مكتب القطارات المغربية بات نشيطا منذ مدة، من خلال اجتهاد إدارته وأطره في توفير خدمات غير مسبوقة على متن "عرباته المجرورة"، فبعد خدمة "زرب تعطل" والتي حققت تأخرات قياسية تمتد لكل قطار للعشرات من الدقائق ولربما للساعة وأكثر، والتي تكلف المسافرين أو الزبائن وقتا ومالا ومعاناة لا حدود لها... بات بإمكان هؤلاء الإستمتاع بخدمة "حمامات الخليع" على متن "العربات المجرورة" نفسها... حرارة لا تطاق خصوصا بالخطوط الطويلة، يتحول معها السفر بالفعل ل"قطعة عذاب"، تجيز تقصير الصلاة وإفطار رمضان ولربما أشياء كثيرة أخرى... عرق يسيل بغزارة... ومكيفات ترفع شعار "المهم هو المشاركة" في ظل حضور باهت لا يتعدى بضع سنتيمترات، إلتهمها جسد بيضاوية حامل في شهرها الأخير، ما منعها من دخول "الكْليمْ" نفسه... حالتها كانت صعبة جدا حقيقة... أمر حاولت التغلب عليه ببضع "نَطَراَتٍ" من سيجارتها دون جدوى.. بمقابلها شاب في مقتبل عمره... له وجهة نظر أخرى في مواجهة حر "كابين لخليع"، فقد شرع في خلع ملابسه قطعة قطعة مع تقدمنا في وجهتنا.. ولولا العجوز التي بادرته: أوليدي راه حنا ميكست زعما... لكان وصل وجهته من غير هدوم على رأي الزعيم... خصوصا وأن "الحمام" عفوا القطار بات حارا جدا... الخليع القابع في مكاتبه المكيفة طبعا، والذي بات يتقن مؤخرا تقنية الزيادة في أسعار تذاكر "عرباته المجرورة"، والتي لا تتيح دوما لمقتنيها مقعدا كما ينبغي، فعديدون خصوصا في فترات الذروة والأعياد يقطعون مسافات على متن القطار واقفين في الممرات أو جالسين على أمتعتهم... فيما باتت عبارة "نخبركم أن القطار القادم من.. والمتجه إلى.. سيتأخر عن موعده" عبارة مألوفة رغم أنها تأتي متأخرة دونما أدنى إشارة على موقع المكتب.. علما أن التأخير كما سبق وأشرنا يمكن أن يمتد لأكثر من ساعة.. ويمكن أن يضيع مصالح مواطنين قد تصل لتفويت طائرة بمطار محمد الخامس.... في المغرب تمتد الشبكة السككية لأزيد من 2000 كلم، ويتنقل عبرها حوالي 15 مليون راكب سنويا، فيما تبقى معدلات تأخرات القطارات مرتفعة جدا، إذ تتجاوز 7 ساعات أسبوعيا فيما لا تتجاوز هاته المعدلات 7 ثواني سنويا في بلد يتمتع في المواطنون باحترام كبير كاليابان... مقارنة لا تستقيم.. أو كما يقول فقهاؤنا لا مقارنة مع وجود الفارق.. فالفارق موجود وشاسع.. إلا عند "الخليع".. ومن معه..