في سياق سياسي متأزم وأوضاع اجتماعية واقتصادية متدهورة، شهدت الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة ظهور هاشتاغ "#مانيش_راضي"، الذي أصبح رمزًا للاحتجاج الشعبي ضد سياسات النظام العسكري الحاكم. هذا الشعار، الذي انطلق من عمق الشارع الجزائري، يعبر عن رفض واسع النطاق للأوضاع الراهنة ويعكس حالة الإحباط التي يعيشها المواطنون في ظل استمرار القبضة العسكرية على السلطة. ورث النظام العسكري الجزائري تاريخًا من الأزمات الممتدة منذ الاستقلال، إذ يعاني من صعوبة كبيرة في تحقيق توافق داخلي أو تقديم حلول فعلية للتحديات التي تواجه الشعب. في المقابل، يمثل هذا الهاشتاغ دليلًا على أن الجزائريين، رغم القمع المستمر، يواصلون البحث عن طرق جديدة للتعبير عن غضبهم، خصوصًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت فضاءً بديلًا للاحتجاج. يعكس "#مانيش_راضي" استياءً عميقًا تجاه مجموعة من القضايا الأساسية، بدءًا من تدهور الاقتصاد والبطالة المتفاقمة، مرورًا بتقييد الحريات، وصولًا إلى السياسات الخارجية التي باتت عبئًا على الداخل الجزائري. من أبرز هذه السياسات استمرار دعم النظام العسكري لجبهة البوليساريو في نزاعها ضد المغرب بشأن الصحراء المغربية، وهو موقف مكلف سياسيًا واقتصاديًا ويؤدي إلى عزل الجزائر عن محيطها الإقليمي والدولي. في الوقت الذي يعاني فيه الجزائريون من تدني مستويات المعيشة وانعدام الأفق السياسي، تستمر السلطات في إنفاق الموارد على دعم قضايا خارجية لا تمثل أولوية بالنسبة للشعب، مما يزيد من حدة التوتر الداخلي. هذا الواقع جعل من هاشتاغ "#مانيش_راضي" أكثر من مجرد وسم رقمي، فهو يعبر عن غضب شعبي عارم قد يتحول إلى حراك أوسع يهدد استقرار النظام. في ظل هذه التطورات، يبقى التساؤل مطروحًا حول قدرة النظام الجزائري على الاستجابة لمطالب شعبه قبل أن تتفاقم الأزمة. المؤشرات الحالية تشير إلى أن استمرار تجاهل هذه الأصوات الغاضبة قد يدفع البلاد نحو مزيد من الاضطرابات، في وقت يحتاج فيه الشعب الجزائري إلى حلول حقيقية تركز على التنمية والإصلاح بدلًا من الإلهاء بصراعات إقليمية عقيمة. إن صرخة "#مانيش_راضي" تعكس وعيًا شعبيًا متزايدًا ورغبة في كسر قيود الماضي لتحقيق مستقبل أكثر عدلًا وحرية. وبينما يحاول النظام التمسك بسلطته، فإن التغيير الحقيقي قد أصبح مطلبًا لا يمكن تجاهله، ليس فقط من أجل الجزائريين، بل أيضًا من أجل استقرار المنطقة بأكملها.