سفير فرنسا: باريس تعتزم جلب رؤوس الأموال إلى الصحراء المغربية    انعقاد الاجتماع الخامس للجنة العسكرية المختلطة المغربية – الموريتانية    نظام الجزائر على شفا الهاوية.. هل تقترب لحظة الحسم؟    الركراكي يستدعي بلحيان لتعويض ريتشارسون المصاب        الحكومة تخصص 14 مليار درهم في مالية 2025 لاحداث مناصب الشغل    اختتام فعاليات الدورة السابعة من مهرجان القصبة للفيلم القصير    فتاح: الحكومة "متفائلة جدا" بشأن النمو الاقتصادي في 2025    لقجع: أسعار بعض الأدوية في المغرب مضاعفة 5 مرات ونرفض الاحتكار وفرض أثمنة مرتفعة بحجة "الصناعة الوطنية"    وزارة التربية الوطنية ترخص للأساتذة تقديم ساعات إضافية في المدارس الخصوصية    المغرب يجدد التأكيد أمام مجلس السلم والأمن على دعمه لعملية سياسية شاملة في ليبيا    هيئة رئاسة فرق الأغلبية تتجاهل المبادرة البرلمانية لتقريب وجهات النظر بين وزير العدل والمحامين    الأحمر يُوشّح تداولات بورصة الدار البيضاء    الحرس المدني الإسباني يحجز أكثر من 4.7 أطنان من الحشيش بالتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني    مباراة المغرب و الغابون.. تغييرات في اللائحة الجديدة للأسود    عاجل.. تأجيل محاكمة إلياس المالكي لهذا السبب    "أكديطال" تنخرط في مشروع للطب 4.0    يوعابد: العاصفة الجوية "دانا" ستؤثر على المغرب ولكن بكيفية ضعيفة    منيب: المهداوي مظلوم والمغرب يعيش تكميم الأفواه بكل الطرق    المرض يُغيب المالكي عن المحكمة .. والدفاع يرفض المزايدة بالأمازيغية    أوجار يشيد بجهود الحكومة في تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية كما أرادها جلالة الملك    لقاء مغربي إسباني بالرباط لبحث سبل تأهيل وتحديث قطاع اللحوم الحمراء    تقديم كتاب بجنيف عن صحراء المغرب    إتحاد طنجة يبحث عن ملعب لاستضافة المغرب التطواني بدلا من ملعب سانية الرمل    سبتة تطالب مدريد بالدعم المالي للتعامل مع قضية القاصرين في المدينة    وزير النقل يريد ربط الحسيمة بخدمات القطار بدون سكة حديدية!    حملة توعية بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الرئة    "تصريح خطير".. وزير المالية الإسرائيلي: 2025 هو "عام السيطرة" على الضفة الغربية    "لارام" تورط جامعة كرة القدم في حفل "سخيف" لتقديم قميص المنتخب الوطني    مجلس عمالة الدار البيضاء يخصص 150 مليون لكل من الرجاء والوداد    التغير المناخي يهدد حياة اللاجئين في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية        الجيش الإسرائيلي يعلن فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة    تقارير.. المغرب من أكبر مستوردي الأدوية الروسية في إفريقيا    كيوسك الثلاثاء | الوقاية المدنية أنقذت أزيد من 25 ألف شخص من الغرق في 2024    التمسماني: طنجة كانت وستظل مثالًا يحتذى به في احترام التنوع الثقافي والرياضي    ألباريس: المغرب بلد صديق وشريك استراتيجي لإسبانيا    الدولار إلى أعلى مستوى خلال أربعة أشهر    أخنوش أمام قمة الرياض: جلالة الملك يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية للمملكة    قمة الرياض تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية            بروفايل |يوسي بن دافيد.. قائد دبابة "ميركافا" بجيش الإحتلال على رأس "مكتب الاتصال الإسرائيلي" في الرباط    تحسين ظروف السكن ل16 ألف و300 أسرة كمعدل سنوي خلال الولاية الحكومية الحالية    التصفيات الإفريقية تقترب من الحسم    مقتل 4 جنود إسرائيليين شمال قطاع غزة    دراسة: تناول الدهون الصحية يقلل من احتمالات الإصابة بالسرطان    الصين تطلق بنجاح صاروخا تجاريا على متنه 15 قمرا اصطناعيا    طنجة تحتضن فعاليات الدورة الأولى لملتقى الزجل والفنون    قمة الرياض مكرر.. كل شيء تغير، ولا شيء تغير ..    علاج واعد جديد لفقدان السمع المفاجئ الحاد    خلط في خبر وفاة محمد المسيح وشقيقه عبد الاله    نصائح للوقاية من آلام الظهر والرقبة بسبب الجلوس لفترات طويلة    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحرق الطيار الكساسبة حيا في عمل يذكر بمحارق القرون الوسطى

يرى خبراء ان اقدام تنظيم الدولة الاسلامية على إحراق الطيار الاردني حيا مع بث شريط عن العملية, يهدف الى تسويق اعلامي ل«عقاب غير مسبوق »ورسالة ترهيب بغية ردع اعدائه العرب والغربيين عن الذهاب بعيدا في حربهم على الارهاب.
