يعاني العديد من الشباب المغاربة ذوي الأصوات الجميلة من التهميش في ظل اهتمام الدولة بالفنانين المشارقة و الغربيين، إلا قلة قليلة منهم من شق دربه بنفسه و سار إلى عالم النجومية حاملا بنفسه بين يديه المشعل. و كان لأخبارنا حوار مع نجم ساطع في المنطقة الشرقية و بالتحديد بمدينة وجدة، حيث مسقط رأسه، يدعى "أنس غزواني" الشاب الذي اختار الأغاني الكلاسيكية، كذوق له، حيث تميز أداؤه فيها بالصوت العذب،،،، فهل سنراه في المستقبل نجما ساطعا في سماء الأغنية المغربية و العربية. و هذا نص الحوار:
متى اكتشفت موهبتك ؟ اكتشفت موهبتي عندما كنت صغيرا، فأبي كان يسمع للعملاقة أم كلثووم حيث لأول مرة أسمعها، فأعجبني الأداء و اللحن، و أصبحت أطلب من أبي من يضع شريط أم كلثوم كلما ركبت معه السيارة، و من هنا بدأت أغني أغانيها فاكتشف الناس موهبتي و أعجبوا بصوتي. بمعنى أنك تميل للأغاني الكلاسيكية الخالدة ؟ نعم اغاني ام كلثوم وردة عبد الحليم حافظ ميادة الحناوي و غيرهم من الفنانيييين و يا ليثني في عصرهم الجميل. ما رأيك في الأغاني الشبابية الحالية و التي تمتاز بالخفة و كلمات (الدارجة) ؟ أنا اعتقد أن جيل اليوم أصبح يهتم بالاغاني التي تمتاز بالخفة، و هذا هو ذوقهم الخاص، و كل عصر له أذواقه، "( لي خانوا زمانوا مياخدش زمان ولاد ولادوا ) ، و يجب احترام الأذواق، و لكن أنا شخصيا لا أحب الأغاني التي ليس لها معنى ولا فائدة ولا لحن ولا......و الاغاني الضجيجية بما أنك تحب الأغاني الكلاسيكية و العربية الأصيلة، فهل إذا أتيحت لك فرصة إلى الهجرة إلى الخليج أو مصر أرض النجوم ، هل ستوافق ؟ (خاصة) إذا لم تجد الدعم الكافي و التشجيع بالمغرب ؟ انا الآن لا أفكر في مستقبل الغناء لأنني الان في مرحلة دراسية صعبة، يجب علي أن أفكر في مستقبلي لأنه مهم جدا، و إن شاء الله، لما أصل لسن معين سأبدأ في تسجيل الأغاني و غيرها، أما في مسألة الدعم، إذا لم أتلقاه بالمغرب، فبالتأكيد لن أسافر، و أظن أنني سأتلقى الدعم في بلدي، فهناك العديد من الاشخاص عرضوا علي عدة أعمال ، كلمات و ألحان، لكنني رفضت ،، لأنني لو أصدرت أغنية الآن فلن تنجح كثيرا، لأن صورتي لم تنضج بعد، و ما زلت في حاجة إلى ارتفاع عدد معجبي. هناك نقطة مهمة أشرت لها ، أنك تحس بأنك صغير،،، و لا تستطيع أن تغامر بعمل فني الآن رغم عرضه عليك،،، ألا ترى أن الفن و الموهبة التي تظهر في الصغر يجب صقلها باستمرار و التاريخ الفني يشهد بذلك ، مثلا الفنان الدوزي، جورج وسوف، كلهم بدؤوا في سن مبكرة جدا ؟ أنا السبب الوحيد الذي جعلني لا أفكر في إصدار أغنية خاصة بي ، هو أنني خفت من عدم نجاحها في نسبة المشاهدة، لأن عدد معجبيَّ ما زال صغيرا، و صوتي لم ينضج كفاية، رغم أن السن غير مهم، و أن بعض الفنانة في ظرف عام عملوا عدة أغاني مثل الفنانة ابتسام تسكت عملت خمسة أغاني و لم تكمل سنتها الأولى في الشهرة. بالنسبة لوالديك، كيف يتعاملون مع موهبتك،،، أم الدراسة بالنسبة لهم هي الأهم ؟ والديَّ يرفضان بتاتا موهبتي الغنائية، لأني أحس بهما متخوفان على مستقبلي، حيث ينصحان بالتعامل مع الموهبة، كأنها "خضرة فوق الطعام"، بمعنى قد أعيش منها يوما ، و أجوع بسببها شهورا، و أنا مع والدي في هذه الفكرة، لأن الصوت ليس دائما، و كذلك محبة الناس، لهذا فتعبي و جهدي لن يروح باطلا، أكيد سوف أفكر في مستقبلي، و أنا أعرف فنانة كبارم مثل سلمى رشيد تغني و تدرس. جيد ،،، ألا تفكر في المشاركة في برامج الكشف عن المواهب،،، و إن فكرت في ذلك ، ما هو اسم البرنامج الذي قد تفكر فيه ؟ نعم أفكر في ذلك، لأن برامج اكتشاف المواهب تقربك من الجمهور أكثر في ظرف وجيز، و البرنامج الذي أفكر فيه هو برنامج ستار أكاديمي، لأن الجمهور يعيش معك 24 ساعة على 24 ساعة، و يتعرفوا على شخصيتك عن قرب، و أيضا يعجبني برنامج أراب أيدل، فيه العديد من المراحل، لأن عدد المشاركين يكون كبيرا، كما أعتقد هناك تزوير في النتائج حسب بعض الأصدقاء و العلم لله. و كيف توفق بين الدراسة و الغناء ؟ أنا في فترة الدراسة أكون مشغولا كثيرا، و أتواصل مع المعجبين في مواقع التواصل الاجتماعي يومي السبت و الأحد، كما الفيديوهات تكون قليلة بسبب انشغالي بالدراسة. هل سبق لك الوقوف على شبكة المسرح ، و أمام جمهور كبير، و كيف كان شعورك لأول مرة ؟ كان أول ظهور لي على خشبة المسرح في عام 2011 عندما كنت بمارينا السعيدية، حيث كنت حاضرا في إحدى المهرجانات الغنائية المقامة بالمنطقة، بحضور فنان الراي، رضا الطالياني، و الذي رآني أعيد أغانيه، فطلب مني أن أطلع أغني بجانبه، فرحت أغني أمام 200 الف شخص، على حسب تصريح الصحافة آنذاك، و طبعا كانت هناك رهبة و خوف ، و لكن سرعان ما اعتدت على ذلك.