ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونتيتور" الأميركية أن الحكومة الإيرانية أنفقت 35 مليار دولار لدعم النظام السوري، الذي يخوض حربًا أهلية ضد المعارضة منذ أربعة أعوام. وقال التقرير الذي أعده الكاتب "نيكولاس بلانفورد" إن إيران كانت بمثابة طوق النجاة لنظام بشار الأسد في الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا منذ أربعة أعوام، فقد أرسلت إيران آلاف الجنود وعناصر الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، وقدمت قروضًا بالمليارات لدعم الاقتصاد السوري. وعلى الرغم من كل الدعم الذي قدمته إيران للنظام، إلا أنه شهد سلسلة انتكاسات أمام المعارضة السورية خلال الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن النظام يعاني نقصًا في الجنود وعناصر الميليشيات الموالية له، ما جعله أكثر اعتمادًا على إيران. وحسمت إيران أمرها في دعم نظام الأسد، ذلك أنها ترى في بقائه مصلحة استراتيجية مهمة، ويعد النظام السوري حليفًا لإيران منذ 35 عامًا، لذلك فهي غير مستعدة للنظر في خيار آخر غير هزيمة المعارضة عسكريًا، لكن هذا الأمر يأتي في وقت ترزح فيه إيران تحت عقوبات اقتصادية خانقة، وتساءلت الصحيفة عن قدرة إيران على مواصلة دعم نظام الأسد من عدمه. ويُعتقد أن جيش النظام السوري تكبد خلال سنوات الحرب الأهلية ما بين 80 ألفاً و100 ألف قتيل وجريح، ويعد هذا ضربة لمعنويات وقدرات المؤسسة العسكرية، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية. ونقل التقرير عن السفير الأميركي السابق في دمشق "روبرت فورد" قوله: "يمكن للإيرانيين تقديم دعم إضافي من المقاتلين، ومع مرور الوقت ستصبح فائدة القوات الأجنبية قليلة". مؤكداً أن "هذا لا يعني انتصار قوات المعارضة على النظام، ولكن الأخير سيصبح في وضع حرج مع تحول حرب الاستنزاف ضده". ولم تكتفِ إيران بجلب عناصر الجيش والحرس الثوري الإيرانيين إلى سوريا، بل دفعت بمقاتلين من حزب الله اللبناني، وأعضاء الميليشيات الشيعية من العراق، فضلاً عن استقطابها مقاتلين شيعة من أفغانستان لتعويض الخسائر في صفوف النظام، مؤكدة أن إيران ساعدت بإنشاء قوة الدفاع الوطني ب80 ألف عنصر، وهي تشكيلات شبه عسكرية تعمل تحت إشراف النظام، وخففت هذه التشكيلات من الضغوط الهائلة على قوات النظام لكنها لا تزال تفتقر للفعالية، كما أنها لا تستطيع شن هجمات على جبهات متعددة. وقال مسؤول سوري سابق رفض الكشف عن اسمه: "لا يتوفر لدى الأسد حشد من القوات لتحقيق النصر، ومن أجل الانتصار فإنه يحتاج إلى إقناع ما بين 200 إلى 300 ألف أم لإرسال أبنائهنّ للقتال، ولكن لماذا يريد أب أو أم سنيان إرسال ابنهما للموت من أجل بشار الأسد؟". ووفقًا للكاتب، فإن مشكلة نقص القوات العسكرية ترافقت مع تحسن طرأ على التنسيق بين القوى السنية في سوريا مع السعودية وتركيا وقطر والأردن. ففي بداية آذار(مارس)، التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واتفقا على "ضرورة تعزيز الدعم للمعارضة السورية بطريقة تثمر نتائج". واعتبر أن نتيجة اللقاء جاءت سريعة، ففي الشهر الماضي خسر النظام مدينة إدلب وبصرى الشام في الجنوب ومعبر نصيب، ويوم السبت الماضي سيطرت المعارضة على البلدة الشمالية جسر الشغور، وفي الجنوب توقفت الحملة الإيرانية في القنيطرة ودرعا؛ بسبب المقاومة الشديدة من المعارضة، وتم تأجيل الحملة التي كان يعد لها حزب الله في سلسلة جبال القلمون.