كشف نائب المراقب العام للإخوان المسلمين بسوريا علي صدر الدين البيانوني، أن الجماعة رفضت 10 عروض إيرانية بالتفاوض معها حول الأزمة السورية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن البيانوني أن االجماعة رفضت كل هذه العروض التي كان أحدها عن طريقه شخصيا، طالما لم تتوقف إيران عن دعم نظام بشار الأسد على حساب الثورة، وقال «رغم الوعود الإيرانية بالتوقف عن دعم بشار في كل العروض بالتفاوض، إلا أننا لن نجلس معهم بناء على وعود كلامية، نريد أن نرى على أرض الواقع، ثم نقرر الجلوس». وشدد على رفض انفصال أي مكون من مكونات الشعب السوري تحت مسمى «الحكم الفيدرالي»، ورفض ما يشاع عن رغبة الأكراد في الانفصال، محملا بعض القيادات الكردية وليس كل الأكراد مسؤولية إثارة تلك الدعوات، مؤكدا أن سوريا وطن واحد، وأن الأكراد كما العلويين والمسيحيين مكون من مكونات هذا الوطن. وأشار البيانوني إلى أنه كان هناك توجه بتكوين ميلشيات مسلحة تابعة للإخوان ضمن المقاومة المسلحة، لكن تم رفضه بالإجماع في اجتماعات الإخوان والاتفاق على دعم المقاومة المسلحة بكل توجهاتها، خوفا على وحدة الثورة السورية، مشيرا إلى وجود توجه لإنشاء حزب سياسي بعد رحيل نظام بشار يختلف في توجهه عن حزب «الحرية والعدالة» المصري. وقال: «حزبنا تدعمه الجماعة وتشارك فيه، لكنه ليس حزبا خاصا بها، كما هو الحال في مصر.. فهو حزب وطني مفتوح للجميع نسهم في إطلاقه مع بقية القوى الوطنية»، وأضاف: «من السابق لأوانه الآن الحديث عن شعبية أي تيار، فسوريا لم تشهد انتخابات حرة نزيهة على مدى 50 عاما.. وكان هناك تعطيلا سياسيا، فكيف يمكن قياس شعبية أي تيار؟». وأثنى البيانوني على الجهود المصرية ومبادرة الرئيس مرسي، لكنه تحفظ على مشاركة إيران بها، مشيرا إلى أنها «لا يمكن أن تكون جزء من الحل، وهي أساس المشكلة»، وقال «المبادرة التي ستنجح هي مبادرة الشعب السوري الذي قام بثورة شعبية، سيكتب لها النجاح بإذن الله، فالتاريخ يقول أن الشعوب هي التي تنتصر في النهاية». وتابع يقول «الإخوة في المقاومة المسلحة يتمكنون من السيطرة على بعض معدات الجيش النظامي لاستخدامها في مقاومتهم، فضلا عن الدعم الذي يتلقوه من الأصدقاء والسوريين بالخارج، وهذا كل ما نقدر عليه، وسننتصر به، لقوله تعالي: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة). دعم إيراني متواصل في المقابل، وفي تصريحات هي الأقوى تعبيرا عن الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد، اعتبر علي أكبر ولايتي، مستشار شؤون السياسة الخارجية للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، أن الرئيس السوري بشار الأسد «سيدحر الانتفاضة المناوئة له، وسيحقق نصرا على الولاياتالمتحدة وحلفائها في خطوة ستكون في الوقت نفسه انتصارا لإيران». وقال ولايتي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إيرانا): «إن انتصار الحكومة السورية على المعارضة في الداخل وعلى أمريكا وأنصارهما الغربيين والعرب الآخرين يعد انتصارا للجمهورية الإيرانية». وادعى ولايتي، وهو وزير خارجية سابق لبلاده، أن «موقف الحكومة السورية مستتب ومستقر، وبعض التفجيرات والاغتيالات لا يمكنها أن تسقط النظام». ورغم التقدم الذي يحرزه الثوار على الأرض وسيطرته على أماكن واسعة فيما بات يعرف ب»المناطق المحررة»، إلا أن ولايتي اعتبر «أن الهجمات التي شنتها المعارضة السورية في الآونة الأخيرة لم تُضعف الحكومة السورية التي يُعتبر انتصارها أمرا مؤكدا». وجاءت تصريحات ولايتي بعد يوم واحد من تحذير وزيرة الخارجية الأمريكية من أن إيران لن تتوانى عن دعم نظام حليفها الأسد حتى النهاية، وإعلانها عن تقديم واشنطن مبلغ 45 مليون دولار أمريكي كمساعدات للمعارضة السورية. وتزعم إيران أن النظام السوري إلى جانب «حزب الله» اللبناني جزء من «محور المقاومة والممانعة» ضد نفوذ «إسرائيل» والولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط. وقد دعمت طهران جهود بشار الأسد لقمع الثورة التي تخوض صراعا مسلحا ضد القوات النظامية السورية، فيما يظل العالم دون حراك إزاء المجازر والمذابح التي يرتكبها نظام بشار بحق الشعب والمدنيين السوريين. وتستميت طهران في دعم نظام حليفها بشار الأسد حيث تخشى أن يكون لنجاح الثورة السورية انعكاسات خطيرة عليها. وتؤكد تقارير متطابقة من وسائل الإعلام وجماعات المعارضة السورية أن إيران تساعد الأسد عسكريا، وأن عناصر من الحرس الثوري الإيراني تدعم قوات بشار وميليشاته على الأرض في الداخل السوري، بالإضافة إلى عناصر تابعة لحزب الله اللبناني. وكان قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، قد أقر في السادس عشر من شهر شتنبر بوجود عناصر من الحرس الثوري داخل سوريا لتقديم عون للحكومة السورية. وقال جعفري، في أول تصريح من نوعه لقائد عسكري إيراني رفيع، إن إيران «ربما تنخرط عسكريا في الصراع الدائر في سوريا في حال تعرض الأخيرة لهجوم». كما كشف تقرير استخباراتي غربي مؤخرا أن إيران «تستخدم طائرات مدنية لنقل جنود وكميات كبيرة من السلاح عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الأسد». ويرى مراقبون أن حكومة نوري المالكي (شيعي) الحليفة القوية لإيران لن تتردد في تقديم أي دعم لإيران عبر فتح المجال الجوي أو الحدود البرية من أجل إيصال الجنود والسلاح لنظام بشار الأسد.