بعد قطع الرؤوس والرجم والصلب التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا, ذهب التنظيم الجهادي ابعد من ذلك في الوحشية والاساليب المروعة, عبر انتاج شريط فيديو يصو ر بالتفصيل كيفية إحراق الطيار معاذ الكساسبة حيا وهو محتجز داخل قفص, في عمل يذكر بمحارق القرون الوسطى.
ويقول الخبير الفرنسي في الحركات الجهادية رومان كاييه لوكالة فرانس برس «انه شريط يثير الصدمة ويعرض عقابا غير مسبوق» يهدف الى بث الرعب وسط اعضاء التحالف الدولي الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق منذ صيف 2014.
ويضيف كاييه ان تنظيم الدولة الاسلامية «يريد ان يقول للتحالف (...) رجالكم سينتهون في اشرطة فيديو اكثر قسوة بعد, من شأنها ان ترعب مطولا الراي العام لديكم», معتبرا ان أي رئيس دولة «لا يرغب برؤية جندي شاب من جنوده ينتهي بالشكل الذي انتهى عليه الطيار في هذا الشريط».
ويقول حسن حسن، الباحث في معهد دلما ومقره دبي، «انها فرصة كبيرة للدولة الاسلامية لتوجيهة ضربة موجعة الى اقصى الحدود الى التحالف, لا سيما الى الدول المسلمة (...) التي تساند الولايات المتحدة».
وكان التلفزيون الاردني الرسمي اعلن ان قتل الطيار يعود الى الثالث من يناير، ما يؤشر الى ان عمان كانت على علم مسبق باعدام طيارها.
كما يؤشر الى ان تنظيم الدولة الاسلامية لم يكن يهدف من الاساس الى استخدام رهينته في عملية تفاوض وتبادل سجناء، انما كنموذج لمصير رهيب ينتظر اعداء التنظيم.
ويوضح هاشم الهاشمي، الخبير في الشؤون الاستراتيجية والامنية الذي يتخذ من العراق مقرا، لفرانس برس ان «داعش ارادت إرهاب القوات الجوية الاردنية وإعلان ان هذه المعاملة سوف تكون بحق كل طيار يقع بأيديهم, كون الطيار يرمي النار عليهم (من خلال القصف الجوي)، وبالتالي تم إحراقه بالنار من باب المعاملة بالمثل». وياتي هذا الاسلوب مختلفا عن عمليات قتل الرهائن السابقين بقطع الرأس كونهم «متهمين بالتجسس». ويتضمن شريط الفيديو الطويل الممتد على 22 دقيقة, صور أطفال جرحى في المستشفيات وانفجارات وطائرات حربية تقصف مع عنوان «استهداف طيران التحالف الصليبي للدولة الاسلامية». ويقول توما بييريه، الخبير في الشؤون الاسلامية، هناك «تصعيد اعلامي» من جانب التنظيم الذي اعتقل الطيار في نهاية دجنبر بعد سقوط طائرته التي كان يقصف بها فوق الرقة في شمال سوريا.
ويضيف بييريه، الاستاذ في جامعة ادنبره, «هناك دفق اعلامي (من جانب تنظيم الدولة الاسلامية) لدرجة بدا وكأن الراي العام يعتاد على كل شيء، وكأن التنظيم شعر بحاجة الى«التجديد» لجذب الانتباه».
