لبضع دقائق، تهاطلت على مدينة السمارة مساء يوم الخميس 12 ماي الجاري، بعض المليمترات من أمطار الخير، على شكل زخات، والتي استطاعت في ظرف وجيز وقف الحركة في مجموعة من الأزقة والشوارع بعدما راكدت المياه على شكل برك في مجموعة من الحفر المنتشرة في شوارع مهمة بالمدينة كشارعي الوحدة والجيش الملكي نتيجة أشغال لم تكتمل بعد. وهكذا كانت مجموعة من العربات والسيارات ضحية هذه الأشغال المغشوشة والترقيعات المتواصلة والتي عهدها ساكنة الإقليم، وكلما استطاع الضحايا انقاد عرباتهم وأرواحهم من مثل هذه الحوادث، تصرفوا وبإمكانياتهم الخاصة لعلمهم اليقين أن لا صوت لمن تنادي. وهكذا وقعت شاحنة المجلس البلدي والتابعة لمصلحة النظافة صباح يوم الجمعة 13 ماي الجاري في حفرة بشارع الوحدة حينما تقوم بجمع الأزبال، فبسبب المياه الراكدة بالشارع وحفره مؤخرا لتمرير قنوات الصرف الصحي دون دك الأتربة وإصلاح البالوعات بشكل جيد جعل الشاحنة ترقد في مكانها رغم كل محاولة الجر بآلات أخرى ولم يتم فك أسرها إلا في منتصف النهار و بعد الاستنجاد بديبانج القوات المسلحة الملكية مشكورة. ولنفس الأسباب قضت أسرتين ليلة الخميس/ الجمعة في الشارع أمام منزليهما في خيمة وذلك في شارع يوسف بن تاشفين (بحي السكنى والتعمير) بسبب اختناق قنوات الصرف الصحي وانفجاره في المنزلين المذكورين مما خلف خسائر مادية فادحة بعد تلف الأجهزة الالكترونية والأفرشة وكل الممتلكات، وفي معاينة للعلم لمأساة الأسرتين، وقفت عن حجم الضرر وتآكل جدران المباني مما يهددها بالسقوط مستقبلا وخاصة أنها تعرضت لطوفان من الأمطار في السنة الفارطة، وبعد ما تعذر على الأسرتين المكوث داخل سكناهما نتيجة الرواح الكريهة والمياه العادمة، تم نصب خيمة كمأوى لهما في انتظار حل منصف رغم توصلهما بإنذار لإفراغ الشارع العام. وعبرت الأخت خديجة مولاي إبراهيم للعلم عن تدمرها لهذا الوضع الذي يتكرر كلما نزلت قطيرات من المطر في الوقت الذي يتم الحديث وباستمرار عن البنيات التحتية والتي لا وجود لها في الواقع والتأهيل الحضري المنتظر لا يعدو أن يكون حلم كالعادة. مؤكدة تذمرها من تكرار الكارثة دون تحرك الجهات المعنية ولا يواسيهما في محنتهما إلا بعض أفراد الوقاية المدنية رغم التأخير. والمتأمل لواقع المدينة يستنتج أن جل المشاريع تنجز دون وضع في الحسبان الأمطار الغزيرة وكل الكوارث رغم أن دفاتر التحملات قد تكون مشيرة لكل ذلك دون شك، متمنين أن تنجز الأشغال الجاري للبالوعات لتصريف مياه الأمطار بشكل يحترم المعايير ويحد من هذا الكابوس المستمر. أجمع الكل على إيصال رسالة موحدة للجهات المعنية وخاصة المجلس البلدي وبصوت عال ومبحوح:" كفاكم من سياسة الترميم والترقيع والخطابات السياسيوية التي لاتجدي نفعا واهتموا بسلامة وراحة ساكنة هذه المدينة بعد أخذ العبر من مسيري الشأن العام بمدينة العيون المجاورة؟ وبدورنا في العلم نتمنى أن تصل الرسالة.