تعهد وزير الصحة المغربي الحسين الوردي ببذل المزيد من الجهود للحد من انتشار مرض التهاب السحايا بعد تردد أنباء عن وفاة أشخاص بوسط وشمال البلاد جراء الإصابة به، ما أثار قلقا لدى المواطنين. وقال الوردي -الذي كان يتحدث بحضور مسؤولين من الوزارة وعدد من الصحفيين- إن "مرض التهاب السحايا ما زال مستوطنا في العديد من جهات المملكة، لكن بشكل فردي وليس بشكل وبائي".
وأضاف أن "المرض عرف في السنوات العشر الأخيرة تطورا ملحوظا تميز بارتفاع عدد الحالات خصوصا الوفيات، التي بلغت نسبا تتراوح بين 7% و12% حسب السنوات"، مشيرا إلى أن هدف الوزارة هو خفض النسبة إلى أقل من 6%.
وقال إن 10500 مغربي أصيبوا بمرض التهاب السحايا، وقد توفي منهم 1040 بين أطفال ومراهقين وكبار، في السنوات السبع الأخيرة.
وتوجه الوزير المغربي بالكلام الى المسؤولين في وزارته قائلا "لا أريد أن أعطي لأحد الدروس، ولكن يجب أن تبنى سياسة وقائية وتوقعية فعالة بدل الاكتفاء برد الفعل أمام هذا المرض، لهذا وجب تكثيف العمل وتركيز الجهود".
ويبقى معدل التأكد من إصابة شخص ما عن طريق التحليل المخبري ضعيفا حسب الوزير، حيث "تم خلال سنة 2012 تأكيد 83 حالة فقط من أصل 700 كشف عنها، فيما بلغ عدد المصابين 1006 مصابين في السنة نفسها".
وعرض الوزير إجراءات لمكافحة المرض، منها "إلزامية التصريح الفوري بالمصابين، مع تطوير عملية التكفل السريري بالمصابين، والرفع من نسبة التأكد المخبري، مع تطوير التطعيمات والبحث العلمي".
وسجلت آخر حالة وبائية لهذا المرض في المغرب بمدينة شفشاون (شمال)، حيث أصيب 26 شخصا دفعة واحدة، توفي منهم ستة أشخاص من العائلة نفسها. وحسب منظمة الصحة العالمية فإن التهاب السحايا ناجم عن "عدوى خطيرة تصيب بطانة الدماغ. وبإمكان هذا المرض إحداث ضرر وخيم في الدماغ، وهو قادر، إذا لم يعالج، على الفتك بنصف الأشخاص الذين يصيبهم".