ابن تيمية لتبرير طريقة القتل
ويرى ان الصور التي تم استخدامها في الشريط تعبر ب«طريقة مجازية» عن قاعدة «العين بالعين والسن بالسن»، مضيفا «كيف يمكن تطبيق هذا القانون مع من يقصف من السماء؟ المحرقة هي نوع من الرد على «النار الآتية من السماء » والممثلة بطائرات »اف-16 » الحربية.
ويستخدم الفيديو كلاما لابن تيمية لتبرير طريقة القتل هذه، اذ يتضمن شريط الفيديو العبارة الآتية المنقولة عن «شيخ الاسلام» احد ابرز الفقهاء «فأما اذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم الى الايمان او زجر لهم عن العدوان، فانه هنا من اقامة الحدود والجهاد المشروع».
الا ان العديد من المسلمين من قادة وناشطين واناس عاديين انتقدوا الشريط بعنف، معتبرين انه يتناقض مع كل تعاليم الاسلام.
وعلى المنتديات الجهادية على الانترنت، تم تناقل آيات من القرآن لتبرير العمل الوحشي للتنظيم وبينها سورة النحل «وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم، لهو خير للصابرين».
لكن رجال الدين يؤكدون ان ما يطبقه التنظيم مجتزأ، لان الآية نفسها تدعو الى «الصبر»، مذكرين بحديث نبوي يتم اجتزاؤه عادة ايضا من جانب الجهاديين, وهو «إنه لا يعذ ب بالنار إلا رب النار», و«إذا قتلتم فأحسنوا القتلة».
فظائع الدولة الاسلامية
جماجم يغطيها التراب وعظام اختلطت بملابس خشنة متناثرة داخل حفرة في قضاء سنجار، شمال العراق، هي كل ما تبقى من 25 ايزيديا قتلتهم «الدولة الاسلامية» التي تطاردها قوات البشمركة في مناطق متفرقة شمال البلاد.
وعثرت قوات البشمركة الاثنين الماضي على مقبرة جماعية في منطقة سنوني تحوي رفات 25 شخصا بينهم نساء واطفال، من الطائفية الايزيدية قضوا على يد تنظيم «الدولة الاسلامية»، وفقا لمصادر محلية وعسكرية.
وخضعت سنوني لسيطرة المتطرفين منذ مطلع غشت حتى نهاية ديسمبر الماضي.
ومازالت اثار الدم تلطخ احدى جوانب الخندق الذي انتشرت حوله اغلفة الرصاص التي تروي مآساة مقتل هؤلاء الضحايا والقائهم في هذا المكان وترك الجثث في العراء. كما عثر مؤخرا على مقبرة اخرى في منطقة حردان, الواقعة في سنجار, ومن المقرر ان يتم نبشها اليوم الاربعاء واخرى ثالثة وسط القضاء الذي ما يزال قسما منه تحت سيطرة المتطرفين.
وقال ميسر حاجي صالح قائممقام سنجار «عثرنا على ثلاثة مقابر مؤكدة, في سنوني واثنتين في منطقة حردان (شمال سنجار) » واشار الى ان «مقبرتي حردان تقدران بحجم مقبرة سنوني لكنها مغطاة بالتراب» .
واضاف «نتوقع وجود مقبرة هي الاكبر في وسط سنجار (لكن) مركز القضاء حاليا تحت سيطرة داعش» الاسم الذي يطلق على تنظيم الدولة الاسلامية.
وانتهى انتشال رفات الضحايا في مقبرة سنوني, حيث ذكر صالح ان جثث افراد عائلته موجودة هناك ولم يتم التنقيب في مقبرتي حردان، حتى الان.
وقال فؤاد عثمان مسؤول اعلام وزارة شؤون الشهداء في اقليم كردستان في اتصال هاتفي لفرانس برس «قمنا اليوم بجمع عظام ضحايا مقبرة سنوني ونقلها الى الطب العدلي لاجراء فحص الحمض النووي».
واشار الى «العثور على جثتين متحللتين بشكل كبير تم نقلها كذلك لاجراء الفحص في الطب العدلي, لصعوبة التعرف عليها» .
ونفذ تنظيم «الدولة الاسلامية» هجوما شرسا في يونيو العام الماضي، بدأ بالسيطرة على مناطق مهمة بينها مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق، قبل هجمات استهدفت مناطق اخرى شمال البلاد بينها سنجار.
