تمكن الإسباني سيرخيو لوبيرا في ظرف وجيز من صنع انجاز غير مسبوق في تاريخ المغرب التطواني ببلوغ دور المجموعات في عصبة الأبطال الأفريقية عبر اقصاء فرق قوية كسيركل باماكو المالي و كانو بيلارز النيجيري و أخيرا نادي القرن الاهلي المصري. و كان التعاقد مع مدرب أجنبي في منتصف الموسم مجازفة على اعتبار عدم توفره على تجربة في الكرة المغربية و الافريقية، كما أن لوبيرا (38 سنة) اشتغل لمدة 8 سنوات في تكوين الفئات الصغرى لبرشلونة ، و أبرز فريقه دربه هو لاس بالماس من الدرجة الثانية في البطولة الإسبانية . و أخذ لوبيرا على عاتقه تحدي تعويض المدرب الاسطوري عزيز العامري الذي جلب أول لقبي بطولة في تاريخ تطوان و صنع فريقا متجانسا بلاعبين شباب يلعبون سويا منذ سنوات كأبرهون و بوشتة و لمرابط و جحوح و الميموني و خضروف و كروش و الحارس اليوسفي . و كان التحدي الاول أمام لوبيرا هو بلوغ دور المجموعات في أقوى مسابقة افريقية بلاعبين لا يتوفر أغلبهم على تجربة كافية في المنافسات الافريقية باستثناء محسن ياجور صاحب الصولات و الجولات مه الرجاء. و ظهرت بصمة المدرب الاسباني على الفريق التطواني منذ قدومه عبر الاعتماد على مدرب لياقة اسباني للرفع من المستوى البدني للاعبيه ، و القيام بمباريات ودية للفريق الاول أمام فريق الامل في منتصف الاسبوع لتعويد اللاعبين على اللعب كل 3 أيام . و أضفى لوبيرا صبغة الكرة الحديثة على أسلوب الماط من خلال اعتماد أسلوب الكرة الواقعية التي تعتمد على نقاط القوى عبر تحصين الدفاع بقيادة المدافع القوي مرتضى فال، و ايجاد ميكانيزمات بين خطي الوسط والهجوم، خصوصا خلق تفاهم و تواصل أكبر بين خضروف و ياجور. و ظهر ذهاء لوبيرا و حسن تعامله مع المباريات في لقاء الامس أمام الاهلي عبر تغيير خطة اللعب بالكامل بالمرور من الدفاع الى الضغط في مناطق الاهلي لامتصاص الاندفاع المصري ، و ادخال لاعبين مهرة يجيدون تسديد الكرات الثابتة كهيدالغو و رفيق عبد الصمد ، فضلا عن التدبير الموفق لمسددي ركلات الجزاء باختيار ياجور أولا لمنح الثقة الى باقي اللاعبين. و لا يقف طموح لوبيرا أن يكون ضمن أفضل 8 ثمانية فرق بافريقيا ، فالرجل بطموحه و جديته في العمل يسعى لجعل المغرب التطواني أفضل الفرق الافريقية عبر التأهل الى نهائي العصبة و الفوز بها، ليثبت أن العمل الجاد اذا كان مؤازا بتسيير محترف يعتبر خير سبيل لتحقيق آمال الكرة المغربية و استعادة بريقها افريقيا.