عامل مشترك يجمع بين مختلف شرائح المجتمع هذه الأيام، وهو أن عيونهم دائماً مثبتة على هواتفهم الذكية. إلا أن وراء هذا التحديق المتواصل في الشاشات سبب علمي يفسر سر اهتمامنا المبالغ فيه بأجهزتنا الذكية وصعوبة الانقطاع عنها حتى لدقائق معدودات. أعدت الطبيبة ديليني روستون مقطع فيديو أطلقت عليه اسم "جيل الشاشات الإلكترونية-Screenagers"، وذلك بالتعاون مع فريق عمل "بيزنس إنسايدر"، أوضحت فيه سر إدمان المستخدمين بكافة شرائحهم لاسيما الأطفال والمراهقين على أجهزتهم الذكية. وقالت روستون إن السبب بسيط للغاية يتمثل في هرمون السعادة الذي يُفرز داخل الدماغ، حيث تتم زيادة إفراز مادة الدوبامين التي تدل على التلذذ والاستمتاع، عند حمل المستخدمين لهواتفهم والنظر فيها ومطالعتها. وأشارت الطبيبة إلى أن إدمان الأجهزة الإلكترونية ليس مرضاً نفسياً فحسب، بل أيضاً فسيولوجياً، موضحة أن عقول الأطفال والمراهقين أكثر تقبلاً وتحسّساً لزيادة إفراز مادة الدوبامين عند أداء وظائف متعددة عبر شاشات الهواتف الذكية. نصائح وإرشادات ونصحت الطبيبة الأفراد الراغبين في التصدي لهذه الظاهرة بتحديد أهداف قابلة للتحقيق، كدعوة الأصدقاء لإجراء تحد مثلاً والمشاركة فيه، مع وضع الهواتف جانباً، والاكتفاء بالتواصل والنقاش وجهاً لوجه، دون النظر إلى الهاتف، لمعرفة من سيمكث أطول فترة ممكنة لا يطالع هاتفه الذكي. كما شددت على ضرورة أخذ "استراحة" قصيرة من الأجهزة الإلكترونية وتخصيص وقت معين لمطالعة الهاتف، وإقامة حوارات ومناقشات حقيقية واقعية مع الآخرين، بعيدة عن حارات الفضاء الإلكتروني.