بعد أن فقد الأمل في أن يحظى بحقيبة وزارية ضمن حكومة العثماني ، كان على عبد العالي حامي الدين ،القيادي في حزب العدالة والتنمية ، انتظار الدقيقة " 90 " من أجل تمرير خطاب خطير ، لخص من خلاله كل الأشواط التي مضت ، ما بين الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية و تشكيل الحكومة ، حيث اعتبر في تدوينة له عبر حسابه الخاص على الفيسبوك، ان الاحزاب المشاركة في هذا التحالف الحكومي ، هي مجرد دمى في يد " أقوياء " هم من خططو و رسموا فصول هذه الحكومة ، حيث قال عبر نفس التدوينة : اسمحوا لي أن أقول بأن حكومتنا- التي نتمنى لها كامل التوفيق والنجاح- ليست نتيجة لتحالفات سياسية بين أحزاب سياسية "حرة "، وليست تتويجا لتوافقات سياسية عميقة، ولا حتى نتيجة " مساومات إرادية" بين الفرقاء السياسيين، ولكنها تعبير عن إرادة " الأقوياء " المفروضة على أحزاب "مسلوبة الإرادة ". وكنتيجة لما سبق ذكره ، كون هذه الأشواط التي استنفذت قبل الإعلان عن حكومة السيد العثماني ، هي مجرد " مسرحية " ، حسب ما فهم من كلام حامي الدين ، فقد ختم هذا الأخير تدوينته بالقول : " من السذاجة أن نحاول إقناع الناس بأن هذه حكومة سياسية معبرة عن اقتراع 7 أكتوبر " . كلام حامي الدين ، ليس ضرب في مصداقية الأحزاب المشاركة في التحالف الحكومي فحسب ، بل هو أيضا صفعة قوية لحزبه الذي يعد جزءا من هذا التحالف ، و أن استجابة البيجيدي لإرادة " الأقوياء " يعني بالضرورة أن " المصباح " انخرط بدوره في هذه اللعبة التي حيكت ضد إرادة الشعب التي عبر عنها من خلال صناديق الاقتراع .