شهد المركز الاستشفائي الاقليمي في مدينة سلا، يوم السبت المنصرم، وفاة وليدتين توأم، وضعتهما أمهما خدجا في شهرهما السابع..بعد أن تعذر على فريق التوليد إنقاذ حياتهما، لعدم توفر حضانات شاغرة في مصلحة الولادة، ما حول فرحة العائلة باستقبال الطفلتين إلى حزن وغضب على الجهات الوصية، لافتقارها إلى الوسائل الطبية. وأكدت مصادر طبية مسؤولة في المستشفى المذكور، ل"المغربية"، أن إنقاذ التوأم كان ممكنا لو توفرت له حضانة شاغرة في مستشفى الأطفال، التابع للمستشفى الجامعي ابن سينا، بالرباط، الذي ينقل إليه المواليد الجدد والخدج، لافتقار المركز الاستشفائي الإقليمي بسلا لمصلحة خاصة بإنعاش المواليد الجدد والخدج. وأشارت المصادر إلى أن عائلة الطفلتين حاولت إنقاذهما من خلال الاتصال بمستشفى الشيخ زايد، إلا أنها عجزت عن أداء مبلغ 40 ألف درهم، الذي حددته إدارة المستشفى، مبينة أن عائلة التوأم كانت تتابع عن كثب فحوى الاتصالات بمستشفى الأطفال الجامعي، إلا أن الردود كانت دائما سلبية، وتفيد غياب مكان شاغر. وأوضحت المصادر أنه، بالموازاة مع ذلك، حاول الفريق الطبي في مستشفى سلا إنقاذ التوأم طبيا، بما أتيح من إمكانات ووسائل العمل، بعد أن أخفق في توفير حضانة شاغرة لهما، إذ قدمت لهما إسعافات بواسطة مادة "الكلوكوز" لرفع مستوى السكر لديهما، ومساعدتهما على التنفس الطبيعي بواسطة الأوكسجين إلى جانب وضعهما في سرير ساخن، للرفع من درجة حرارتهما، إذ يتميز المواليد الخدج بانخفاض السكر ودرجة الحرارة، وبمشاكل في التنفس. وذكرت المصادر أن افتقار مستشفى سلا لمصلحة لإنعاش المواليد الجدد يتسبب، سنويا، في وفاة الأطفال، إذ سجل سنة 2009، فقدان 21 طفلا، لأسباب متعددة، وضمنهم أطفال خدج. وقالت مصادر طبية متطابقة إن أم التوأم مغربية تحمل جنسية فرنسية، وفاجأها المخاض في التاسعة من صباح السبت الماضي، وبعد 15 دقيقة، وضعت توأمها الخدج، في وضعية تحتاج إلى مساعدة طبية، مشيرة إلى أن وزنهما تراوح بين 1.900 كيلوغرام وكيلوغرامين.