ونفذ المتطرفون حملات قتل وخطف واستعباد استهدفت ابناء الطائفة الايزيدية , وصفتها الامم بانها «محاولة ارتكاب ابادة جماعية». واستطاعت قوات البشمركة خلال الاسابيع الماضية بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن, استعادة السيطرة على مناطق واسعة من سيطرة المتطرفين بينها سنوني.،وتبدو المقبرة في سنوني، للوهلة الاولى، كأنها مكان للقمامة لكن عند الاقتراب نرى عظاما متناثرة داخل الحفرة. وبدت بعض الجماجم مكسورة فيما لازالت اخرى سليمة, واختلطت عظام واضلع مع ملابس واحذية الضحايا. وما يزال اهالي عدد كبير من المخطوفين غير متأكدين من كونهم على قيد الحياة او مقتلهم. وبين هؤلاء علي بازو، احد الايزيديين الذي يعيش الان في مخيم للنازحين في دهوك، شمال العراق، وصل للبحث في هذه المقبرة عن والده الذي اختطف على يد المتطرفين في غشت العام الماضي. وقال بازو بألم «لم نعرف مصيره».
وتابع «سمعنا بوجود هذه المقبرة وجئنا وعثرنا على مفاتيح المنزل» وتابع بينما كان ينظر الى رفات الضحايا «لكن لم اعرف اي العظام هي لوالدي». وطالب بازو بالاستعانة بخبراء لفحص الرفات في المكان للتعرف على والده ليتمكن من اقامة مراسم دفنه ونقله الى مثواه الاخير.
بدورها، وصلت بيزار حسو للبحث عن زوجها (66 عاما) الذي فقدته عند تعرض مجمع خانه سور الى هجوم المتطرفين.
فقد هربت حسو لدى وقوع الهجوم فيما كان اثنان من ابنائها وزوجها يحرسون ابار المياه، الى جبل سنجار الذي يقع على بعد حوالى ستين كيلومترا عن الحدود مع سوريا في الاطراف الشمالية الغربية من العراق.
،وبعدها ، اخبرها احد ابنائها بانهم قتلوا اخاه واخذوا والده.
وقالت حسو التي تسكن حاليا في مخيم للايزيديين النازحين يقع غرب مدينة دهوك «نبحث عنه منذ اكثر من خمسة اشهر».
ووقفت حسو وهي تضع قناعا طبيا على وجهها وترتدي قفازات مطاطية، للبحث بين الرفات عن اي علامة لزوجها، لكنها لم تجد شيئا. وهناك الكثير من العراقيين ممن تستمر معاناتهم لعدم معرفة مصير مفقودين من ذويهم.
وسيطرت «الدولة الاسلامية» خلال الاشهر الماضية، على مناطق واسعة في شمال وغرب ووسط العراق، بينها تلك الخاصة بالايزيديين.
ويقول اتباع الايزيدية انها اقدم ديانة في العالم وتجد جذورها في الزردشتية. وقد اختلطت على مر الزمان بالمسيحية والاسلام واليهودية وغيرها.
إسقاطات قتل الطيار
ثار قتل تنظيم الدولة الاسلامية لطيار اردني حرقا صدمة وغضبا عارما في المملكة ما سيمنح تأييدا اوسع لمشاركة عمان في الحرب ضده بعد انقسام الشارع حولها لعدة اشهر, بحسب محللين. ووضعت عملية قتل الطيار معاذ الكساسبة حرقا, في الوقت الحالي على الأقل، حدا لجدل استمر اشهرا منذ الاعلان عن المشاركة في ضربات تحالف دولي ضد التنظيم لتشكل انعطافا في رأي المعارضين, وسط مطالب ب«انتقام شديد جدا».
وخرج مئات الاردنيين عقب ساعات من الكشف عن قتل الطيار حرقا في تظاهرات منددين ببشاعة الجريمة ومطالبين بالثأر، فيما طالب والده صافي الكساسبة في تصريحات صحافية ب«انتقام شديد جدا من التنظيم وفاء لدم معاذ».
