تم أمس الخميس بأبيدجان، إبراز الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تحديث قطاع البريد لجعله عاملا مساهما في التنمية السوسيو-اقتصادية للمملكة، وذلك في إطار المنتدى البريدي الإفريقي السادس. وفي تدخل له في جلسة حول "دور قطاعات البريد الإفريقية في استراتيجيات التنمية الوطنية"، نوه السيد أمين بنجلون التويمي، المدير العام ل(بريد المغرب)، بالتجربة غير المسبوقة والمتجددة للمغرب الرامية إلى تحديث قطاعه البريدي حتى يكون في مستوى مواكبة التحولات اليومية المفروضة من عالم أصبح معولما أكثر فأكثر، وكذا بسبب التطور الرقمي. وذكر في هذا الصدد بأن (بريد المغرب) يبقى فاعلا موثوقا به من خلال قربه من المواطن، وهو ما يبرز الاهتمام الذي توليه المملكة، في إطار استراتيجيتها، لتوسيع الشبكة البريدية الوطنية وتعزيز حضورها على مجموع التراب الوطني. وأضاف السيد بنجلون التويمي أن (بريد المغرب) يضطلع بدور مهم من خلال المساهمة بفعالية في تجسيد وتنفيذ عدة استراتيجيات وطنية، مشيرا على سبيل المثال إلى "المغرب الرقمي 2013" حيث كان ل (بريد المغرب) دور رائد في مواكبة جهود الرقمنة على مستوى مصالح الدولة، ولاسيما عبر مشروعه (إي ساين)، والشباك الإلكتروني. وأبرز المسؤول المغربي، من جهة أخرى، دور (بريد المغرب) في الاندماج المالي على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أنه في إطار تنويع منتوجاته وخدماته، باشر (بريد المغرب) منذ عام 2010 إنشاء بنك خاص به (البريد- بنك). وأشار السيد بنجلون التويمي في عرضه المعزز بالأرقام، إلى أنه تم بين سنتي 2011 و2015، تسجيل 5 ر2 مليون زبون جديد وموضحا أن نسبة البنكنة بالمغرب بلغت 65 في المائة سنة 2015 في حين كانت هذه النسبة تتراوح ما بين 34 و37 في المائة قبل سنة 2009. ومن جهة أخرى، قال السيد بنجلون التويمي إنه فضلا عن الخدمات الإلكترونية الهادفة إلى خدمة المواطن بشكل أفضل، انخرط (بريد المغرب) في جهود الدولة الهادفة إلى تقريب الإدارة من المواطن من خلال تطوير منتوجات/خدمات جديدة مثل الشباك الإلكتروني لطلب الوثائق، والذي يحمل اسم (وثيقة)، وهي خدمة تمكن المواطنين من طلب وثائق الحالة المدنية، بواسطة الأنترنت، لدى مصالح جماعتهم التي ولدوا فيها أو لدى القنصليات شرط أن يكونوا منخرطين في هذه الخدمة. وفي ما يتعلق بتطوير التجارة الإلكترونية، أشار المدير العام ل(بريد المغرب)، إلى أن المؤسسة تواكب هذا الزخم من خلال اعتماد مقاربة مبتكرة كفيلة بضمان التفاعل الضروري للاستجابة لطلب زبنائها، مجددا التأكيد على انخراط (بريد المغرب) وعدم ادخاره لأي جهد لرفع جميع التحديات. وينعقد المنتدى البريدي الإفريقي الذي تنظمه المجموعة المغربية (إي-كونفيرونس) على مدى يومين، تحت شعار (رهانات جديدة للبريد في إفريقيا). ويعرف المنتدى مشاركة أزيد من 25 دولة إفريقية منها المغرب الذي يمثله وفد من مسؤولي (بريد المغرب) وكذا فاعلون اقتصاديون في قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال. ويأتي هذا المنتدى كثمرة شراكة بالخصوص وزارة البريد وتكنولوجيات المعلومات والبريد الإيفوارية و(بريد المغرب) وسلطة نظم الاتصالات في كوت ديفوار ، هو مناسبة لمناقشة عدة مواضيع تتعلق بتنمية هذا القطاع الاستراتيجي. وسيتم على هذه التظاهرة تنظيم منتدى حول التعاون جنوب-جنوب يشارك فيه عشرون مديرا عاما لمؤسسات البريد الإفريقية.