لا تسلم زيت الأركان من الأيادي العابثة التي تحاول النيل من صفائها ونبلها، خاصة أن استعمالها تجاوز في السنوات الأخيرة الجانب المرتبط بالتغذية، حيث أصبحت تستعمل في إعداد مواد التجميل، مما يعني أن الغش الذي يمكن تتعرض له يشكل تهديدا حقيقيا لصحة الإنسان، وهو الأمر الذي ينال من سمعة تلك الزيت التي توصف «بالذهب الأخضر». في الكثير من المواقع الإلكترونية، يجري التغني بمزايا زيت أركان التجميلية، أقلها ترطيب البشرة وحمايتها من الجفاف وتقوية الأظافر ومحاربة التجاعيد والحفاظ على صحة وقوة شعر المرأة، غير أنه إذا كان ثابتا ما يحمله زيت أركان من مزايا تجميلية، دفعت إحدى الشركات الأوروبية إلى تسجيلها باسمها، قبل أن يسترجع المغرب في السنوات الأخيرة ذلك الاسم، فإن الكثير من الغش والتدليس يتدخل في التلاعب في تركيبة تلك المواد التجميلية التي يحرص مصنعوها على التأكيد على أنها مستخلصة من زيت أركان، فبعض العارفين بعالم تلك الزيت، يؤكدون أن الكثير من المواد التجميلية لا تدخل زيت الأركان في تكوينها سوى بنسبة قليلة لا تتعدى في بعض الأحيان ما بين 10 و20 في المائة، أما الباقي الذي يقدم على أنه زيت أركان فلا يعدو أن يكون زيت مائدة لا أقل ولا أكثر. و في بعض الأحيان يسعى بعض الأشخاص إلى اقتناء زيت الأركان، لكنهم يصابون بالحيرة لأنهم لا يستطيعون تحديد مدى أصالتها، فقد اعتادوا السماع عن بعض أساليب الغش التي تطال زيت الأركان التي توجه للتغذية، حيث تشير العديد من المصادر إلى أن ثمة من يعمدون إلى خلطها بزيت المائدة، ويبيعونها على أساس أنها زيت أركان خالصة، وهذا ما يدفع بعض العارفين إلى التشديد على ضرورة التزود بتلك الزيت مباشرة من التعاونيات التي تنتشر في العديد من المناطق التي توجد بها شجرة أركان، حيث إن شراء الزيت من تلك التعاونيات يوفر الضمانة على أنها خالصة، خاصة أن النساء اللواتي يشرفن على تلك التعاونيات يحرصن على ضمان وفاء الزبناء لمنتوجاتهن في ظل سوق يتسم باشتداد المنافسة. و في السنوات الأخيرة، ظهر أن بعض شركات التجميل تشير على ظهر موادها، إلى أنها مستخلصة من الأركان، وتخبر المشتري المحتمل أنه باقتناء تلك المواد، يساهم في تنمية المرأة القروية في المجال الذي يوجد به أركان بأكادير، عبر تحويل جزء من السعر إليها، غير أن العديد من المراقبين يعتبرون أن تلك الإشارة محض احتيال على الزبون، حيث لا يحول أي جزء من عائدات تلك المواد للعالم القروي..