يعبر كل منا عن مغربيته، أو "تمغربيت" وبجرعات زائدة أو ناقصة أحيانا، إيجابا أو سلبا ! نحس من خلال ذلك أننا نؤدي واجبا وطنيا ونساهم في تحسين درجات حس المواطنة كمواطنين، كل بطريقته الخاصة ! ومجتمعنا عبارة عن ألبوم كبير يضم صورا "لتًمْغربيتْ" على إختلاف اشكالها و أنواعا... أرصد لكم البعض منها ! عندما تتحول "تمغربيت" إلى ملصق يحمل راية الوطن مكتوب عليه "I Love Morrocco " متبث على الزجاج الخلفي لسيارة وتقذف قنينة ماء معدني فارغة من زجاج "فيمي" لنافذتها الخلفية وسط الشارع العام ! كأن تمغربيت وحب الوطن يُولد فقط عبر الملصقات ! عندما تتحول فقط إلى تسويق رخيص فوق بلاطوهات بعض السهرات السخيفة على قناتانا العقيمتين، حيث يتعمّد البعض من الفنانين والضيوف إلى إبراز حس الوطنية المصطنع التي يدّعون إمتلاكها والانفراد بها في حواراتهم و حتى في كلمات أغانيهم التي تحمل دروسا في الموضوع و حَمْل بعضهم للعلم الوطني و تقبيله و وضعه على أكتافهم، فتجد بعضهم عند أقرب إشارة للضوء الأحمر أو التشوير الطرقي وعند خروهم من مقر القناة عند انتهاء التصوير، لا يقيمون لتلك الاشارات أي اعتبار! عندما تُولد "تًمْغربيتْ" فقط عند فوز المنتخب الوطني، وبهزيمته تنتهي صلاحيتها، لتؤجل إلى فوز قادم ! وتولد فقط في الأعياد الوطنية حيث تزين الشوارع بجريد النخيل، وتعطل المؤسسات العمومية المزينة بالاعلام إحتفالا بالعيد، وتتمظهر عليها حالة حب الوطن وأطرافه، و في اليوم الموالي من إستئناف العمل، تكتشف أن مصالح المواطن داخلها هي أخر شيء يتم مباشرته ! عندما تتحول فقط إلى إنظمام لصفحة بالفايسبوك تهتم "بتًمْغربيتْ" ومشتقاتها وتُجمد سلوكيات التعبير عنها بعد ذلك عند الخروج إلى العالم الواقعي ! عندما تلتقط لك صوراَ بقميص ملون بالأحمر تتوسطه نجمة خضراء، في إحدى مسيرات "ما تقيش بلادي" و لا يحمرّ وجهك و لا يند لك جبين، عن مشاهدتك لمرأة حامل أو عجوز تقف بقربك داخل حافلة للركاب و أنت جالس "بلا حشمة بلا حيا" ! "تًمْغربيتْ" هي تطبيق لمعادلة القول و الفعل، والحق والواجب، و ليس حمل بطاقة وطنية و جواز سفر وارتداء الأخضر و الاحمر و حمل راية الوطن على الاكتاف !