وظهر في زاوية شاشة التلفزيون الرسمي شريطا اسود وصورة للطيار فيما استمر منذ اعلان مقتله ببث اغان وطنية وبرامج حول الجيش وقدراته. ويقول الكاتب والمحلل محمد ابو رمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ان «بشاعة مشهد احراق البطل معاذ اعطى الاردن دفعة تزيد من الاصطفاف حول الجيش وقيادته وضرورة الانتقام».
واضاف «اليوم هناك توافق كبير في الرأي العام حول ضرورة الحرب ضد التنظيم والرد بقوة».
واعتبر ان «المبالغة بالاسلوب في الاعدام ولد لدى الشارع ردود افعال عكسية، فقبل ذلك كان هناك انقسام حيال الحرب بين من يؤيدها ومن يعتقد انها ليست حربنا. اما اليوم، فهناك توافق على ضرورتها».
وقال ابو رمان ان «الاردنيين وللمرة الاولى يشعرون انهم في حالة حرب منذ بدء الحديث عن التحالف الدولي والحرب على التنظيم».
،وكان تنظيم الدولة الاسلامية اعلن في شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية على الانترنت الثلاثاء انه أحرق حيا الكساسبة الذي كان يحتجزه منذ 24 ديسمبر.
،وتضمن الشريط مشاهد مروعة للرجل الذي ارتدى زيا برتقاليا، وهو محتجز في قفص كبير اسود، قبل ان يقوم ملثم بلباس عسكري بغمس مشعل في مادة سائلة، واضرم النار فيها.
وتنتقل النار بسرعة نحو القفص حيث يحترق الرجل في ثوان، يتخبط أولا، ثم يسقط ارضا على ركبتيه، قبل ان يهوى متفحما وسط كتلة من اللهيب.
من جهته، يقول المحلل حسن ابو هنية، الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية لفرانس برس ان «بشاعة المشاهد المروعة ستدفع الكثيرين الى مراجعة حساباتهم وتأييد خيار الاردن مشاركته في الحلف».
واضاف ان «غضب الاردنيين وصدمتهم سيدفع كثير منهم الى حسم خياراتهم باتجاه دعم واسناد التحالف الدولي ومشاركة المملكة».
ورأى ابو هنية ان الاردن «قد يوسع مشاركته في التحالف ويطلب اعادة النظر في الاستراتيجية التي تبناها الحلف بالاقتصار على الضربات الجوية، فربما يتدخل الاردن بريا ضد التنظيم».
الانتقام
وتابع «هناك ادراك واضح بان الاستراتيجية كانت بغرض الصد والاحتواء ولايمكن القضاء على التنظيم الا عبر التدخل البري».
وتوعد الجيش الاردني بالانتقام من قتلة الكساسبة وأكد ان «دمه لن يذهب هدرا»، فيما اعلنت الحكومة ان رد الاردنيين على تنظيم الدولة الاسلامية سيكون «حازما ومزلزلا وقويا».
واكدت الحكومة في بيان لها ان «هذه الجريمة النكراء تؤكد بشكل واضح دقة موقف الاردن بدخوله هذه الحرب ضد الارهاب والتنظيمات الارهابية باعتبارها حربنا وحرب العرب والمسلمين بالمقام الاول قبل ان تكون حرب الغرب او اي جهة اخرى».
واضافت ان «الجريمة المدانة بأشد العبارات وحدت الاردنيين في شتى مواقعهم واتجاهاتهم بالوقوف صفا واحدا خلف قيادتهم الهاشمية الفذة وجيشهم العربي المصطفوي وجميع اجهزته للتصدي بكل حزم لهذه الشرذمة القاتلة».
وقطع عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني زيارته للولايات المتحدة، مؤكدا ان الكساسبة «قضى دفاعا عن عقيدته ووطنه وامته» داعيا الاردنيين الى «الوقوف صفا واحدا».
وتجمع مئات الاردنيين الاربعاء ظهرا قرب مطار الملكة علياء الدولي لاستقبال الملك تعبيرا عن تاييدهم وولائهم.
بدوره، اعتبر الكاتب فهد خيطان ان «جريمة اغتيال الكساسبة بهذه الطريقة ستمنح مشاركة الاردن في التحالف الدولي شرعية شعبية».
واضاف لفرانس برس ان «الاسلوب الوحشي الذي تم فيه الاعدام سيوحد الاردنيين خلف الموقف الداعي للانتقام من التنظيم الارهابي والقصاص منه».
