أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، أن الاتفاقية الموقعة اليوم الجمعة بباماكو، بين المغرب ومالي بهدف تكوين الأئمة الماليين تعتبر تجديدا للروابط الروحية والدينية بين البلدين الذين تجمعهما علاقات تاريخية وعريقة تمتد لعدة قرون. وقال التوفيق، في تصريح للصحافة عقب حفل التوقيع على هذه الاتفاقية، الذي ترأسه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس المالي إبراهيم بوباكار كيتا، إن هذا الاتفاق "تجديد للروابط الروحية والدينية بين البلدين، وحرص على الاشتراك في الثوابت بهدف إحيائها وترسيخ مغزاها العميق". وأضاف أن "الماليين حريصون على الحفاظ على ثوابتهم الدينية، ويتمنون لأسباب عديدة، عقدية وتربوية وسياسية وأمنية، الاستفادة من التجربة المغربية في مجال ترسيخ قيم السلام والتسامح الديني والانفتاح على الآخر". وبخصوص الزيارة الملكية إلى دولة مالي، أكد السيد أحمد التوفيق أن المواطنين الماليين، سواء كانوا شيوخ طرق أو علماء أو من عامة الناس، "عبروا بعفوية عن تأثرهم البالغ بهذه الزيارة التاريخية لجلالة الملك التي تجسد عمق الارتباط القوي بين الشعبين الشقيقين"، مذكرا بأن أمير المؤمنين حرص، وكعادته، على استقبال عدد من شيوخ الطرق الصوفية التيجانية بفروعها والقادرية بفروعها، الذين عبروا عن "اعتزازهم بالمغزى الروحي العميق لهذه الالتفاتة الكريمة". يشار إلى أن هذه الاتفاقية، والتي وقعها السيد أحمد التوفيق ووزير الإدارة الترابية واللامركزية المالي السيد موسى سينكو كوليبالي، تشكل لبنة أساسية في التعاون الديني بين البلدين اللذين يتقاسمان نفس الرصيد الثقافي والروحي منذ قرون. وبمقتضى هذه الاتفاقية، سيقوم المغرب بتكوين 500 إمام مالي على مدى عدة سنوات.