أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فرض حالة الطوارئ في تركيا لمدة 3 أشهر، مشيرا إلى أن هذا القرار يجري وفقا لأحكام دستور البلاد. وقال أردوغان، في كلمة ألقاها الأربعاء 20 يوليو/تموز، عقب أجتماع أجراه مع أعضاء الحكومة التركية ومجلس الأمن القومي بأنقرة: "على خلفية محاولة الانقلاب العسكري على السلطة في تركيا يتم، وفقا للبند 120 من الدستور (التركي)، فرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر من أجل أتخاذ خطوات لضمان حقوق وحريات المواطنين بصورة أسرع وأكثر فعالية".
واعتبر الرئيس التركي أن الدول الأوروبية لا يحق لها انتقاد هذا القرار لأن تركيا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أردوغان أن إعلان حالة الطوارئ جاء لتلقين الانقلابيين درسا لن ينسوه وليس موجها ضد أي أحد آخر.
كما شدد على أنه سيواصل العمل، كرئيس تركي وقائد للقوات المسلحة التركية، من أجل تطهير الجيش من "فيروس" الانقلاب.
يذكر أن تركيا شهدت ليلة الجمعة، 15 يوليو/تموز، إلى السبت، 16 يوليو/تموز، محاولة انقلاب على السلطة في البلاد قام بها مجموعة من العسكريين الأتراك.
وحتى هذه اللحظة، تشير المعطيات الرسمية التي نشرتها السلطات التركية إلى أن الحصيلة العامة للقتلى جراء التطورات، التي مرت بها تركيا أثناء محاولة الانقلاب وقمعها من قبل القوات الحكومية، تجاوزت 308 أشخاص. حيث أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الاثنين 18 يوليو/تموز، أن هذه الأحداث أدت إلى مقتل 208 أشخاص وجرح حوالي 1500 آخرين بين المدنيين والقوات الحكومية، فيما تحدثت الخارجية التركية، الأحد 17 يوليو/تموز، عن مقتل أكثر من 100 مشارك في محاولة الانقلاب.
وأقالت سلطات البلاد، وفقا لوسائل إعلام تركية محلية، في إطار حملات التطهير الجارية في مؤسسات الدولة التركية، أكثر من 49 ألف موظف حكومي، فيما احتجزت قوات الأمن أكثر من 6000 عسكري، ومن بينهم حوالي 80 قائدا في الجيش التركي، يشتبه بتورطهم في محاولة الانقلاب.
وتتهم أنقرة المعارض والداعية التركي، المقيم حاليا في الولاياتالمتحدة، فتح الله غولن، بأنه أب روحي للانقلابيين، فيما يعد القائد السابق للقوات الجوية التركية، الجنرال أكين أوزتورك، حسب سلطات البلاد، منظما وقائدا لمحاولة الاستيلاء على السلطة في تركيا.