أعلنت السلطات الاردنية انها اعدمت شنقا فجر الاربعاء كلا من الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي كان تنظيم الدولة الاسلامية طالب باطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة، وذلك غداة اعلان التنظيم اعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا. وقالت وزارة الداخلية الاردنية في بيان انه "تم فجر اليوم الاربعاء تنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق المجرمة ساجدة مبارك عطروز الريشاوي (...) كما تم تنفيذ حكم الاعدام شنقا حتى الموت بحق المجرم زياد خلف رجه الكربول".
واوضح البيان ان "تنفيذ حكم الاعدام بالمجرمين تم بحضور المعنيين كافة وفقا لأحكام القانون"، مؤكدة ان "هذه الاحكام قد استوفت جميع الاجراءات المنصوص عليها في القانون".
وافاد مصدر امني اردني، رفض الكشف عن هويته حسب ما أوردته وكالة فرانس برس، "تم بعد الساعة الرابعة من فجر الاربعاء (02,00 تغ) اعدام كل من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي".
واضاف انه "تم تنفيذ حكم الاعدام بحضور اللجنة المعنية، ومفتي سجن سواقة (جنوبعمان) لم يطلب من أي من الريشاوي او الكربولي ان كان لديهما أي وصايا".
واوضح المصدر انه "تم نقل الجثتين الى المركز الوطني للطب الشرعي بهدف تسليمهما الى الجهات المعنية لاكرامهما بالدفن وحسب الاصول".
من جانبه، قال مصدر من اللجنة التي اشرفت على عملية الاعدام، حسب ذات الوكالة، انه "تم اولا إعدام الكربولي الذي ترك مبلغا وقدره 1500 دينار (حوالى الفين دولار) لعائلته، وقال :انا لا أجزع من الموت، هذا مكتوب".
وأضاف انه "تم اعدام الكربولي عند الساعة 04,25 (02,25 تغ)".
وتابع ان "الريشاوي التي كانت تسأل قبل اعدامها : أنتوا كيف بدكم تعدموني؟، تم اعدامها عند الساعة 04,50 (02,50 تغ)"، مشيرا الى انه "تم الانتهاء من عمليتي الاعدام عند تمام الساعة 05,07 (03,07 تغ).
والريشاوي هي انتحارية عراقية شاركت في تفجير ثلاث فنادق في عمان عام2005 ، وكان تنظيم الدولة الاسلامية طالب باطلاق سراحها مقابل إفراجه عن الصحافي الياباني كينجي غوتو الذي عاد وأعدمه.
الا ان الاردن الذي حكم على الريشاوي بالاعدام في 21 سبتمبر 2006 من دون ان ينفذ هذا الحكم، كان يصر على ان اطلاق سراح الريشاوي يكون مقابل إطلاق سراح الكساسبة الذي اعدمه التنظيم حرقا كما ظهر في شريط بث الثلاثاء.
اما الكربولي المتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة فقد اعتقلته القوات الاردنية في مايو 2006 وقضت محكمة امن الدولة في الخامس من مارس 2007 باعدامه، لكن الحكم لم ينفذ حتى الآن.
واعترف الكربولي في شريط بثه التلفزيون الاردني في مايو 2006 انه قتل سائقا اردنيا في العراق واستهدف مصالح اردنية.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية اعلن في شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية على الانترنت الثلاثاء انه أحرق حيا الطيار الاردني معاذ الكساسبة الذي يحتجزه منذ 24 ديسمبر.
وتضمن الشريط الذي نشر على منتديات الجهاديين على شبكة الانترنت مشاهد مروعة للرجل الذي ألبس لباسا برتقاليا وقدم على انه الطيار، وهو محتجز في قفص كبير أسود، قبل ان يقوم رجل ملثم بلباس عسكري قدم على انه "امير احد المقاوطعات التي قصفها التحالف الصليبي"، بغمس مشعل في مادة سائلة هي وقود على الارجح، وإضرم النار فيها.
وتنتقل النار بسرعة نحو القفص حيث يشتعل الرجل في ثوان، يتخبط أولا، ثم يسقط أرضا على ركبتيه، قبل ان يهوى متفحما وسط كتلة من اللهيب.
وتوعد الجيش الاردني بالانتقام من قتلة الطيار معاذ الكساسبة وأكد ان "دمه لن يذهب هدرا"، فيما اعلنت الحكومة الاردنية الثلاثاء ان رد الاردنيين على تنظيم الدولة الاسلامية سيكون "حازما ومزلزلا وقويا".
وقرر عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة التي توجه اليها الاثنين، مؤكدا ان الكساسبة "قضى دفاعا عن عقيدته ووطنه وامته" وداعيا الاردنيين الى "الوقوف صفا واحدا".
وقال التلفزيون الاردني ان "حشودا شعبية كبيرة تصل الى مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوبعمان) لاستقبال الملك عبد الله".
وتظاهر مئات الاردنيين مساء الثلاثاء في دوار الداخلية وسط عمان للتنديد بعملية الاعدام الوحشية وهم يرددون ب "الروح بالدم نفديك يا اردن".
كما تظاهر مئات الاشخاص امام ديوان ابناء محافظة الكرك (116 كلم جنوبعمان) التي يتحدر منها الطيار وهم يرددون "لا الله الا الله والشهيد حبيب الله".
وكتبت صحيفة "الرأي" الحكومية مقالا افتتاحيا الاربعاء تحت عنوان "الحساب مفتوح معكم...أيها القتلة" جاء فيه انه "ليس بعد اليوم هدنة او تسامح او تساهل...اخترتم ايها القتلة ان تكونوا في الدرك الاسفل انسانيا واخلاقيا ودينيا".
واضافت الصحيفة "عليكم الآن ان تدفعوا الثمن وسيكون ثمنا باهظا ولن تنفعكم كل تبريراتكم وهلوساتكم واوهامكم".