قد نمرض من حين إلى اخر و نتعرض إلى وعكات صحية أو حوادث تختلف من السير إلى الشغل.. قد نضطر حينها للتنقل إلى المستشفى والقيام بالعلاجات الضرورية... قد نحتاج أيضا التنقل إلى الملحقات الإدارية لكي نقضي أغراضنا الادارية رغم أنه قد تستقبلنا بعض وجوه " الويل و النكد " التي مازالت تسيء إلى صورة وزارة الداخلية و صمعتها من خلال تلك الطريقة التي تتعامل معك بها ! من حين إلى اخر قد نضطر للجوء إلى خدمات الصحة والداخلية.. لكن نحتاج دائما وفي كل الأوقات إلى خدمات الاعلام المتمثل في تلفاز يعيش بيننا كفرد من أفراد البيت و بشكلل مستمر، تلفاز يبث لنا "قنوات وطنية" تربي فلذات أكبادنا بالموازات مع تربيتنا لهم، بمثابة وسلية تنشئة إجتماعية، تتفاعل معنا وتنقل لنا همومنا و حاجياتنا المعرفية و تعكس واقعنا اليومي، غير تلك التي تعيش معنا اليوم و التي نكتشف عند كل رمضان أننا ضحايا خطط حقيقية تهدف إلى المس الخطير بعقلية المشاهد، وإفساد ذوقه العام !
ما معنى الاستمرار في إنتاج سيتكوم "ياك حنا جيران" و تكراره للمرة الثالثة فقط بتغيير الإسم و بعض التفاصيل الصغيرة، وغياب الهدف الواضح من وراء بث السيتكوم ! أتساءل هل هو إظهار الواقع الاجتماعي لتلك الأسر التي توجد بالسلسلة على أنه واقع إجتماعي يشترك فيه كل المغاربة ! لا أظن ذلك بل عرض مثل تلك الاعمال التلفزية تسيء لمفهوم الجوار وأيضا لمفهوم الجمال و الأناقة و الديكور... قد يتساءل الكثير من المشاهدين داخل ارض الوطن و خارجه، هي أزمة إبداع و كتابة النصوص الكوميدية أم أنها ثقافة ريع كما هي السائدة في مجال مقالع الرمال و رخص الصيد بأعالي البحار و الأراضي الفلاحية و غيرها وأن الأمر يتعلق أيضا باستغلال لأقلام معينة لكتابة النصوص الكوميدية و السينورهات ولا يمكن لأحد أن تمنح له فرصة تناولها بين أصابعه غير دائرة المعارف و المقربين ! للأسف، حتى الكاميرا الخفية لم تسلم من الفبركة والاتفاق المسبق مع المشاركين فيها، وأزيلت منها نكهة التلقائية التي تضفي عليها جمالية خاصة، وربما اقتصار القائمين على إنتاجها و إصرارهم على التصوير مع الفنانين و المغنيين والممثلين و الشخصيات العامة، نظرا لانهم وجوه إعتادت على عدسة الكاميرا مما يسهل لها التعامل معها بكل تلقائية ! لنكتشف جميعا أننا نتعرض إلى إستحمار و إستبلاد مقصود، و أيضا نكتشف عند كل وجبة فطور أننا نتجول لاشعوريا بإحدى المساحات الكبرى من خلال تلك الوصلات الاشهارية التي تتضمن إشهارات الفوطة الصحية و مبيذات الحشرات دون أدنى إحترام تجمع الاسرة أمام مائدة الإفطار!