انتقد محمد الشيخ بيد الله، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة برلمانية)، حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض، وقال إنه ما زال يشن حربا ضروسا على حزبه وكل من يحوم حوله، مشيرا إلى أن هذا الحزب أصيب بانتفاخ الأنا، والعيش على المظلومية، والبحث عن عدوّ ما، لأنه في مرحلة من مخاضه جعلته في حالة انفصام كبير. وقال بيد الله، وهو أيضا رئيس مجلس المستشارين، الغرفة الثانية في البرلمان المغربي، إن حزب العدالة والتنمية «يتغذى من هذا النوع من الخطابات الشعبوية، وما تحتويه من سبّ وشتم وكلام بذيء، والنميمة، والغيبة، في أشخاص بذواتهم وليس فقط في أحزاب سياسية». وأشار إلى أن الصحافة وبعض الأحزاب السياسية التي «كانت تغار منا وزاحمناها، وظنت أننا سنأتي بمتغيرات كبيرة يمكن أن تعصف بها، هي التي ركبت على هذه الموجة واستعملتها استعمالا بخيسا. وطالبت بتذويب حزب الأصالة والمعاصرة، بل بحله، وهذا شيء يتناقض مع الأعراف الديمقراطية». وأوضح بيد الله أن حزبه لم يتأثر في الواقع بهذه العملية، «بل صمدنا ولم ننحدر إلى منحدرات السب والشتم والكلام البذيء الذي استعمله قادة كبار لأحزاب أمام الملأ، ولمدة ستة أشهر». وفي ما يلي نص الحوار. * هذه أول انتخابات تشريعية يشارك فيها حزبكم، فما الجديد الذي طرحتموه سواء على مستوى المرشحين أو على مستوى البرنامج الانتخابي؟ - فعلا، هذه أول تجربة نخوضها في إطار الانتخابات التشريعية، تقدمنا في حزبنا بكوكبة جديدة من المرشحين، 80 في المائة منهم يتقدمون للانتخابات لأول مرة، وتم تجديد تزكيات الترشيح ل19 نائبا من مجموع 56 نائبا، كما أن 70 في المائة من المرشحين عندهم مستوى جامعي، و23 في المائة منهم تقل أعمارهم عن 40 سنة، زيادة على اللائحة الوطنية، و5 لوائح محلية تقودها نساء، منهم أصغر مرشحة عمرها 23 سنة، هي مريم الداعلي، في الدارالبيضاء، وتخوض غمار هذه المعركة الانتخابية مباشرة وليس ضمن اللائحة الوطنية للنساء والشباب. على مستوى البرنامج، برنامجنا هو برنامج «التحالف من أجل الديمقراطية»، الذي يرتكز ليس على كتالوغ يضم المشاريع المرقمة، بل على مزيج من النظرة الفلسفية للمستقبل، وبعض الأرقام لتأطير البرنامج. بدأنا بالثقة التي نعتبرها شيئا أساسيا، أي الثقة في مؤسساتنا، الثقة في مستقبل بلادنا، والثقة في ديمومة نموذجنا، والثقة في بناء نموذج مغربي منفرد، ثم هناك كرامة المواطن المغربي. فلكي يكون هذا الأخير فعلا مساهما في ذلك يجب أن يحسن كرامته وشموخه وأنفته، وهذان الأمران يتطلبان بناء اقتصاد وطني مزدهر، ذي تنافسية جديدة تمكن من خلق الخيرات، وفي جميع أنحاء المملكة حتى يضمن لنا الدخل الفردي محاربة الفقر والإقصاء والهشاشة. وطبعا كل شيء يرتكز على الاقتصاد، فإذا ما ارتفع الدخل القومي في المستقبل سنكون سعداء، وسنكون ضمنا الثقة والكرامة والعمل السياسي. * أنتم حزب فتي، ما رهاناتكم على هذه الانتخابات، وهل عينكم مصوبة نحو ترؤس الحكومة المقبلة؟ - لم نكن بتاتا، منذ المؤتمر الأول لحزبنا، نفكر في الكراسي. نحن كنا نفكر في بناء حزب عصري يشتغل بأدوات عصرية، ويشتغل على ملفات، ويؤطر المنتخبين وكوادره، والمواطنين أيضا. وعندما تم التصويت على الدستور الجديد أعطى ذلك للأحزاب السياسية دورا جديدا في بناء المستقبل. ونحن نراهن فقط على أن نكون ضمن الكوكبة الأولى. ولم نراهن بتاتا على الكراسي في الحكومة أو رئاسة الحكومة. وقلنا في خطابات سابقة إننا نراهن على سنة 2018 بدل سنة 2012. نحن ما زلنا في بداية بناء تنظيمنا على الصعيد الوطني، وكما تعلمون في الانتخابات الأولى أحرزنا على 21 في المائة من الأصوات المعبر عنها، وعلى 6032 منتخبا محليا، وهذا شكل تحديا كبيرا لتأطير هؤلاء لمعرفتهم ومواكبتهم وتهيئة الملفات معهم. وحتى الآن لم نتمكن من بناء جميع تنظيماتنا الجهوية بشكل دقيق. * أعلنتم مؤخرا أنكم تتوقعون الحصول على 80 مقعدا في مجلس النواب، على أي أساس بنيتم توقعكم هذا؟ - هذا استنتاج الصحافة فقط. أنا قلت إن الشعب المغربي أعطانا 21 في المائة من الأصوات المعبر عنها في الانتخابات البلدية لعام 2009، وكان هذا في حديث صحافي أدليت به مؤخرا، ولما بدأنا في الترشيحات والعمل مع الأحزاب الثمانية تخلينا طوعا عن بعض الدوائر الانتخابية لشركائنا في تحالف الثمانية، وبالتالي لم نغطِّ جميع الدوائر الانتخابية. غطينا فقط 82 دائرة من مجموع 92، وبقيت 10 دوائر خالية، فنحن نتمنى أن نقترب من هذا الرقم إذا ما كانت المشاركة قوية، أي أن نقترب من نسبة 20 في المائة، وبالتالي فقد كان الأمر مجرد استنتاج للصحافي الذي سألني في هذا الموضوع. * قلتم إن الكراسي ليست هدفكم، وإنكم ترومون إنشاء حزب حداثي وعصري، والملاحظ أن حزبكم بدأ بثلاثة نواب قبل أن يصبح متوفرا على 59 نائبا، إلى جانب عدد كبير من المستشارين في الغرفة البرلمانية الثانية. إلى ماذا تعزو ذلك؟ وهل تعتقد أن حزبكم نما نموا طبيعيا؟ - هذا حق أريد به باطل، طبعا بدأ فريق الأصالة والمعاصرة بثلاثة نواب في مجلس النواب، وانضمت إليه مجموعات برلمانية لم يكن لها العدد الكافي لخلق فريق نيابي لكل حزب، وتغير الوضع إلى أن تمكنا من جمع 36 نائبا ينتمون إلى خمسة أحزاب، بعد ذلك أتت حركة لكل الديمقراطيين محاولة البحث عن وسائل جديدة للعمل، وعن دعم احسن ما يمكن من المترشحين في الانتخابات المقبلة، وقدمت عرضا سياسيا لجميع الأحزاب السياسية باستثناء حزبين، واحد رفض، والثاني لم نتصل به، وقدمت الحركة عرضا لكي تنضم إلى أي حزب يريد أن يتمكن من ضخ دماء جديدة، بيد أن هذا العرض لم يلقَ آذانا صاغية، تم تطور هذا الأمر إلى إنشاء حزب جديد حمل اسم «الأصالة والمعاصرة»، اندمجت فيه خمسة أحزاب سياسية ضمنها أحزاب عندها 32 سنة في الوجود على الصعيد الوطني (الحزب الوطني الديمقراطي)، وانضمت إلى هذه المجموعات الحزبية الخمس عدة فعاليات من المجتمع ومن حركة لكل الديمقراطيين. وفعلا، عندما تكوّن الحزب كانت له جاذبية قوية جدا فانتقلت إليه مجموعة من البرلمانيين من الغرفتين، ومن جميع المشارب السياسية، وكان من الصعب جدا فرملة هذه الحركة، التي تجذبها قوة كبيرة جدا أتت بأشخاص لديهم قيمة رمزية عالية، وكانوا معروفين على الصعيد الوطني. فهؤلاء أتوا بخطاب جديد، وبنظرة جديدة في وقت تغير فيه