من جهته، استنكر حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين الذي يعارض مشاركة المملكة في التحالف الدولي ضد التنظيم «الجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي بحق الأسير الطيار».
واكد انها «جريمة نكراء (...) تتعارض مع حقوق الأسير في هذا الدين واحترام كرامة الإنسان».
وقرعت اجراس الكنائس في الاردن ظهر الاربعاء بالتزامن مع صلاة الغائب في مساجد المملكة عن روح «الشهيد 2475» فيما نظمت النقابات المهنية ونقابة الصحافيين وطلاب الجامعات وقفات تضامنية متفرقة.
وامام ديوان الكساسبة، حيث تجمع المئات للتضامن مع عائلته، قال شقيقه جودت «نقف كاردنيين جميعا في خندق واحد خلف القيادة الهاشمية (...) والجيش العربي، ولن نسمح لاحد أن يمس تراب الاردن».
واضاف ان «هذه جماعة ارهابية متطرفة يجب على كل من يقول +لا الله الا الله+ ان ينهي وجودهم فقد اساؤا للاسلام واساؤا للنبي».
وأعلنت عمان فجر الاربعاء اعدام كلا من الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي كان التنظيم طالب باطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة شنقا.
والريشاوي هي انتحارية عراقية شاركت في تفجير ثلاث فنادق في عمان عام 2005 وقد طالب التنظيم باطلاق سراحها مقابل الصحافي الياباني كينجي غوتو قبل ان يعدمه. الا ان الاردن كان يصر على ان يكون اطلاق سراحها مقابل الافراج عن الكساسبة. اما الكربولي، فقد اعتقلته القوات الاردنية في ماي 2006 واصدرت محكمة امن الدولة حكما باعدامه في الخامس من مارس ,2007 لكن الحكم لم ينفذ.
واعترف الكربولي في شريط بثه التلفزيون في ماي 2006 انه قتل سائقا اردنيا في العراق واستهدف مصالح اردنية.
كساد السياحة في كردستان
في موضوع ذي صلة، لاتزال اللافتات تقول «مرحبا بكم في اربيل عاصمة السياحة العربية لعام 2014» لكن غالبية الزوار الذين استقبلهم اقليم كردستان شمال العراق، العام الماضي كانوا فارين من هجمات الاسلاميين المتطرفين.
كان من المفترض ان يشكل عام 2014 انطلاقة للسياحة في هذا الاقليم المستقر امنيا لكن تبددت هذه الامال بين عشية وضحاها اثر غرق العراق في الفوضى بعد هجوم تنظيم «داعش» الذي استولى خلاله على مساحات شاسعة في شمال وغرب البلاد.
وقال هيرش احمد مدير جمعية المطاعم والفنادق في الاقليم «لا استطيع حتى التحدث عن حجم التراجع في الاعداد».
وكان نمو قطاع السياحة قد بلغ مليار دولار في عام 2013 ، لكن ذلك توقف عندما تمكن مقاتلوا التنظيم المتطرف من احتلال اجزاء كبيرة في غرب العراق وشماله ووصولهم الى مشارف محافظة اربيل.
وادى ذلك الى توقف تنفيذ خطط ومشاريع مثل انشاء حديقة حيوان واعادة تاهيل قلعة اربيل المدرجة على قائمة منظمة التراث العالمي (اليونسكو) بالاضافة الى مشاريع طموحة اخرى.
وقال احمد «بدلا من حصولنا على السياح، استقبلنا نازحين» في اشارة الى 900 نازح فروا من مناطق النزاع وتوجهوا الى اربيل.
ودفع تقدم المتطرفين الى حشد قوات البشمركة الكردية على خطوط المواجهة مع داعش, كما انقطعت المواصلات مع باقي مناطق العراق عن اقليم كردستان الذي يضم ثلاث محافظات, وتضررت صورته السياحية بعد ان كان بعيدا عن اعمال العنف التي مزقت البلاد.
وقال احمد «بعد العاشر من يونيو، لا يمكن ان تقول كنا عاصمة السياحة العربية لعام ،2014 السياحة قد ابيدت».
ولم يمثل العراق وجهة واضحة للسياحة في العقود الاخيرة، ولكن اقليم كردستان كان المكان الذي يقصده العراقيون وعرب اخرون لقضاء عطلة طويلة، كما يعد نقطة انطلاق للسياح الاجانب الباحثين عن المغامرة.
