ما يزال النظام الجزائري يواصل نفث سمومه تجاه المملكة المغربية بمناسبة أو بدونها؛ وهو المعطى الذي يعبر عن حقد دفين جاثم في صدر نظام الجارة الشرقية، ويوسع الهوة بين البلدين رغم الروابط اللغوية والدينية والجغرافية والتاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين الشقيقين. وفي هذا الصدد، تفاعل خالد الشيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول في وجدة، مع بيان وزارة الخارجية الجزائرية الصادر مساء أمس الأحد، مدليا بدوله في الموضوع ومقدما قراءته فيه. وقال الشيات، في تصريح لموقع "أخبارنا"، إن لهذا البيان قراءتين؛ الأولى أن طبيعة المصلحات المستعملة من قبيل الخداع وخدمة الأجندة الصهيونية مكررة، لمحاولة إعطاء الانطباع داخليا على أن الجزائر دولة مقاومة وبلد دعم لفلسطين، مع العلم أنه مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، ومجرد دعاية من الدعايات التي تتقنها الدبلوماسية الجزائرية. وزاد أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول في وجدة، أن "الخطاب الذي تتبناه الجارة الشرقية انهزامي، ذلك أن سلاحها يتمثل في السب والقذف ليس إلا"، مشيرا في هذا السياق إلى أن "المغرب لديه سياسات والجزائر لديها تصريحات فقط". القراءة الثانية، وفق الشيات، تتجلى في أن "الخطاب ورغم أنه موجه إلى ناصر بوريطة، يمكن أن نستشف منه أنه في أدنى درجات استهداف الشخصيات والدول المعنية، وبوريطة له مكانة محفوظة، ونحن كمغاربة نفتخر بالمجهود الذي يبذله. فإذا استُهدف من قبل الدبلوماسية الجزائرية فهذا شرف له ووسام يجب أن يضعه على صدره". وخلص أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول في وجدة إلى أن الجزائر متقوقعة في خطاباتها الهجومية، "إذ لا تستطيع أن تهاجم لا إسرائيل ولا الولاياتالمتحدةالأمريكية رغم أن الاتفاق ثلاثي". تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت بيان، مساء أمس الأحد، جاء فيه أن "وسائل الإعلام الدولية تناقلت بعض التصريحات المغلوطة والمغرضة، الصادرة من المغرب، بشأن الجزائر ودورها الإقليمي وكذا علاقاتها مع دولة أخرى". البيان ذاته أَضاف: "تعكس هذه الخرجة الاعتباطية، التي تمت بتوجيه من قبل ناصر بوريطة بصفته وزيرا لخارجية المملكة المغربية، الرغبة المكتومة لدى هذا الأخير في جرّ حليفه الشرق أوسطي الجديد في مغامرة خطيرة موجهة ضد الجزائر وقيمها ومواقفها المبدئية". "هذه المغامرة الخطيرة التي تراهن على الأسوأ، تشكل تكذيبا رسميًا ل"اليد الممدودة" المزعومة التي تستمر الدعاية المغربية في نشرها بشكل تعسفي وعبثي"، يردف البيان عينه.
وأنهت الوزارة نفسها بيانها بالقول إن "هذه الممارسة العلنية، بشهادة جميع الشعوب المغاربية، تعكس هروبًا انتحاريًا إلى الأمام، لدرجة أن رئيس الدبلوماسية المغربية يحاول بمكر أن يضيف إلى محاولته اليائسة لتشويه طبيعة نزاع الصحراء الغربية الذي يبقى قضية تصفية استعمار، فاعلا جديدا متمثلا في قوة عسكرية شرق أوسطية، تواصل رفض السلام العادل والدائم مع الشعب الفلسطيني، والاحتكام إلى مبادرة السلام العربية التي تبقى الجزائر متمسكة بها بصدق".