أفادت مصادر طبية مطلعة أن عددا من الأدوية، الخاصة بعلاج وإنقاذ حياة الخدج والمواليد الجدد، الذين يوجدون في وضعية خطيرة، غير متوفرة في الصيدليات المغربية، أو يصعب على الأسر الحصول عليها لكلفتها المرتفعة، ما يعيق تقديم التدخلات الطبية الضرورية في مستشفيات الأطفال، ويساهم في تسجيل مزيد من وفيات الرضع بالمغرب. وأكدت مصادر "المغربية" أن مادة "الكافيين"، غير متوفرة في الصيدليات، رغم أهميتها لإنقاذ حياة الخدج، بتمكينهم من التنفس، لأن ربحها لا يغري المختبرات الصيدلية بجلبها إلى المغرب، لضعف الطلب عليها، مع غلاء ثمنها. ويزيد من تفاقم الوضع، حسب المصادر نفسها، أن هذه الأدوية غير متوفرة في المستشفيات العمومية، ما يضطر بعض الأطباء إلى الاجتهاد في توفيرها، بواسطة زملاء أو أقارب في الخارج، يجلبونها إليهم لدى زيارتهم المغرب. وأوضحت المصادر أنه، رغم توفر الصيدليات على مادة "السورفاكتو"، الضرورية لمساعدة الخديج على التنفس، لعدم اكتمال نمو جهازه التنفسي، فإن شريحة عريضة من أسر المواليد الجدد لا تستطيع الحصول عليها، لغلاء كلفتها، إذ أن جرعة واحدة منها تكلف قرابة 5 آلاف درهم، بينما يحتاج الرضيع أكثر من جرعة لاستعادة تنفسه الطبيعي. وأشارت المصادر إلى أن هذه المعيقات تضاف إلى ما يواجهه آباء وأمهات الخدج والمواليد الجدد من متاعب، بسبب غياب أقسام متخصصة لطب المواليد في المستشفيات العمومية، إذ تفتقر أقسام طب الأطفال لحضانات كافية لأعداد الخدج، الذين يولدون في المغرب، ولتقنيات لوجستيكية مصاحبة لها، فضلا عن غياب أسرة طبية لإنعاش الرضع، وآلات تنفس الوليد، سواء كان مكتمل الشهور أو خديجا، وحتى إن توفرت، تكون باهظة الثمن. وذكرت المصادر أن الأطباء يضطرون لرفض طلبات استشفاء أزيد من 3 آلاف و650 وليدا في أقسام الأطفال العمومية، سنويا، إما لغياب حضانات الخدج، أو لعدم وجود أسرة شاغرة لإنعاش المواليد المرضى، في المستشفيات الجامعية.