في عملية إرهابية وحشية استنكرها العالم، أقدم تنظيم "داعش" المتطرف، على إعدام الطيار الأردني المحتجز لديه منذ شهرين، معاذ الكساسبة، حرقاً حتى الموت. تنظيم الدولة وثّق لجريمته في شريط فيديو بثه على الشبكة العنكبوتية أول أمس، يُظهر الكساسبة ذا 26 ربيعاً في زي برتقالي وقد شبت ألسنة اللهب في جسده داخل قفص حديدي حتى الموت. ليرد الأردن الذي تسوده حالة من الصدمة والغليان على العملية بإعلانه إعدام الانتحارية العراقية ساجد الريشاوي، التي كانت التنظيم طالب بمقايضتها بالطيار الأردني، ومواطنها زياد الكربولي المحسوب على تنظيم القاعدة، في فجر أمس الأربعاء. الداخلية الأردنية أشارت إلى تنفيذها هذه الأحكام بعد استيفائها جميع الشروط المنصوص عليها في القانون. والريشاوي هي سجينة عراقية، شاركت في عمليات انتحارية بالعاصمة الأردنية عمّان سنة 2005، اعتقلتها السلطات الأردنية بعدها وحكم عليها بالإعدام منذ شتنبر 2005 دون أن ينفذ الحكم، وقد طالب "داعش" أخيرا بإطلاق سراحها مقابل رهينتين يابانيين قبل أن يتراجع ويعدمهما تواليا. أمّا الكربولي، فكان اعتقل صيفَ 2006 وحُكم بالإعدام سنةً بعدها، بتهمة الضلوع في قتل سائق أردني في العراق واستهداف مصالح أردنية. من جهته، قطع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، زيارته إلى الولاياتالمتحدة، ونعى إلى الأمة جندياً قضى دفاعاً عن عقيدته ووطنه وأمته، داعيا الأردنيين إلى الوقوف صفاً واحداً. كما شدد الجيش الأردني على أن دم الكساسبة لن يذهب هدرا، متوعدا بالانتقام. فيما أكدت الحكومة الأردنية بأن الرد على "داعش" سيكون حازماً ومزلزلا. بدوره استنكر المغرب هذا العمل الإجرامي، وأعرب بلاغ للخارجية عن تضامن المملكة التام مع الأردن. واعتبر الرئيس الأمريكي، أن شريط إعدام التيار الأردني يظهر مدى وحشية تنظيم الدولة، مؤكدا أنه سيضاعف تصميم التحالف الدولي لهزيمته، كما أدانت اليابان العملية ووصفتها بالفعل الدنيء الذي لا يُغتفر، نفس الشجب جاء على لسان كل من الرئيس الفرنسي، والأمين العام الأممي، وعدد من قادة العالم.