أثارت نساء من عدد من تعاونيات أركان المخاطر المهددة لزيوت أركان ومشتقاتها، التي تعد ثروة وطنية، تتهددها مخاطر ضاغطة، مثل التقليد من طرف منتوجات صينية. وقالت أمال محاح، مديرة تعاونية "أفولكي" للأركان، إن زيوتا صينية للتجميل تطرح في الأسواق على أساس أنها من مستخلصات شجرة الأركان، بثمن 6 دراهم للقنينة الصغيرة. وأضافت أن هذا التزييف من شأنه إصابة مستخلصات الأركان بالسكتة القلبية. وأبرزت محاح، في تصريح ل "المغربية"، أن المخاطر لا تقف عند هذا الحد، مشيرة إلى أن تصدير زيوت أركان بالجملة، دون تعبئتها في قنينات، يعرضها للمزج من طرف المضاربين بزيوت أخرى، تقلص من جودتها، وتؤثر على تركيبتها ومنافعها، وشددت على أهمية توحيد سعر بيع زيوت الأركان الموجهة خاصة للخارج، للوقوف في وجه الخروقات، التي ترتكب من قبل الوسطاء، الذين لا يتراجعون أمام كل الممارسات المسيئة لسمعة هذا المنتوج الوطني. وذكرت أن هذه التلاعبات تنعكس بشكل سلبي على وضعية التعاونيات المالية، نظرا للتكاليف التي يتطلبها إنتاج هذه المادة. ودعت مديرة هذه التعاونية، التي تضم 79 امرأة، وهي عضوة في اتحاد "تيفاويتن نوكادير" لإنتاج زيوت الأركان، المكون من 11 تعاونية، تجمع 600 امرأة فاعلة في هذا المجال، إلى ضرورة إدماج التعاونيات في التكوين والمتابعة على مستوى التسويق، مطالبة ب"تكوين معمق، بعيد عما هو سطحي، لتمكين نساء التعاونيات من الإلمام بمعرفة تقنية، تسمح لهن بإدراك وتعلم كيفيات الإنتاج العصري، وتؤهلهن لضمان تحسين وضعيتهن السوسيواقتصادية". واقتصرت مطالب فاعلات أخريات على ضرورة تمكينهن من حضور المعارض لعرض وتقديم منتوجهن والتعريف به وطنيا ودوليا، على هامش أشغال المؤتمر الدولي الأول حول شجرة الأركان، تحت شعار "الإنجازات وآفاق البحث العلمي حول الأركان"، المنعقد من 15 إلى 17 دجنبر الجاري بأكادير. وتميز هذا المؤتمر الدولي، الذي يعتبر حسب النتائج الأولية، محطة جديدة في مسار هذا القطاع، بمشاركة مكثفة لخبراء أجانب ومغاربة، إلى جانب العروض والخبرات المقدمة، وطرحت فيه أفكار جديدة وإرادة قوية لعدد من الشباب، بينهم فوزي خليل، طالب بكلية العلوم في مدينة وجدة، جاء لاستعراض دراسة له يهم بتقديمها للحصول على الدكتوراه، وترتكز على محاولة علمية لاستنبات شجر الأركان في محيط مدينة وجدة، وقرب مدينة السعيدية بمنطقة راس الماء، وفي منطقة بني يسناسن. وفي زيارة ميدانية لتعاونية "أفولكي" الحاصلة على شهادة الجودة، بمنطقة أمسكرود في ناحية أكادير، جرى إطلاع ممثلي عدد من المنابر الإعلامية على طرق إنتاج زيوت الأركان، واستعرضت فاطمة آيت موسى، رئيسة هذه التعاونية، أنماط تأطير النساء العاملات في هذا المجال، وتطور وضعيتهن الاجتماعية، بفضل هذا النشاط المنتج للقيمة المضافة. وأشارت إلى أن هذا العمل مكنهن من تمكين أبنائهن من التمدرس، وتحقيق جانب استقلاليتهن المالية، وخروجهن تدريجيا من دائرة الهشاشة والفقر. وترمي هذه التظاهرة العلمية إلى خلق أرضية تواصلية لتبادل المعارف العلمية والفنية بين المختصين المغاربة والأجانب، الساهرين على القطاع الغابوي، والفاعلين الاقتصاديين والمستهلكين، ما سيساهم في تكريس خطة عمل تسعى لتطوير شجرة الأركان على أسس علمية سليمة. يشار إلى أن عروض هذا الملتقى الدولي تناولت مواضيع مرتبطة بمجال حماية شجرة الأركان والمساعدة على إعادة تخليفها، إذ تطرق المختصون إلى النظام البيئي الطبيعي الخاص بشجرة الأركان، ودراسة أسباب تدهور مجال الأركان في مناطق مثل تارودانت، وتحليل التنوع الجيني لشجرة أركان المغربية، وتحسين تقنيات غرس فسائل الأركان، وتطبيق انجازات تكنولوجية جديدة في مجال المستنبتات الغابوية، والتوجهات الاستراتيجية لتحديث سلسلة إعادة تشجير وتخليف مجال الأركان.