يفقد المغرب 27 مولود في كل ألف ولادة جديدة، سنويا، من بين ما يزيد على 650 ألف ولادة تسجل في المستشفيات العمومية والقطاع الخاص والولادات المنزلية مدخل مستشفى ابن رشد (مشواري) أي حوالي 17.500 وليد جديد، أغلبهم من الخدج، استنادا إلى إحصاءات رسمية، التي تؤكد أن وفيات الخدج تعتبر السبب الثاني لوفيات المواليد الجدد في المغرب، بعد مرض اختناق الرضع. ويأتي ذلك تبعا لافتقار المغرب إلى أقسام خاصة بعلاج وإنعاش المواليد الجدد والخدج، ما يضطر الأطباء إلى رفض ما يزيد على 3 آلاف و650 طلبا لاستشفاء الرضع داخل أقسام الأطفال العمومية، سنويا، إما لغياب حاضنات للخدج أو لعدم توفر أسرة شاغرة لإنعاش المواليد المرضى، في كل من المستشفيات الجامعية للدارالبيضاء والرباط. وفي هذا الإطار، لم ينف سعيد بنعمر، اختصاصي في طب وإنعاش المواليد الجدد، في لقاء ب"المغربية"، أن طب المواليد في المغرب يعيش وضعية صعبة جدا ومقلقة، ما يجعل الاختصاصيين متشبثين بضرورة تدارك التأخر الحاصل، لخفض وفيات المواليد الجدد، عبر إنشاء أقسام مجهزة داخل المستشفيات العمومية، وتكوين الموارد البشرية المؤهلة للعمل في إنعاش المواليد. وأوضح المصدر ذاته أن "ما بين 4 إلى 5 رضع جدد، يوميا، لا يجدون مكانا شاغرا يحتضنهم في قسم المواليد في مستشفى ابن رشد"، إذ ترفض طلبات استشفائهم، بينما يظل مصيرهم مجهولا، والأمر مشابه في مستشفى ابن سينا في الرباط، ما يرفع عدد الطلبات المرفوضة طيلة السنة في المغرب إلى 3 آلاف و650 رضيعا. وأضاف سعيد بنعمر، الذي يشغل، أيضا، منصب رئيس قسم طب المواليد في مستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء، أن عددا من وفيات المواليد الجدد يمكن تفاديها، إذا عملت الجهات المسؤولة على تأسيس أقسام خاصة بالمواليد الجدد داخل المستشفيات العمومية. وتحدث أيضا عن أن أقسام طب الأطفال، التي تفتقر، حاليا، إلى معدات مراقبة التنفس والضغط الدموي والأوكسجين عند الوليد، كما لا تتوفر على مواد طبية ضرورية لإنقاذ حياة الخدج، وإلى الوسائل اللوجستيكية، من حاضنات وأسرة لإنعاش الرضع، وآلات التنفس، التي تساعد الوليد على تنفس "الحياة"، سواء كان مكتمل الشهور أو خديجا. وبناء على ذلك، فإن وزارة الصحة مطالبة بتوفير حاضنة لكل ألف مولود جديد، حسب المعايير المعمول بها دوليا، تبعا لما يشهده المغرب من ما يزيد على 600 ألف ولادة جديدة سنويا، بما فيها التي تقع في البيوت والمصحات الخاصة والمستشفيات العمومية. وأكد سعيد بنعمر عن أنه حان الوقت للمغرب لإتمام مهمته، كما كان الشأن بالنسبة إلى اعتماد سياسية تلقيح الأطفال، التي مكن تعميمها على 90 في المائة من الأطفال، من محو الجذري والدفتيريا وشلل الأطفال، لوقف وفيات المواليد الجدد، ضمنهم الخدج، إلى جانب إنقاذ حياة الحوامل الذين يشكون مضاعفات الحمل والولادة العسيرة.