التزم معظم الفنانين المغاربة في جميع التخصصات الصمت المقرف و لم يظهر لهم أثر على مستوى الواجهات الإعلامية و لم يدلوا بأي تصريح لإحدى القنوات أو الإذاعات أو الجرائد بموقف واضح سواء كان مؤيدا أو معارضا لحركة 20 فبراير، و فضل الكثير منهم التزام الحياد و الصمت وكأنهم في عطلة سنوية بالمغرب، أو بالأحرى لا يهمهم الأمر في شئ تماما ،كأنهم أتو من كوكب آخر، و لا تعنيهم الظرفية الحالية في شيء !! بل من المؤسف أن بعضهم آثر أن يظهر في زي الخدوم لملكه ولوطنه فقط بمسألة وضع الأيادي حول صورة ملك البلاد و العلم الوطني ،كأن 20 فبراير حركة تريد تدمير البلاد و خرابها ... فنانونا المقتدرون مارسوا مبدأ جديدا يدعو إلى فصل السياسة عن الفن !!! ولم نرى و لو أغنية جماعية تجمع بعضا منهم يدعون من خلالها إلى حب الوطن، و المساهمة في إصلاح أطرافه، أو دعم التغيير الايجابي الذي تطالب به الحركة من محاربة المفسدين ، والمطالبة بالتوزيع العادل لثروات وخيرات البلاد .. أين هم إذن ؟ هل سهراتهم خارج أرض الوطن أهم مما يحدث داخله؟ هل انشغال بعضهم في قراءة سيناريوهات أفلام مبتذلة تُسوق للدعارة والعري والفساد الأخلاقي ، أهم من سيناريو 20 فبراير؟ أين هي تَمْغربيتْ التي يتبجحون بها ! و التي تُجسد فقط في تسويق رخيص فوق بلاطوهات بعض السهرات السخيفة على قنواتنا اليتيمة !! حيث يتعمّد بعضهم إلى حمل العلم الوطني وتقبيله و وضعه على كتفيه !! و وضع ملصق يحمل راية الوطن مكتوب عليه " أي لوفْ مُوروكو" على زجاج سيارته الخلفي، و كأن تَمْغربيتْ وحب الوطن يُولد عبر الملصقات و رفع الأعلام فوق الأكتاف !! هي صورة من ألبوم المتناقضات، صورة النفاق الفني للمواطنة الحقة ،صورة صمت رهيب قاتل نحو مصير وطن، ينتظر من فنانيه تشريفه و الدفاع عن قضاياه و همومه، و التحدث بصوت أبنائه !! ولعب دور طلائعي في تمثيل المواطن أحسن تمثيل... شكرا ل20 فبراير التي أظهرت جليا كيف يخدم الفن وطنه !! وكل 20 فبراير و فنانونا بألف خير سليم لواحي