كل شيء في بلادنا إلا المشهد السياسي. نعم، كل شيء تغير، الهوية من خلال الاعتراف بالأمازيغية، المرأة والأسرة، حقوق الإنسان، قراءة ماضينا الحقوقي والاقتصادي، تقرير الخمسينية، تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة. وعندما أتى هذا الفريق بهذا الحزب الجديد، طبعا كانت له جاذبية كبيرة جدا، وانضم إلى صفوفه من أراد الانضمام، وخضنا معارك، وبعد ذلك كنا ضد تجييش الأحزاب السياسية وجعلها شبيهة بثكنات. ولكن فعلا عندما تغيرت الأمور كنا أول من قدم تعديلا في الدستور الجديد لمنع ما سمي ب«الترحال»، وهو حركة عادية في دول أخرى. * حينما تأسس حزبكم انطلق بسرعة فائقة. ألا ترون أن حركة 20 فبراير حدت من سرعته؟ وهل حزبكم الآن هو نفس الحزب الذي كان قبل 20 فبراير؟ - هذا شيء مؤثر في مناخنا ومحيطنا، غير أن حركة 20 فبراير الشبابية أتت بشعارات وأهداف نتقاسمها معها مثل إسقاط الفساد، ومحاربة الرشوة، والريع السياسي، ولكن عندما بدأت تشتغل امتطتها قوى أخرى من أقصى اليمين وأقصى اليسار، وغيرت ماهيتها واستعملتها، وهذه القوى هي فعلا التي رفعت شعارات عدة، من بينها المطالبة برحيل الحكومة، ورحيل حتى الأحزاب السياسية. ودست في هذه الشعارات شعارات معادية لعدة شخصيات مغربية منها شخصيات تنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، غير أن الصحافة وبعض الأحزاب السياسية التي كانت تغار منا وزاحمناها ظنت أننا سنأتي بمتغيرات كبيرة يمكن أن تعصف بهذه الأحزاب، التي ركبت على هذه الموجة، واستعملتها استعمالا بخيسا. وطلبت بتدويب حزب الأصالة والمعاصرة، بل بحله، وهذا شيء يتناقض مع الأعراف الديمقراطية. فلم نتأثر في الواقع بهذه العملية، بل صمدنا، ولم ننحدر إلى منحدرات السبّ والشتم والكلام البذيء الذي استعمله قادة كبار الأحزاب أمام الملأ، ولمدة ستة أشهر. وفي خضم هذه الحركة التي سبحوا عليها، وأفسدوا عملها ونيات الشباب الصادقة في التغيير، خرجنا من هذه المرحلة بسلام، وربما زادتنا مناعة، وحصنت عملنا، وربما كذلك، وبما أنهم ظلمونا «ومن يظلم الناس يظلم»، زادت المظلومية من جاذبية حزبنا، وهذا ما لاحظناه حينما بدأنا بالترشيحات، ولاحظنا أن الشباب يزدحم ليحتل المواقع الأولى، بل كانت هناك مظاهرات أمام مقار الحزب في مختلف الأقاليم، من لدن شباب تملك مشروعنا، واعتبره مشروعه، يناضل من أجله، ويريد أن يتموقع ونحن قاب قوسين أو أدنى من الانتخابات. * دخلتم في تحالف أطلق عليه اسم «تحالف من أجل الديمقراطية»، اعتبره البعض بدعة سياسية، خصوصا أنه ضم حزبين من الغالبية الحكومية، وكان يفترض أن ينسحب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية من الحكومة ما دام لم يعد هناك تضامن حكومي. فهل ترون أن هذا التحالف كان طبيعيا ما دامت السياسة هي فن الممكن؟ - تحالف الأحزاب ليس عملية رياضية، فهذه أحزاب ارتأت في وقت متميز من تاريخ بلادنا أن توحد جهودها لرفع تحديات المستقبل، وتنزيل الدستور الجديد تنزيلا ديمقراطيا محكما وتهيئ نفسها للجهوية الموسعة، وخلقت تيارا مجتمعيا على أساس قواعد وقواسم وأفكار مشتركة، وتشخيص مشترك للوضعية التي وصلت إليها بلادنا حاليا، واستشراف آفاق المستقبل، واتفقت على أن يبقى كل حزب مستقلا بذاته يتصرف كيفما يشاء، وأن لا يغادر آيديولوجيته إن كانت له آيديولوجية، وأن نضع معا في سلة واحدة القواسم المشتركة والأهداف المشتركة، وأن نكتب سوادا على بياض، لنوضح للناخب والناخبة المغربية ما هو نوع الآلية التي سنشتغل بها مستقبلا. وهذا شيء شارك وسيشارك في عقلنة العمل السياسي والمشهد السياسي، وتوضيح الرؤية والمقروئية لأنه لا يمكن أن نقدم للمواطن والمواطنة 32 مشروعا مجتمعيا و32 برنامجا مختلفا. نحن فكرنا أنه من الأفضل أن نتحالف قبليا لكي نقول للمواطنات والمواطنين نحن ثمانية أحزاب من مشارب مختلفة اتفقنا على حد أدنى يجمعنا للبحث عن أجوبة على الأسئلة الملحّة التي تطرحونها في الصحة، وفي التعليم، وفي السكن، وفي الماء الصالح للشرب، وفي فك العزلة عن العالم القروي، وفي التشغيل. هذه هي رؤيتنا، وهذه هي وسائلنا، نريدكم أن ترونها قبل الانتخابات، فإما أن نكون في الحكومة وتعرفون كيف سنشتغل، ومع من سنشتغل أو في المعارضة، وكيف سنبني هذه المعارضة، في إطار الدستور الجديد، الذي أعطى لها مكانة متميزة، أي كيف سنعارض، وكيف سنكون قوة اقتراحية انطلاقا مما اتفقنا عليه قبليا. * يتعرض حزب التجمع الوطني للأحرار حليفكم في تحالف الثمانية لحملة شعواء من طرف حزب العدالة والتنمية وبعض أحزاب الغالبية الحالية، بسبب ما قيل من أن حزبكم يأكل الثوم بفم التجمع الوطني للأحرار، وأن هذا الأخير هو حصان طروادة حزبكم. ما تعليقكم على هذا؟ - حزب العدالة والتنمية ما زال يشن حربا ضروسا على الأصالة والمعاصرة وكل من يحوم حوله، وبالتالي فهذا الحزب أصيب بانتفاخ الأنا والعيش على المظلومية والبحث عن عدوّ ما، لأنه في مرحلة من مخاضه جعلته في حالة انفصام كبير، فهو يتغذى من هذا النوع من الخطابات الشعبوية وما تحتويه من سبّ وشتم وكلام بذيء، والنميمة، والغيبة، في أشخاص بذواتهم وليس فقط في أحزاب سياسية. ونحن نتخوف من أن يعطي المواطنون والمواطنات شيئا من ثقتهم لهذه الأفكار الشمولية مثل أفكار العدالة والتنمية، لأنها ستزرع الفتنة لو قدر الله أن احتل هذا الحزب، وهذا أقوله لأول مرة، الصدارة في الانتخابات المقبلة. نحن نخاف من الفتنة النائمة، ولعن الله موقظها. وليس من الغرابة أن يقوم هذا الحزب بحرب شعواء ضد التجمع الوطني للأحرار أو ضد كل من يراه له ندا كيفما كان. * اعتبرتم أن الصراع الدائر اليوم في المغرب هو صراع بين قوى التجديد والحداثة وقوى المحافظة، ومن هذا المنطلق نراكم تشنون أيضا حربا بلا هوادة على العدالة والتنمية، بيد أن حديثكم عن هذا الصراع يفنده ما قاله نبيل بن عبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية اليساري، مؤخرا ل«الشرق الأوسط» حينما اعتبر أن هناك من يسعى لشيطنة هذا الحزب، رغم أن له مواقف إيجابية من المؤسسات وثوابت البلاد. ما تعليقكم على ذلك؟ - نحن نريد أن نواجه جهودنا لمحاربة الفقر والإقصاء والهشاشة، ونشارك في بناء مغرب تسوده العدالة والديمقراطية والمساواة، وتزدهر فيه حقوق الإنسان، ويمكن أن نطبق فيه مضامين الدستور الجديد الذي وضعنا في كوكبة متقدمة من الديمقراطيات الحديثة. فأكبر ديمقراطيات العالم الآن نحن نعتبر أن بلدنا يقف في صفها، وبالتالي هذه الحروب جانبية. إن حزبين من الأحزاب، منهما حزب الأستاذ الذي ذكرتموه، شاركا في الحرب ضدنا في الفترة السابقة، ولم نرد أن ندخل معهم في هذا النوع من المنحدرات والصراعات، بل هم الذين أرادوا شيطنة حزبنا ونعتوه بجميع النعوت، ولم نفكر في أي لحظة أن ننحدر إلى هذا النوع من الجدل لأن أهدافنا أنبل، والتحديات المستقبلية أكبر، ولا نريد أن نضيع وقتا ولا جهدا في مثل هذه الخزعبلات. * حالة التنافر الموجودة بينكم وبين العدالة والتنمية تبقى أمرا مفهوما، ولها مبرراتها، لكن أن يكون لديكم تنافر أيضا مع حزب التقدم والاشتراكية فذلك يطرح تساؤلات بشأن الأسباب، مع العلم أن بن عبد الله كان في البداية يحضر اجتماعات حركة كل الديمقراطيين. فما حقيقة الأمر؟ - أرجوكم أن توجهوا هذا السؤال إلى الأستاذ نبيل بن عبد الله. * هل أنتم متفائلون إزاء نسبة المشاركة المنتظرة في اقتراع يوم غد؟ هذا مع العلم أنكم أعلنتم أن حزبكم جاء لإقناع المغاربة بالانخراط في العمل السياسي، والانفتاح على 70 في المائة من المغاربة الذين فقدوا الثقة فيه. ماذا سيكون موقفكم إذا كانت نسبة المشاركة متدنية؟ - كما قلت لكم في نتائج انتخابات 2009، نسبة 68 في المائة أتوا إلى السياسة لأول مرة، وبالتالي وصلنا إلى بعض أهدافنا، وفعلا كانت هناك شريحة نافرة من السياسة والانتخابات، وفي خضم التدافع الذي خلقناه تقدمت للانتخابات، ومن 6032 منتخبا محليا 68 في المائة منهم انخرطوا في السياسة لأول مرة. الآن هناك حملات كبيرة للتشكيك في نتائج الانتخابات المقبلة من طرف حزب العدالة والتنمية، وهذا مع الأسف من المثبطات التي يمكن أن تؤثر سلبيا على نسبة المشاركة، كذلك هناك رداءة أحوال الطقس التي يمكن أن تؤثر على هذه النسبة، لكننا نعمل باستمرار، ومناضلونا ومناضلاتنا يبدلون جهدا كبيرا لتحفيز وتشجيع المواطنين على المشاركة باعتبار أن تصويتهم في ظل الدستور الجديد لن يكون مثل مشاركتهم السابقة في الاقتراعات التي عرفتها بلادنا، لأنه من خلال التصويت الحالي سيختار جلالة الملك رئيس الحكومة من الحزب الذي سيكون على رأس الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، وبالتالي هذا انتقال مهم نحن نحاول تفسيره لجميع مناضلينا، ونعتبر أن المواطن المغربي لديه من الوعي الكافي لكي يفرق بين مغرب الأمس ومغرب الغد، وأنه بتصويته سيضع لبنة جديدة في بناء صرح مغرب الألفية الثالثة، مغرب الغد، مغرب الديمقراطية والحداثة والمساواة. طبعا هناك من يحاول أن يفرمل هذه الحركية، إما بالتشكيك والتضليل والمقايضة، وإما بالسبّ والشتم لكي يخدش صورة الفاعل السياسي والحزب السياسي. إن الحروب البينية بين الأحزاب السياسية هي التي تنقص من قيمة الحزب السياسي كفاعل، وبالأخص في المستقبل، وفي الانتقال الديمقراطي الحالي، وبالتالي نحن ضد هذه الحروب الجانبية البينية لأنها تفرمل ذلك، ولا تشارك في رفع وعي المواطن العادي المغربي لكي يواكب التحولات العميقة التي تعيشها بلادنا في ظل الدستور الجديد.