الملك خوان كارلوس يمين الصورة وولي العهد الأمير فيلبي في اليسار كتبت جريدة الموندو الإسبانية الواسعة الانتشار اليوم أن "ولي عهد اسبانيا الأمير فيلبي دي بوربون قد أكمل 45 سنة والأنظار تتوجه الى هولندا" في إشارة الى ارتفاع الأصوات التي تعتقد أنه حان الوقت لكي يتولى عرش البلاد وتنحي والده الملك خوان كارلوس ومن أبرز هذه الأصوات الصحفي إنياكي غابلوندو الأكثر تأثيرا في الرأي العام خلال العقود الأخيرة. وهناك من يرحب بهذا المقترح وهناك من يعتبره خطرا على الملكية لأن خطوة في هذا الاتجاه قد تحمل نهاية الملكية بل وخطر وحدة اسبانيا. الجريدة تبرز أن ملكة هولندا بياتريس البالغة من العمر 75 سنة أعلنت خلال هذا الأسبوع تنحيها عن العرش لصالح ولي العهد فيلام ألكسندر البالغ من العمر 45 سنة، وتتابع أن الملك خوان كارلوس بدوره أكمل 75 سنة منذ أسابيع كما أن ولي العهد احتفل الأربعاء من الأسبوع الجاري ببلوغه 45 سنة لكن لا يمكن انتظار توليه العرش لأن الملك خوان كارلوس لم يقدم على هذا القرار. وتكشف التحاليل الصحفية والسياسية أن الأمير فيلبي دي بوربون يحظى بتأييد 62% من المواطنين الإسبان في حين أن شعبية الملك لا تتجاوز 50%. وترى الملكة صوفيا أن "وراثة العرش يجب أن تكون عادية أي موت الملك في فراشه وترفع الأصوات مات الملك عاش الملك". ومن ضمن أبرز الأصوات التي ارتفعت للمطالبة بتنحي الملك لصالح الأمير الصحفي إنياكي غابلوندو الذي قال في شريط مصور في موقع جريدة الباييس أن "خوان كارلوس عليه أن يتنحة عن العرش لإنقاذ هذه المؤسسة التي تضررت صورتها في الوقت الراهن"، ويعتبر غابلوندو الذي كان يشرف على أنجح برنامج إذاعي في اسبانيا في راديو كادينا سير من الصحفيين الأكثر تأثيرا في الرأي العام في اسبانيا خلال الثلاثة عقود الأخيرة. وتزعم حزب اتحاد التقدم والديمقراطية النقاش حول تنحي الملك، حيث قال كارلوس مارتينيث غورياران وهو أحد الناطقين الرسميين باسم الحزب أن "الملك خوان كارلوس من المستبعد أن يتنحى عن العرش لصالح ابنه الأمير فيلبي ولكن تنحي ملكة هولندا جاء ليكشف عن ثغرات حقيقية في القانون المنظم للملكية في اسبانيا". وتابع أن دستور 1978 ينص على ضرورة تطوير القوانين الخاصة بتنظيم وراثة العرش لكن في اسبانيا الوراثة تحدث فقط عندما يموت الملك، وهذا عجز تنظيمي واضح في أعلى هيكل السلطة في البلاد. ويتخوف أنصار الملكية في اسبانيا من المستقبل، فالبعض يعتبر أن الأمير فيلبي يجب أن يتولى العرش في أقرب وقت حتى يقوم بتحديث المؤسسة الملكية التي تمر من فترة حساسة للغاية بسبب تورط بعض أعضاءها في ملفات اختلاس مثل إنياكي أوندرغرين صهر الملك وزوج ابنته الأمير كريستينا الذي طالب القضاء يوم الأربعءا من الأسبوع الجاري بضمانة تتجاوز 8 مليون يورو له ولصحابه حتى يتفادون السجن، أو تورط الملك في مغامرات عاطفية. ويرى طرف آخر من المحللين أن أن تنحي الملك عن العرش قد يترتب عنه نهاية الملكية في هذا البلد الأوروبي لأن أغلبية الإسبان من الجمهوريين ودافعوا عن خوان كارلوس لدوره في تعزيز الديمقراطية خلال الانتقال الديمقراطي في أواسط السبعينات ولهذا يقال هناك "أنصار خوان كارلوس" وليس أنصار الملكية. وتبرز الكثير من الدراسات الإستراتيجية أن غياب خوان كارلوس قد يحمل معه انفجار ملف القوميات والذي بدأ مسبقا في كتالونيا التي ستنظم السنة المقبلة استفتاء تقرير المصير للانفصال عن اسبانيا. وهكذا، فرغم دخول اسبانيا نادي الديمقراطيات إلا أن مسألة وراثة العرش تطرح تحديات كبيرة تصل الى مستوى تهديد النظام الملكي وكذلك الوحدة الترابية لإسبانيا.