كشف تقرير طبي نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية عن أن الأطفال الخدج الذين يولدون خلال فترة لا تتجاوز 26 أسبوعا من الحمل هم أكثر تعرضًا للمعاناة من المشاكل الجسدية والعقلية. ورغم أن الطب الحديث حسب التقرير لديه القدرة على إنقاذ حياة الأطفال الذين يولدون في نصف مدة الحمل (40 أسبوعا)، فإن المواليد الخدج يترعرعون معاقين، فضلا عن صعوبات المشي، وصعوبات التعلم وهم يحتاجون لمساعدات إضافية في المدرسة. وتشير الدراسة التي استغرقت فترة طويلة إلى أن أكثر من ثلثي الأطفال الخدج الذين ولدوا قبل 1995 لديهم مشاكل أكاديمية وسلوكية، بما في ذلك 13% منهم كانوا في مدارس خاصة، وذلك مقابل 24% من جميع طلاب المدارس في جميع أنحاء بريطانيا. وبينت الدراسة أن الأطباء والآباء يعيشون خيارات صعبة للحفاظ على بقاء المولودين الخدج على قيد الحياة، ويأمل الكثيرون أن تساعد التحسينات في رعاية الأطفال الحديثي الولادة في بريطانيا على تخفيف المشكلة. وذكر التقرير أن قضية العناية بالأطفال الخدج في هولندا مسألة مشحونة بالجدل. فهؤلاء الأطفال لا تقدم لهم العناية المركزة في إطار سياسة وطنية عامة، إلا أن التقرير أشار إلى أن هولندا تراجع سياستها الطبية في هذا الأمر. أما بريطانيا فإنها تصر على وجوب أن يشارك الآباء والأمهات في اتخاذ القرار. وكشفت الدراسة أن الأطفال الخدج يواجهون عجزا شديدا نتيجة الشلل الدماغي، وانخفاض معدل الذكاء، أو العمى والصمم، بالمقارنة مع نسبة 1% من الأطفال الذين يولدون في فترة حمل كاملة. ومع تقدمهم في السن يواجهون المزيد من التحديات التعليمية. وقال نيل مارلو أستاذ الطب المتخصص في شأن الحديثي الولادة بجامعة نوتنغهام الذي قاد الدراسة، التي نشرت في دورية أمراض الطفولة، "إن التحدي الكبير هو أن نفهم لماذا تسير الأمور على قدر كبير من الخطأ... هل من الرعاية ذات الصلة أم أن المشكلة تنحصر في الناحية البيولوجية".