ما تمارسه الجماعات المتطرفة اليوم ما هو إلا أعمال إرهابية مراد بها التخويف والترويع للمجتمعات العربية والإسلامية على حدٍ سواء، كما أنها تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن لدي المنطقة العربية بأسرها ولو لاحظنا الأماكن التي تمارس فيها هذه العمليات الإرهابية لوجدنا أنها تتمركز في أماكن حساسة ذو أهمية إقليمية كالعراق التي ظهرت فيها بشكل كبير وواضح بعد الانسحاب الأمريكي من أراضيه إضافة للفتنة الطائفية التي زرعتها المخابرات الأمريكية بين السنة والشيعة، لقد مارست هذه الجماعات المتطرفة أشكالاً وأساليب إرهابية لا تمت للإنسانية بأي صلة كالمتاجرة بالنساء وقطع الرؤوس وغيرها من أساليب القتل المروعة، أما في سوريا فقد اشتعلت نار الفتنة الطائفية بعد انتشار الفوضى وتعدد الجماعات المسلحة التي انقسمت على بعضها البعض، ومازالت سوريا تشتعل حتى يومنا هذا وهنا نذكر أن الجيش السوري من أقوى وأفضل الجيوش العربية، ومصر التي تعد أكبر دولة عربية والعمود الفقري للوطن العربي لم تسلم من هذه الأعمال الإرهابية والتي تتركز في سيناء التي تحد غزة ودولة الاحتلال الإسرائيلي وهذا له مغزى كبير ويثير الكثير من التساؤلات تحتاج إلى تفسيرات دقيقة في ظل معاهدة السلام المنقوصة التي تربط مصر مع دولة الاحتلال الإسرائيلي حيث حدت من التواجد العسكري في سيناء وهذا ما ساعد هذه الجماعات المتطرفة من بناء قوتها وحشد عناصرها في سيناء علاوة إلى الطبيعة الجغرافية التي تمتاز بها سيناء.هناك أهداف خفية أصبحت تتضح معالمها وهي إضعاف الجيوش العربية وتقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها، باعتقادي أن الخطأ الجسيم الذي ارتكبته بعض الدول العربية يتمثل في دخولها في التحالف الدولي ضد الإرهاب فلماذا لا يكون التحالف عربي يضم قوات نخب من الجيوش العربية لتطهير الوطن العربي من كل مظاهر الإرهاب ولكن هذا سيكون خطر على دولة الاحتلال الإسرائيلي لذا سارعت أمريكا بإنشاء تحالف دولي يضم في صفوفه قوات عربية وبتمويل عربي. أما حادثة حرق الملازم الأردني معاذ كساسبة ما هي إلا جريمة نكراء لا يمكن لأي إنسان تحملها من خلال مشاهدتها من خلال الفيديو الذي تم بثه عبر وسائل الإعلام والذي أثار جدلاً واسعاً فلو دققنا في تفاصيله لوجدنا أنه صُور بتقنية عالية ودقيقة يصعب على هذه الجماعة امتلاكها وهنا نترك علامة استفهام كبيرة، هذه الجريمة التي عُرضت بلا خجل أو خوف قد أساءت لقيم ومفاهيم الإسلام الحنيف الذي حرمها وكما قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): " لا يعذب بالنار إلا رب النار. " رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وصححه الألباني. فما بالنا بحرق إنسان حتى الموت يا له من منظر بشع تقشعر له الأبدان، إن هذه العملية الشنيعة تفوقت بها داعش على نفسها بالقسوة والجبروت والوحشية، وديننا الإسلامي دين سمح وبسيط واستناد داعش لقول شيخ الإسلام ابن تيمية استناداً لا يتناسب مع ظروف المرحلة كما كان منسجماً حين حارب المسلمون التتار وقتلوا ما قتلوا من المسلمين حرقاً. من جانب آخر تريد داعش من وراء هذه الجريمة النكراء تحقيق الصدمة والرعب التي تهدف من ورائها إلى وضع أعدائها في دائرة الذهول والخوف الشديد وإيصالهم إلى مرحلة الهزيمة النفسية والاستسلام ليتمكنوا من تحقيق النصر في أرض المعركة. وهنا أود أن اذكر العالم وقادته والكيان الصهيوني بأنه لا فرق بين إرهاب وإرهاب فحرق الطيار الأردني يشبه تماماً عملية حرق الفتى محمد أبو خضير الذي حرقه المستوطنون الثلاثة في شهر يوليو من العام المنصرم وجرائم كثيرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة ضد أطفالها وقصف المنازل والمساجد والتي خلفت آلاف الشهداء جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ وهم نيام في بيوتهم وعشرات الآلاف من الجرحى والذين مازالت إعاقاتهم شاهدة على جرائم الاحتلال التي سيعاقبون عليها آجلاً أم عاجلاً، وهجير المواطنين من بيوتهم واعتقال الأطفال وآخرهم كان اعتقال الطفلة ملك ذو الأربعة عشر عاماً وهي أصغر معتقلة في سجون الاحتلال.