وحدها القوى الامنية المغربية استجابت الى الدعوة الى التظاهرالعام امس والتي اطلقتها مجموعة حركة شباب 13 يناير. إذ لم تشهد مدن وقرى المغرب امس اي تظاهرات في هذا الإطار إلا على نطاق ضيق، وفي عدد محدود من المناطق. الامر الذي اثار سخرية بعض المواقع المغربية التي علقت على ما شهدته الشوارع من استنفار امني وغياب شعبي. وكتبت صفحة مغربية على الفيسبوك التالي "إنزال امني مكثف بسبب نداء 13 يناير وغياب تام للمتظاهرين". اما صفحة رصد المغربية فقد وضعت كاريكاتيرا ساخرا كُتب في اعلاه وين 13 يناير؟ وين الملايين؟ ويييين ويييين؟ . كما وضعت صورة لمظاهرة حاشدة، وكتبت تقول "مئات الالاف من المتظاهرين في حركة 13 يناير يغرقون الشوارع ليلا " من دون الإشارة الى ما اذا كانت الصورة هي بالفعل لمتظاهرين مغربيين. مما دفع بالعديد من المعلقين للسخرية على الامر والاشارة الى ان هذه المظاهرة هي في فرنسا ضد مشروع قانون مثليي الجنس الذي تبنته الحكومة الفرنسية. وعلق البعض بقسوة على الامر مثل "كذب ايها المنافقون لم يخرج احد....خيال في خيال.." ..."هل تعلم أننا في بلاد الشيوخ والمقدمين والاموات الاحياء"...." مثل هدا العدد رايته اليوم بالرباط لكن لرجال الامن حتى انني ضننت ان 13 يناير اليوم الوطني للداخلية. الله يلعنكم..". كما سخر العديد من المعلقين من ان المطر وحده تجرأ امس ونزل الى الشوارع ولم يهاب الانزال الامني المكثف، على عكس من دعوا الى التظاهر ولم يحضروا وبرروا الامر على الشكل التالي " اختفاؤنا تكتيك استراتيجي...ولنا موعد". مناضلو الفيسبوك صفحة حركة شباب 13 يناير اكدت ان تحركها امس قد نجح وقالت : "رغم الغياب المادي في شوارع مدن المغرب، فقد نجحت 13 يناير في خلق دينامية قوية في شبكات التواصل الاجتماعي على مستويين، الأول استفزاز حركة 20 فبراير بأنها مطالبة بتطوير عملها مستقبلا، والثاني تركيز النقاش طيلة الأسابيع الماضية على ثنائية الفساد والإصلاح السياسي..". فجاء الجواب عليها على صفحة رصد المغربية حيث كتب سعيد حفضان في إطار رأي حر "ألم ننصحكم من قبل يا مناضلي الفيسبوك ألا تقوموا بمبادرة غير محسوبة النتائج تقدمون من خلالها للمخزن هدية لا يكاد يحلم بها، و تجعلونه يشمت فيكم و في نضالات أبناء شعبكم. فرق كبير بين من يناضل على الأرض و له تجربة و تراكمات و بين من يناضل بالكلافيي تحت المانطة و سيجارة و دكيكة ديال أتاي. نبهناكم من قبل أنكم لا تعرفون طبيعة الشعب المغربي المحافظ و البراغماتي و الذي يرفض الدخول في مغامرات لا تعرف مآلاتها.... أنصحكم يا من يناضلون وراء الحاسوب أن تغادروا حواسيبكم و تستثمروا هامش الحريات الموجود لتنخرطوا في عمل جماعي منظم و تختلطوا بالشعب لتقوموا بتوعيته وتأطيره و حشده وراء مشروع مجتمعي واضح المعالم...". كما علق احدهم على صفحة حركة شباب 13 يناير على تبريراتهم هذه بالقول "ان كنتم رجال لتواجدتم في الساحة وما حدث اليوم دليل على ان هناك يد خفية تحرك الحركة". غموض وتوقيت مريب هذه اليد الخفية هي يد المخابرات والمخزن (النظام)على حد إعتبار العديد من المعلقين على الصفحات المغربية على الفيسبوك. بالاضافة الى ما يحمله توقيت 13 يناير للدعوة للتظاهر من الريبة، خاصة انه يتزامن مع بدء السنة الامازيغية الجديدة ويحمل بذلك في طياته مشاريع تفرقة وفتنة. هذه الشكوك تعود الى وجود ما اسماه البعض غموض كبير يلف مصدر المبادرة الاحتجاجية هذه ومن يقف وراءها من منظمين. إذ ان صفحة حركة شباب 13 يناير على الفيسبوك والتي تدعو الى تغيير جذري في النظام ظهرت لاول مرة في 19 ديسمبر 2012 وبدأت تدعو لللاستعداد للتظاهر في 13 يناير من دون الاشارة الى من يقف وراء هذه الصفحة والدعوات. حركة من دون سقف كما اعتبر البعض ان عدم الاستجابة لدعوة حركة شباب 13 يناير يعود لعدة اسباب، ومنها الخلط بينها وبين حركة 20 فبراير. بالاضافة الى إصرار حركة شباب 13 يناير على عدم وضع سقف محدد لمطالبها، الامر الذي اثار تخوف العديد من المغاربة الذين يؤيدون المطالب المعيشية التي اطلقتها، ولكنهم يخشون من انفلات سقف المطالب الذي قد يصل الى المطالبة باسقاط النظام. كذلك استخدامها آلية تحريك المتظاهرين عبر الفيسبوك فقط ، وعدم الكشف عن المنظمين لهذا التحرك. وفي هذا الاطار قال المدون نبيل بكاني "ربما يكون عدم الالتفات لهذه المبادرة من طرف المغاربة، تعبيرا مغربيا محضا، على انهم نعم، شعب متمكن من ثقافة الاحتجاج..لكن لهم خصوصياتهم الثابتة التي لا يمكن زعزعتها او احتقارها، وان الاحتجاج عندهم له اعرافه وقوانينه، ولا يمكن لهم الانسياق بسهولة نحو اي دعوة او نداء للخروج، ما لم تحترم فيه كل شروط الوضوح في الرؤيا واحترام خصوصياتهم كمغاربة".