإسلامية التي تعقد في كلا البلدين ، وعلى تنسيق مواقفهما في المحافل الدولية حول القضايا الإسلامية ذات الاهتمام المشترك . وبموجب الاتفاق ، يقوم الطرف المغربي بتوجيه الدعوة لمقرئين من جمهورية مالي للمشاركة في مسابقات نيل جائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره ، إضافة إلى توجيه الدعوة لعلماء ومقرئين ماليين لحضور الدروس الحسنية خلال شهر رمضان الكريم . كما ينص الاتفاق على تبادل الأفكار والمعلومات حول السبل الكفيلة بالتصدي للفكر المتطرف والسهر على احترام مبادئ التسامح التي يدعو لها الإسلام ونشرها في كلا البلدين ، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجال بناء المساجد والمرافق التابعة لها، وفي مجال حماية وصيانة البنايات الإسلامية عبر تبادل زيارات لمختصين في هذين المجالين ، وفي مجال تنظيم شعائر الحج وتوعية الحجاج في كلا البلدين . من جانب آخر، يضع المغرب رهن إشارة مالي ، تجربته في مجال تكوين الأئمة والخطباء والمرشدين ، مع دراسة إمكانية تزويد بعض المساجد والمدارس الإسلامية بجمهورية مالي بنسخ للمصاحف والكتب والمطبوعات ، وإمكانية تقديم منح دراسية للطلبة الماليين لمتابعة دراساتهم في المعاهد العليا والمدارس العتيقة التي توجد تحت وصايته . وفي سياق متصل ، يشكل الطرفان لجنة مشتركة تسمى " اللجنة المشتركة للتعاون في المجال الإسلامي " ، والتي تتولى مهمة تشجيع وتطوير علاقات التعاون في المجالات الواردة في الاتفاق ، كما تتكفل بوضع البرامج التنفيذية واعتمادها ومتابعة تنفيذها . وأبرز السيد التوفيق، في كلمة بالمناسبة، الأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا الاتفاق ، والذي يترجم في جانب منه الإرادة المشتركة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس المالي السيد إبراهيم بوبكر كيتا ، في ما يتعلق بتقوية أواصر التعاون بين البلدين في عدة مجالات . وأكد على أن العلاقات بين المغرب ومالي وثيقة وضاربة في التاريخ ، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية المبادرة الملكية الهامة المتعلقة بتكوين 500 إمام لفائدة جمهورية مالي . ومن جانبه، قال السيد هاس ديالو إن المغرب ومالي ، اللذين يعملان حاليا على تطوير تعاونهما في مجال الشؤون الإسلامية ، يجمعهما تاريخ مشترك وعلاقات قوية في عدة مجالات . وأضاف أن مبادرة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس المتعلقة بتكوين أئمة ماليين تعتبر خطوة فريدة في إطار العلاقات بين البلدان الإسلامية .