أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، ورؤساء الفرق البرلمانية بالغرفتين، أمس الاثنين ، سلسلة من المباحثات على هامش مشاركته في أشغال المرحلة الأولى من الدورة العادية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا المنعقدة بستراسبورغ. وذكر بلاغ لمجلس المستشارين، أن هذه المباحثات ، التي جرت مع كل من السيد ثوربجورن جاغلاند أمين عام مجلس أوروبا والسيدة مو دو بوير بوكيشيو الأمين العام بالنيابة والسيد جياني بوكيشيو رئيس لجنة البندقية والسيد ماثيو سوريناس الأمين العام للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، تمحورت حول السبل الرامية إلى الرقي بمستوى الحوار والتواصل، وكذا بلورة الآليات الكفيلة بتعزيز الشراكة والتعاون بين المؤسستين وتطوير العمل البرلماني المتعدد الأطراف. وأضاف البلاغ أن السيد بيد الله، عقد أيضا لقاءات عمل مع عدد من الوفود المشاركة في هذه الدورة كالسيد علي باباكان وزير خارجية تركيا الذي تسلمت بلاده رئاسة الجمعيةّ، والسيدة روزاريو غرين رئيسة لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ المكسيكي. وأكد السيد بيد الله، حسب البلاغ، أن المغرب قطع شوطا كبيرا على درب البناء الديمقراطي والتنموي وأصبح أحد الفاعلين الأكثر دينامية وفعالية في المنطقة بفضل ما حققته المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من مكتسبات على مستوى بناء دولة الحق والقانون، وتطوير ثقافة حقوق الإنسان وإعلان القطيعة مع انتهاكات الماضي من خلال هيئة الإنصاف والمصالحة. وأضاف أن المغرب اعتمد أيضا ترسانة قانونية هامة من أجل حماية المواطن وضمان حقوقه وحريته وصيانة كرامته في إطار التعددية السياسية وتكافؤ الفرص بين الجنسين، وحل الإشكاليات المتعلقة بالمرأة والأسرة على أساس التوفيق بين الخصوصية الدينية والثقافية وقيم حقوق الإنسان كما هي متعارف عليه دوليا، والانخراط في العديد من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة. تنضاف إلى ذلك ، يقول السيد بيد الله ، المكتسبات التي تحققت مع الأوراش الاقتصادية المهيكلة في مجال ترسيخ وتعزيز التعددية الثقافية واللغوية وتحرير قطاع الاتصال السمعي البصري وتقوية دينامية المجتمع المدني، مما أكسب المغرب قوة كبيرة، تؤهلها لتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي من أجل احتواء ظاهرة الفقر والحد من البطالة والتهميش والهشاشة الاجتماعية والنهوض بأوضاع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وأبرز أن إحداث جلالة الملك للجنة الاستشارية للجهوية، يشكل منعطفا تاريخيا في مسار التدبير الديموقراطي والحكامة الجيدة للمجال الترابي الوطني والجهوي، وتأكيدا على جدية مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة والذي من شأنه الإسهام الحقيقي في بناء الصرح المغاربي وتثبيت الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل وجنوب الصحراء التي أضحت مهددة بالإرهاب والتهريب والتجارة في البشر. وعبر السيد بيد الله ، من جهة أخرى ، عن اعتزاز المغرب بتبنيه وانخراطه في دينامية الحوار بين الثقافات والحضارات ودعم التعايش بين الديانات في إطار من التسامح والتصدي لكل أشكال التمييز والعنصرية والإقصاء. ومن جانبهم، نوه المسؤولون بمجلس أوروبا بمجهودات المغرب في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبسياسته المتعلقة بعصرنة المجتمع والدولة، كما أشادوا بالتراكمات الإيجابية وبالطابع المتميز والغني للشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والتي توجت بحصول المملكة على وضع متقدم، مما يعكس الصورة التي يحظى بها لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي كشريك استراتيجي يتمتع بمصداقية كاملة، وهو اعتراف كذلك بدوره الهام على المستوى الجهوي والقاري، وبتمسكه وانخراطه في مبادرات التكامل والإندماج الجهوي. وبهذه المناسبة، أكد الجانبان على ضرورة مأسسة التعاون القائم بين المغرب والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا من خلال حصول البرلمان المغربي على صفة شريك من أجل الديموقراطية، على غرار انضمام المملكة، كأول دولة غير أوروبية إلى لجنة البندقية ومركز الشمال - جنوب واللتان تعتبران من المؤسسات الهامة لمجلس أوروبا. وأشار البلاغ إلى أن المغرب سيحتضن يومي 22 و23 فبراير المقبل ملتقى حول تعزيز التعاون بين المغرب ومؤسسات مجلس أوروبا.