وجدت دراسة طبية أن المواليد المبتسرين الأقل وزنا الذين تغذوا بحليب الأم بعد ولادتهم بقليل حققوا نتائج نموا عقليا أكبر لدى بلوغهم ثلاثين شهرا، مقارنة بنظرائهم الذين لم يحصلوا عليه. وأورد بيان لفريق بحث تابع لمعهد الصحة القومية الأميركية الذي أجرى الدراسة أن الأطفال الذين تغذوا بحليب الأم أقل تعرضا أو احتياجا للعودة إلى المستشفى للعلاج بعد أن غادروه لأول مرة عقب ولادتهم مقارنة بنظرائهم الذين لم يتغذوا به. وتأتي هذه الدراسة استكمالا لدراسات أخرى سابقة تابعت نفس المواليد المبتسرين عند سن 18 شهرا، وقد أظهرت أن الأطفال الذين اعتمدت رضاعة الأم لتغذيتهم قد حافظوا على مكاسب النمو التي رصدتها الدراسة السابقة. تشير هذه النتائج بقوة إلى ضرورة أن يتلقى الأطفال المبتسرون لبن الأم بشكل روتيني، كلما أمكن ذلك، خلال وجودهم في وحدات العناية المكثفة. والمعلوم أن ذوي الأوزان الأقل هم الأصغر حجما والأضعف بين الأطفال المبتسرين، ولا يتجاوز وزن أحدهم 1000 غرام عند الولادة. وهذه الفئة من المواليد تمثل نحو واحد بالمائة من إجمالي المواليد بالولايات المتحدة. وكان العلماء قد أدركوا منذ زمن طويل فوائد لبن الأم للمواليد الطبيعيين الذين أتموا فترة الحمل، لكن تأثيراته الممكنة على الأطفال المبتسرين لم تتلقِ دراسة كافية. فالمواليد الذين أتموا فترة الحمل وتغذوا بحليب الأم هم أقل تعرضا للأمراض المصحوبة بالإسهال، وحساسيات الجلد، والتهابات الأذن، والتهابات أعلى الجهاز التنفسي. كذلك، تشير دراسات سابقة إلى أن الأطفال الذين تغذوا بلبن الأم أقل تعرضا لمخاطر زيادة الوزن أو البدانة كراشدين. لإجراء الدراسة، قام الباحثون بتتبع مستويات التغذية بلبن الأم لدى 773 مولودمبتسر أوزانهم بالغة الانخفاض في وحدات العناية المكثفة، بين عامي 1999 و2001. وصنف الباحثون الأطفال المشاركين في هذه الدراسة إلى خمس مجموعات بناء على كمية لبن الأم التي يتلقونها خلال وجودهم بوحدات العناية المكثفة. ومعظم هؤلاء الأطفال تلقى -على الأقل- شيئاً من لبن الأم بينما كانوا في تلك الوحدات. ولا تزيد نسبة الأطفال الذين لم يتلقوا أي لبن من الأم عن الخمس. ووجد الباحثون أن فوائد الرضاعة من الأم التي رصدوها لدى الأطفال بعد 18 شهراً، استمرت حاضرة بعد 30 شهرا من الولادة. فقد نال أطفال الرضاعة من الأم نتائج أعلى في اختبارات "مؤشر النمو العقلي" (MDI)، وهو فحص لقياس الذكاء العام للأطفال. وبلغ هذا المتوسط لدى أطفال لم يتلقوا حليب الأم أثناء وجودهم في وحدات العناية المكثفة 76.5 مقارنة بمتوسط 89.7 حققه أطفال تلقوا أكبر مقدار منه. كذلك، أظهر أطفال الرضاعة الطبيعية قدرة أعلى على السيطرة والاستجابة الملائمة للمشاعر، وكانوا أقل حاجة للعودة إلى المستشفى عقب خروجهم منه، وبعد 30 شهرا.