خلدت مجموعة من الهيآت والجمعيات الفاعلة في مجال حماية صحة الأطفال على الصعيد الإفريقي والعالمي، اليوم العالمي للأطفال الخدج، الذي يصادف 17 نونبر من كل سنة، للتذكير بحجم الوفيات المسجلة وسط هذه الفئة، وحث الجهات المسؤولة على اتخاذ التدابير الضرورية لوقف هذه المشكلة الصحية. تفيد الإحصاءات الدولية أن العالم يفقد أكثر من مليون خديج كل سنة، من بين 15 مليون وليد جديد، في الوقت الذي يمكن إنقاذ حياة 75 في المائة منهم. وتفيد نتائج دراسة دولية أنجزت سنة 2012 أن وفيات المواليد الجدد الناتجة عن ولادة مبكرة، يموتون أكثر من الوفيات الناتجة عن داء السيدا والملاريا. وفي المغرب، تعتبر وفاة الخدج ثاني نسبة لوفيات الأطفال أقل من 5 سنوات، على الصعيد الوطني، بعد أمراض الاختناق التنفسي لدى الرضع، حسب ما أوضحته مصادر طبية من قسم طب المواليد والإنعاش في مستشفى الأطفال ابن رشد في الدارالبيضاء ل"المغربية". ويفقد المغرب 27 طفلا في كل 100 ألف ولادة، من بين ما يزيد عن 650 ألف ولادة سنويا، علما أن عددا من هذه الوفيات يمكن تفاديها إن توفرت الحاضنات وأسرة الإنعاش الكافية لأعداد المواليد الجدد في وضعية صحية صعبة في المستشفيات. ويعود سبب كثرة وفيات الخدج بالمغرب إلى افتقار المؤسسات الصحية العمومية لأقسام طب وإنعاش المواليد الجدد، وغياب حاضنات، أو ما يعرف ب"القرعة"، ومعدات لمراقبة التنفس والضغط الدموي والأوكسجين، إلى جانب ندرة المواد الطبية الضرورية، لإنقاذ الخدج والمواليد الجدد. ولا يجد ما بين 4 إلى 5 رضع جدد يوميا مكانا شاغرا يحتضنهم في قسم المواليد بمستشفى ابن رشد، أي 1825 طفلا لا يجدون لهم مكانا شاغرا سنويا، ما يرفع عدد الطلبات المرفوضة طيلة السنة إلى 3 آلاف و650 رضيعا يجهل مصيرهم. أمام هذا الواقع الصعب، يضطر عدد من الأسر المغربية إلى اعتماد طرق تقليدية للحفاظ على حياة مولودها الخديج، من قبيل وضعه في لفافة من الصوف أو القطن، داخل غرفة مظلمة.