خلف مشهد أحد الرضع الخدج وهو ملفوف في كيس بلاستيكي بمستشفى السويسي بالرباط، جدلا واسعا ممزوجا بالغضب حول معاناة الاسر، التي تواجه خطر فقدان مواليدها لغياب الرعاية اللازمة، بسبب ضيق ذات اليد، وفي ظل ارتفاع مصاريف العناية الصحية بالمواليد الخدج، نتيجة عدم توفر اغلب المستشفيات على حاضنات زجاجية. و في هذا الصدد، كشفت يومية "الأحداث المغربية" في عددها الصادر اليوم الخميس، أن الواقعة دفعت رواد الفايسبوك إلى إطلاق هاشتاع "عتقوا الرضيع"، مطالبين الوزارة بالتحرك لإنقاذ الرضيع من الموت خنقا، و نقلت اليومية عن البروفيسور عبد القادر الروكاني، مدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا تأكيده وبما لا يدع مجالا للشك بان "الرضيع حل اول امس بمصلحة الخدج بالمستشفى رفقة والده قادما من القنيطرة دون ان يتم اخبار المصلحة والمركز الجماعي بذلك، وبالتالي لم يجد مكانا شاغرا، فاضطر المستشفى الى استقباله في مصلحة اخرى وتم وضعه بثوبه في لفافة من البلاستيك للحفاظ على حياته، مضيفا ان "الاب تسرع الله يهديه، ومافهمش بانه في هذه الحالة ومن الناحية الطبية يجب وضع الرضيع الخدج في حرارة مناسبة، وبانه مافيها باس ندبروا باللي كاين". واشار مدير المركز الجامعي، الذي اتهم الاب بالتسرع وعدم فهم ان الرضيع هو الان بمصلحة الخدج يتلقى العناية اللازمة بدل المصير المجهول، لو ترك دون ان يتم اتخاذ ما اعتبره "تدابير مؤقتة" في ظل الاكتظاظ الذي تعرفه هذه المصلحة، خاصة وان جهة الرباطسلاالقنيطرة لا تتوفر سوى على مصلحة واحدة للطب وانعاش المواليد بمستشفى الاطفال السويسي. هذا الحادث اعاد الى الواجهة مشكل وفيات الخدج التي تعرف ارتفاعا مستمرا، بسبب عدم توفر المستشفيات العمومية والمراكز الاستشفائية على حاضنات اصطناعية كافية، ما يجعل العائلات التي لا تتوفر على الامكانيات المادية، لا تستفيد من حاضنات المصحات الخاصة، والتي تكلف ما بين الفي درهم لليوم الواحد ولمدة ثلاثة اسابيع، الشيء الذي يساهم في ارتفاع عدد وفيات الرضع الخدج الذي يعتبر ثاني اسباب وفيات الاطفال اقل من خمس سنوات. وترجع اسباب ارتفاع عدد المواليد الخدج الى افتقار المستشفيات العمومية الى اقسام الطب وانعاش المواليد الجدد، والى نقص عدد الحاضنات، ومعدات التنفس والضغط الدموي والاوكسجين، الى جانب ندرة المواد الطبية الضرورية لإنقاذ الخدج الجدد. الدكتور علوي مرتضى، اعتبر ان الخصاص في الحاضنات و اسرة الانعاش للمواليد الجدد في وضعية صحية صعبة في المستشفيات، يحول فرحة الاسر الى كابوس حينما لا يجدون مكانا شاغرا يحتضنهم في قسم المواليد، وطالب الوزارة بتوفير الخدمات الصحية و بطريقة متوازنة بين المناطق المغربية ولجميع شرائح المجتمع دون تمييز بين الفقير او الغني، وحسب المعطيات ففي مدينة الدارالبيضاء ما بين 4 الى 5 اطفال لا يجدون حاضنات او ما يطلق عليها "القرعة"، نفس الامر يسجل بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، ما يرفع عدد المواليد الى اربعة آلاف، يجهل مصيرهم.