كما يعد الاقليم الذي يسعى لبناء دولة مميزة، الموقع الذي يحظى باكبر اهتمام من المستثمرين في وقت كان باقي العراق يغرق في مشاكل سياسية وطائفية ويعاني من الفساد المالي .
وتمتاز كردستان بشلالاتها الرائعة وجبالها المغطاة بالثلج والمواقع الاثرية والجولات الثقافية فضلا عن سياسية عدم الحاجة لطلب تاشيرة دخول لمعظم الغربيين، ما جعله عامل جذب واسع للزوار.
وقال رئيس مجلس السياحة نادر روستي »كل شي كان جاهزا، لقد صرفنا الكثير من اجل الترحيب بهم» مشيرا بانه «ليس هناك ارقام موثقة لاعداد الزوار» في العام الماضي.
ووصل عدد السياح الذين دخلوا كردستان خلال عام 2013 الى ثلاثة ملايين زائر وكان من المتوقع ان يصل العدد الى اربعة ملايين خلال عام 2014.
وكان هذا الاقليم المنتج للنفط يامل ان يجعل السياحة الركن الثاني الذي يعتمد عليه اقتصاده خصوصا بعد انخفاض اسعار النفط بشكل كبير، مع ارتفاع كلفة الانفاق العسكري.
من جانبه، قال احمد ان ما لا يقل عن 72 فندقا اغلقت ابوابها خلال الستة اشهر الماضية، فيما ابقت فنادق اخرى على مطاعمها فقط.
واثر غياب السياح على اقتصاد الاف الناس الذين يعملون في الفنادق، والمظاعم وحتى سائقي سيارات الاجرة.
بدوره، يقول محمد عزيز وهو يجلس امام متجره لبيع الهدايا التذكارية عند سفح قلعة اربيل انه سوف يضطر الى الاغلاق اذا لم يتحسن الوضع قريبا.
وقال هذا الشاب البالغ 22 عاما من العمر «كنت اجني نحو اربعة ملايين دينار شهريا (3000 دولار)، لكن الان لم اتمكن من جني سوى مليونين خلال الاشهر الاربعة الاخيرة» مشيرا الى ان ايجار متجره الشهري يبلغ 500 الف دينار.
وقال عزيز وهو يهز براسه ويمسك بزوج من «الكلاش» وهو حذاء تقليدي كردي مصنوع يدويا، من القطن الابيض والذي اصبح رائجا بين السياح الاجانب ، «كانوا ياتون لاقتناء هذه الاشياء، وزبائني من الغربين القليلين الذين يسكنون اربيل، تعلموا طريقة التعامل قبل الشراء».
بدوره، قال بختيار صادق احمد الذي يدير شركة سياحة خاصة في اربيل، ومتخصص في جولات تركز على تاريخ المنطقة «كل شي كان يسير بشكل جيد، الاعمال كانت مزدهرة ، وكنت اتوقع ان تصل ثمانية مجاميع خلال عام ،2014 بعد ان كان لدي الوقت ، قبل الازمة، لايغطي سوى مجموعتين فقط ».
وتتضمن الجولات التي تقوم بها شركة احمد، مواقع ما وراء حدود كردستان الرسمية. وكانت تحظى بشعبية لدى المتقاعدين في سن مبكرة القادمين من دول اوربا، الساعين للهروب من السياحة الجماعية واكتشاف ثقافات جديدة.
واضاف «كنت قد اعددت جولات تبحث عن وجود الارمن في المنطقة والتراث اليهودي، والتاريخ الاشوري ومدينة لاليش التي تضم مرقد الازيدية على سبيل المثال».
واكد بان «هناك الكثير يمكن القيام به، لانه يوجد 700 موقعا اثريا في محافظة اربيل فقط». وعلى الرغم من ان زيارة كردستان بقيت امنة طوال فترة الازمة، الان ان وكلاء السفر وشركات التامين الخاصة تشعر بقلق متواصل حول سير العمل.
واضاف احمد «الان احتاج الذهاب الى اوربا من اجل التسويق لعملي بشكل صحيح وطمانتهم، وانا مستعد لدفع تكاليف رحلتهم من اجل القدوم الى هنا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.