منتدى دافوس يبدأ أعماله في ظل غياب العديد من رجال الاقتصاد شهد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي انطلقت فعالياته يوم أمس غياب مجموعة من أبرز الشخصيات ذات الصلة بعالم المال والأعمال، وفي مقدمتهم الملياردير روبرت مردوخ، رئيس شركة نيوز كورب، المتورط في فضيحة تصنت على الهواتف. وكذلك أوسوالد غروبيل، الذي كان رئيساً تنفيذياً لبنك يو بي إس إيه جي بعد خسارة 2.3 مليار دولار بسبب صفقة غير مصرح بها. وفيليب هيلديبراند الذي ترك البنك السويسري الوطني بسبب صفقات زوجته الخاصة بالعملة. إلى جانب دومينيك ستراوس كان، الذي استقال من منصبه كرئيس لصندوق النقد الدولي، بعد أن وجهت إليه اتهامات اعتداء جنسي، وتم إسقاطها عنه في وقت لاحق.
وبينما بدأ ينشط متظاهرو "احتلوا المنتدى الاقتصادي العالمي" تحت عين الأمن السويسري، فسيسعى قادة المنتدى هذا العام للاستفادة من أخطاء سابقيهم بتبني الشفافية والأخلاق.
وقد طالب فيكرام بانديت، رئيس مجموعة سيتي غروب، وأحد رؤساء الاجتماع، بأن تكون الصناعة المالية أكثر انفتاحاً وسط نقاشات يحمل بعضها مسميات من بينها "هل تسببت رأسمالية القرن العشرين في إفشال مجتمع القرن الحادي والعشرين؟".
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية والبيانات المالية على شبكة الإنترنت عن ريتشارد ايدلمان، الرئيس والمسؤول التنفيذي لوكالة ايدلمان للعلاقات العامة، وكان حاضراً بالمؤتمر، قوله "لقد استفاد رجال دافوس من دروس السنوات الأخيرة وبدؤوا يسألون عن الطريقة التي يمكن أن يفعلوا من خلالها الأشياء بشكل مختلف".
وقد اتضحت الحاجة من جانبهم للقيام بذلك عن طريق استطلاع ايدلمان السنوي للثقة، الذي تم الكشف عنه أول أمس بالتعاون مع اجتماع دافوس، حيث تبين أن الثقة في الحكومة تراجعت بنسبة قياسية قدرها 9 نقاط مؤوية إلى 43%، وانخفضت الثقة بالشركات إلى 53% بعد أن كانت 56%. وتراجعت مصداقية الرؤساء التنفيذيين 12 نقطة لتصل إلى 38 %، وهو أكبر تراجع في تسعة أعوام، وظلت البنوك والخدمات المالية الصناعتين الأقل تمتعاً بالثقة. وشمل هذا الاستطلاع الذي أجرى على الإنترنت 30600 شخص في 25 دولة على الأقل خلال الفترة من العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر حتى الثلاثين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي.
وقال كلاوس سكواب، مؤسس المنتدى، في تصريحات خصّ بها محطة بلومبيرغ التلفزيونية :" رجل دافوس، كما أُعَرِّفَه، هو الذي يجب أن يكون مهتماً بحالة العالم الراهنة ويتعين عليه أن يكون مستعداً للتواصل والمساهمة بحيث تتحسن حالة العالم".
ومن الجدير ذكره أن مصطلح "رجل دافوس" من إنشاء الراحل صامويل هنتنغتون، الأستاذ لدى جامعة هارفارد، وقد وضعه لوصف هؤلاء الذين يمتلكون رؤى دولية ويرون أن الاستخدام الوحيد للحكومات هو تخفيف العمليات العالمية للنخبة.
وقد لاحظ ايان بريمر، رئيس مجموعة يوراسيا لاستشارات الاستثمارات في نيويورك، أن هناك انتقالاً في الأجيال، موضحاً أنه وفي الوقت الذي بدأ يُدَوِّن فيه مردوخ، 80 عاماً، على موقع تويتر الشهر الماضي، فإن مسؤولي موقع التدوين المصغر، الذين تقل أعمارهم عن نصف عمره، سيكونوا أكثر يقظة تجاه مطالب المستهلكين وقبول قدراً أقل من الخصوصية بالنظر إلى تنامي وسائل الإعلام الاجتماعي.
وتابع بريمر حديثه بالقول إنه وفي الوقت الذي بدأ يقوم فيه القادة الشبان بأدوار ويتنامى نفوذهم، فإنك سترى شعوراً مختلفاً من حيث طريقة تواصلهم مع الناس حول العالم.
وختمت بلومبيرغ بلفتها إلى أن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل، الذي اختير باعتباره قائد عالمي شاب في منتدى عام 2006، قد تم اعتقاله من قبل الثوار في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي بينما كان يحاول الفرار للنيجر بعد مرور شهر على مقتل والده. وقالت نريمان بهرافيش، كبيرة الخبراء الاقتصاديين لدى مؤسسة انغلوود، إن بعضاً من سقطات الكبار تعكس مرحلة ما بعد الصدمات للأزمة الائتمانية الأخيرة والجهود الناجمة عن ذلك لزيادة الدخل والمساواة الديمقراطية".