كانت التساقطات القوية التي عرفتها مدينة طنجة صبيحة يومه الإثنين كافية لفضح هشاشة البنيات التحتية والغش في الأوراش التي عرفتها المدينة، فقنوات المياه العادمة المسدودة أدت التشاقطات إلى انفجارها وتدفق مياه الأمطار منها وبشكل غير عادي، وأخرى عجزت عن استيعاب التساقطات، مما حول العديد من فضاءات المدينة وأزقتها إلى برك مائية عرقلت حركة مرور الراجلين وأصحاب عربات النقل المتنوعة. ولوحظ أن تدخل عناصر الوقاية المدنية كان فعالا ومؤثرا إيجابيا في عودة الحياة إلى شكلها الطبيعي في أكثر من نقطة داخل المدار الحضري، ففي منطقة المجد بالعوامة التي تتميز بكونها فضاء سكنيا وصناعيا غمرت المياه كافة شوارعها وتسربت المياه إلى العديد من المنازل، ملحقة أضرارا بالسيارات الراكنة، لكن تدخل عناصر الوقاية المدنية مكن الأمور من العودة إلى طبيعتها بعدما قامت بفتح البالوعات وإفراغها من المياه العادمة وتجفيفها بالكامل، وهو ذات الأمر التي قامت به الوقاية المدنية في النقاط السوداء مثل "رياض تطوان " السواني ،امغوغة ، بني مكادة ، ادرادب ، فال فلوري. ويقول العديد من المواطنين أن المسؤولين عن المدينة لم يأخذوا بعين الاعتبار التحولات المناخية، ولم يحترموا قواعد التعمير، وإلى النمو الديموغرافي الآخذ في الارتفاع هناك، كما أن تصاميم التعمير كانت تجري بمعزل تام عن الاعتبارات الإيكولوجية والمناخية، ولم يجر التفكير مطلقا في جمالية العمران، لأن هذه أمور ثانوية ولا قيمة لها في نظر المسؤولين والمستثمرين، لذلك نجد أن الطرق والشوارع لم تشيد كما كان واجبا، ولم تحترم أبسط قواعد الهندسة، فالمياه غمرتها ولم تكن لتغمرها لو أنشئت إلى جانبها قنوات تصريف كما هو جار به العمل في طرق وشوارع مدن أوروبا. الواضح أن ميزانيات تلك القنوات ذهبت إلى الجيوب، كما أن المياه حتى في حال غمرها الطريق أو الشارع، لم تكن لتحفر فيه حفرا يغرق فيها "الفيل"، لو لم يكن هناك غش في مواد التبليط، كما أن "المنعشين" العقاريين، لا يفوتون الفرصة للغش في تجهيز البقع الأرضية، فعوض أن يضعوا قنوات تصريف المياه قطرها مترين، كما هو مفروض، يستعملون قنوات قطرها بين 50 و80 سنتيما، كما أن الأعمدة الكهربائية التي اقتلعتها الرياح لم تكن مشدودة إلى الأرض باللوالب اللازمة، وأن معظمها تعرض للصدأ وكان يفترض استبدالها، لكن ما حدث أن المسؤولين اكتفوا بطلائها . مقتطفات لمخلفات أمطار الخير ببعض مناطق مدينة طنجة أو هنا