تسلم مستشار جلالة الملك السيد اندري أزولاي اليوم الأربعاء بلشبونة جائزة شمال - جنوب 2014 التي يمنحها مجلس أوروبا، من يدي رئيس الجمهورية البرتغالية أنيبال كافاكو سيلفا. ومنحت جائزة شمال - جنوب 2014 للسيد أزولاي تقديرا له على إسهامه في مسلسل السلام بالشرق الأوسط، وخصوصا تعزيز المصالحة بين اليهود والمسلمين وكذا اعترافا بدوره في خدمة النهوض بالحوار الثقافي في منطقة حوض المتوسط. كما تم خلال الحفل الذي نظم بمجلس الجمهورية، والذي حضره على الخصوص الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربجورن جاغلاند ورئيسة البرلمان البرتغالي اسونسياو ايستيف وثلة من الشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية والدبلوماسية، منح جائزة شمال - جنوب إلى الدكتورة مورا لينش (إيرلندا) اعترافا بجهودها وتفانيها في النهوض بحقوق الانسان، ولاسيما من أجل كرامة الأشخاص المعوزين. وأعرب السيد أزولاي في كلمة بالمناسبة، عن سعادته العميقة واعتزازه وتأثره لكون "الحملة" التي سار فيها منذ أكثر من نصف قرن اختارت "معسكر المقاومة، حتى لا يتم استغلال أدياننا وتاريخنا وهوياتنا، أو يتم اتخاذها رهينة من قبل أي كان". وأضاف "لقد كان لي، من خلال ما منحني إياه بلدي المغرب، شرف تجسيد فن كل شيء ممكن. فالمواطن المغربي الذي أجسده هو على حد سواء يهودي وأمازيغي وعربي، فأنا موجود وأقاوم هذا التقهقر الذي يقوض ويضعف المجتمع الدولي". واعتبر السيد أزولاي ، أنه من الضروري، القيام بالقياس الدقيق لهذا الانقسام وهذا التراجع الذي يغذيه نفي الآخر"، مضيفا أن "العدو الحقيقي والوحيد للإنسان هو الجهل"، كما جاء على لسان الفيلسوف العربي والمتوسطي الكبير ابن عربي. وبعد أن ذكر بالأحداث المأساوية التي وقعت في اقل من اسبوع في تونس والكويت وفرنسا والصومال ومصر، أكد السيد أزولاي أنه "لا يمكننا اليوم الاحتفال بالحوار والتسامح والسلام، والبقاء في موقع المتفرج السلبي على هذا التقهقر". وأضاف "يتعين على مجتمع الأمم أن يعيد بناء نفسه، لاسترجاع الحداثة الاجتماعية التي ميزت العلاقات الدولية، منذ أمد غير طويل". وأكد أن المغرب "كانت لديه الشجاعة والقدرة المتبصرة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتقديم دستور لشعبه، تمت المصادقة عليه في يوليوز 2011، وهو يشير إلى أن المغرب المعاصر، تشكل تاريخيا من الحضارة الأمازيغية واليهودية والحضارة العربية الإسلامية ومن هويته الحسانية.