"اذا الشعب يوما اراد الحياة,فلا بد ان يخرج الى الشارع" حكمة وردتنا من بلد لم نكن نظن يوما انه يمكن ان يخرج عن صمته و ان ينفجر ,شعب بدا من الخارج كالطفل الوديع ,هادئا ,قانعا سعيدا,يحمل الرايات والأعلام الوطنية ,و صور الرئيس و يهتف بحياته , ينشد الأغاني الوطنية في كل المناسبات و يحتشدا عند مرور موكبه في كل الأوقات و يصفق بحرارة بدت الى وقت قريب حقيقية,مشكلا لوحة جميلة و مثاليه لشعب طيب مطيع ,رسمتها ريشة قائد مستبد مستبلد, لم يخطر بباله يوما ان الوجوه البلهاء المبتسمة التي رسمها سوف تقطب جبينها و تنتفض وان الأصباغ الفاقعة التي يهوى توظيفها في لوحاته المعروضة في المتاحف الدولية لن تناسب بطلا اسمه الغنوشي ,بطل انتفض فنفض الغبار عن طائر الفينيق و اخرج المارد الذي مل قمقمه ,و انتظر ما يزيد عن الربع قرن كي يقول : كفى ظلما ,كفى قهرا ,كفى فقرا..,حاملا رسالة بليغة لمن يهمه الأمر مفادها ان الغنوشي يمكن ان يحمل اي جنسية!