أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، أمس الثلاثاء بستراسبورغ، مباحثات مع رئيس الجمعية البرلمانية التابعة للمجلس الأوروبي السيد ميفلوت كافوسوغلو وعدد من أعضاء ومسؤولي الجمعية همت أساسا تعزيز التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي في القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأوضح بلاغ للمجلس، اليوم الأربعاء، أن السيد بيد الله، الذي يشارك على رأس وفد هام في أشغال المرحلة الأولى للدورة العادية للجمعية البرلمانية التابعة لمجلس أوروبا بستراسبورغ، عقد لقاءات مع رئيس الجمعية وأعضاء الشعبة النمساوية والألمانية بهذه الجمعية والنائبة الأولى لرئيس الجمعية السيدة سينيكا هورسكاينين (فنلندا) والسيدين دينيس بادر وبيرنار ماركي عن التحالف الليبرالي الديمقراطي الأوروبي. وأشار المصدر ذاته إلى أن رئيس المجلس أطلع المسؤولين الأوروبيين على السمات الكبرى للحركية الإيجابية التي يعرفها المغرب في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في كافة الواجهات، خاصة بفضل إطلاق مبادرة الحكم الذاتي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتدشين ورش الجهوية الموسعة لتعميق إشراك المواطنين في تدبير الشأن المحلي. وعلى صعيد آخر، أكد السيد بيد الله خلال هذه اللقاءات على ضرورة تعزيز التعاون شمال-جنوب، وعلى أهمية الوضع المتقدم الذي حظي به المغرب في إطار علاقاته مع الاتحاد الأوروبي كآلية لتفعيل الشراكة والتعاون بين الطرفين. كما شدد على أهمية بلورة مخططات مندمجة واعتماد مقاربات شمولية في التعاطي مع المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما توحيد الجهود وإحكام التنسيق والتشاور بين المغرب وأوروبا في مجال تدبير ملفات الهجرة السرية وتهريب المخدرات والإرهاب والاتجار في البشر. وحرص السيد بيد الله، في هذا السياق، على إبراز أهمية تفعيل مجموعات الصداقة والتعاون بين مجلس المستشارين ونظرائه في ألمانيا والنمسا وفنلندا، بالنظر لما لها من دور في تنشيط الدبلوماسية الموازية ومواكبة التعاون الثنائي واستكشاف الإمكانيات الواعدة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن جهته، نوه الجانب الأوروبي بحضور المغرب ومشاركته الفاعلة في أشغال اجتماعات مجلس أوروبا والأجهزة التابعة له، معربا عن استعداده لدعم ومساندة البرلمان المغربي في مسعاه للحصول على صفة شريك من أجل الديمقراطية لدى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا. ومن جانب آخر، تناول الطرفان المبادئ الأساسية لمجلس أوروبا، المتمثلة في احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان واعتماد قاعدة القانون والمساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص في المجالات السياسية والاقتصادية وعلى مستوى منظمات وجمعيات المجتمع المدني. وجدد السيد بيد الله، في هذا الإطار، التأكيد على حرص المملكة على الالتزام بهذه المبادئ وإدماجها في المنظومة التنموية التي انخرطت فيها خلال العشرية الأخيرة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.