اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" جبهة البوليساريو الانفصالية باحتجاز نساء صحراويات بتندوف ومنعهن من مغادرة مخيمات العار ضد عن إرادتهن. وقالت المنظمة، أمس الاثنين 12 دجنبر الجاري، إن سنة مرت على منع امرأة من أصول صحراوية من العودة إلى إسبانيا بعد زيارتها لأسرتها في مخيمات تندوف بالجنوب الغربي للجزائر. وأفادت المنظمة بأن أسرة موراليس دي ماتوس، واسمها الأصلي وفق شهادة ميلادها "تقية حمدة"، أكدت أن هذه الأخيرة ترغب في البقاء معهم لكن قيادة الجبهة الإنفصالية منعتها من مغادرة مخيمات المحتجزين بتندوف. وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن موراليس، البالغة من العمر 23 عاما وهي مواطنة ذات جنسية إسبانية، تعيش في منزل أسرتها منذ 12 ديسمبر 2015 من "دون أن تتمكن من الوصول إلى مكان محايد للتعبير عن رغبتها بدون ضغط من أحد".، وذلك في إشارة على احتجازها في مخيمات تندوف والضغط عليها من أجل البقاء تحت الحصار المفروض على المحتجزين من طرف قيادة البوليساريو.. ووجهت "هيومن رايتس ووتش" انتقادات للجبهة الإنفصالية بشأن أحداث مشابهة، مشيرة إلى أن الجبهة تواصل احتجاز امرأتين صحراويتين راشدتين لديهما إقامة قانونية في إسبانيا، وتمنعهما من الرحيل منذ نحو 3 سنوات. وهما "الدرجة أمبارك سلمى، 27 عاما، ونجيبة محمد بلقاسم، 25 عاما، مضيفة أن "كلتاهما أكدتا مؤخرا ل هيومن رايتس ووتش رغبتهما بالعودة إلى إسبانيا في الحال".. وكانت صحيفة ّإلموندو" الإسبانية قد نشرت روبورطاجا عن معاناة هؤلاء الضحايا والأسر الإسبانية التي تبنتهن، وذكرت أن الأمر يتعلق بشابات صحراويات، بعضهن مواطنات إسبانيات تم اختطافهن واحتجازهن رغما عنهن في مخيمات تندوف، ويتجاوز عددهن ال150 بحسب الصحيفة. وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد دعت، في مارس الماضي، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى التدخل من أجل الإفراج عن نساء محتجزات في مخيمات تندوف من طرف عائلاتهن، مشيرة إلى أنهن ممنوعات من مغادرة المخيمات نحو إسبانيا، حيث يُقمن بشكل قانوني. وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، سارة ليا ويتسن، آنذاك إن "احتجاز امرأة بالغة رغما عنها حبس غير قانوني، حتى لو كان الخاطفون أقارب يحبونها"، مضيفة في تقرير نشرته المنظمة، آنذاك، "على البوليساريو ضمان تمتع هؤلاء النساء بحقهن في حرية التنقل، وتجريم حالات الحبس غير القانوني في الماضي والمستقبل ومعاقبة مرتكبيها". وذكر التقرير أن الأمر يتعلق بثلاث نساء هن المعلومة تقية حمدة، أو المعلومة موراليس دي ماتوس، البالغة من العمر 22 سنة، والدرجة امبارك سلمى، البالغة من العمر 26 سنة، ونجيبة محمد بلقاسم البالغة من العمر 24 سنة. ويشير التقرير ذاته إلى أن المعلومة زارت المخيمات رفقة والدها بالتبني، خوسي موراليس أورتيغا، في الخامس من شهر دجنبر 2015، وحين حاولا المغادرة، يوم الثاني عشر من الشهر نفسه، تم منعها من ركوب السيارة المتوجهة نحو المطار ليغادر والدها لوحده، أما نجيبة، فقد توجهت نحو المخيمات في شهر دجنبر من عام 2013 لجمع الوثائق اللازمة لتقديم طلب الحصول على الجنسية الإسبانية فتم احتجازها، ولم تتمكن من التواصل مع العائلة الإسبانية التي تستضيفها، غير أنها أكدت في رسالة قصيرة وجهتها إلى المنظمة في فبراير الماضي رغبتها في العودة إلى إسبانيا، مشيرة إلى أنها لم تتفق مع عائلتها على البقاء. الدرجة امباركة سلمى، شابة أخرى عادت في شهر يناير من عام 2014 إلى مخيمات العار لزيارة عائلتها، غير أنها لم تتمكن منذ ذلك الوقت من العودة إلى جزر الكناري، حيث تقيم العائلة التي تستضيفها، حيث قامت عائلتها بمصادرة وثائقها لمنعها من السفر، وهي الأخرى أكدت في رسالة نصية وجهتها إلى المنظمة، في شهر فبراير الماضي، رغبتها في مغادرة المخيمات والعودة إلى عائلتها المضيفة.